بعد سماعه خبر مقتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير ابو مقار، هاجم كاهن نيوجيرسي بيشوي ملاك صادق، وهو قس أرثوذكسي مقيم بالولايات المتحدة الامريكية سبق إيقافه عن الخدمة واستدعاؤه إلى القاهرة للتحقيق، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قائلاً "أوجه اليوم رسالة خاصة الى كل الآباء الأساقفة وكل من يرتدي الزي الاسود وانا واحد منهم, وأضاف: أشد على اياديكم جميعا فـ "الرب يسند كنيسته"، وذلك بعد كارثة قتل نيافة الحبر الجليل "تقى البرية" الانبا أبيفانيوس فى ديره الذى يرأسه، وبين رهبانه ، وبين قلالى دير ابومقار، بل فى ممر خاص يعبر فيه من قلايته إلى الكنيسة للصلاة ، وفى مواعيد معلومة للقاصي والدانى بالدير، لأنه كان شخصا معروفا عنه النظام فى حياته الديريه والخاصة،بل بين طالبى الرهبنة والعاملين فى الدير الذين يصل عددهم الى 1000 عامل تقريبا، قبل هذا وذاك فى دير معروف عنه النظام الحاد والامكانيات الكبيرة فى الترتيب والنظام فى الدخول والخروج والمتابعة لأعمال مساحات شاسعة من الأراضى والمشروعات بداخله، وليس هناك أمر للمصادفة.
وأضاف الكاهن "رسالتى لقداسة البابا تواضروس الثانى بعد هذه الكارثة المرة والمريرة، هذه الحادثة بداية حصاد إدارتكم للأمور فى الكنيسة القبطية ،هذه الكارثة بداية حصاد سياساتك الكنسية فى الرهبنة وادارة الكنائس،هذه الكارثة بداية "انهيار داخلى" فى الكنيسة ومؤسساتها
وأكمل الكاهن في رسالته المنشورة علي موقع أقباط امريكا "دعك من أن وراء قتل نيافة الأنبا أبيفانيوس إرهابى أو متطرف إسلامى ، فهذا كذب وتضليل على أنفسنا، لكى يتجرع الأقباط مرارة الانهيار بخلط الأوراق، ومحاولة لتهدئة خواطر ملتهبة ومنفعلة ومرعوبة من هول الحادثة، وأول هؤلاء، الأساقفة أنفسهم .. بل قداستكم, وكل أصحاب الزى الأسود الذى أنا منهم".
وتابع الكاهن "الانبا ابيفانيوس غير معلوم للعامة ولا للاسلاميين وليس له تصريحات عامة او سياسية ولا يهاجم أحدا وغير معلوم حتى لأغلب الأقباط، ربما يكونوا عرفوا به بعد قتله، فالأنبا أبيفانيوس ليس له ثقل حتى يستهدف، ولو أرادوا استهداف أسقف، فكثيرون منهم ينتشرون بسياراتهم المرسيدس المميزة فى شوارع القاهرة والمحافظات "
وتابع الكاهن في رسالته "أعتقد ياقداسة البابا أنت أول من تعلم أن هذه الفرضية كذبة للتضليل سواء للمسيحيين أو غير المسيحيين، وإن كان الوعى الشعبى فى مصر لاينتظر نفى التضليل فهو يعرفه ويسخر منه، إلا قليل من المغيبين أو مرضى الخوف من شماتة الآخر" .
وتابع قائلا: "دعك أيضا أن وراء قتل نيافة الانبا أبيفانيوس شخص أراد السرقة، فمعروف أن الأنبا أبيفانيوس لايحمل نقود سائلة فى جيوبه، فهو ذاهب من قلايته للكنيسة المجاورة لصلاة تسبحة نصف الليل ثم القداس، ومعروف أن هناك أماكن يمكن سرقتها كثيرة بعيدا عن القتل"
وتساءل الكاهن في رسالته "هل يترك سارق كل مشروعات دير ابو مقار ورهبانه ليقتل أسقفه وهو ذاهب للصلاة ولايحمل كيسا ولامزودا ولاكسرة خبز؟هذه أيضا فرضية لايقبلها عقل، أما عن فرضية قاتل محترف من الخارج، فهذا وارد؟ بنسبة مئوية ما؟ ولكن لماذا يأتى القاتل المحترف لقتل الأنبا ابيفانيوس؟ هل هناك جهة حرضته لقتله لإشعال فتنة بين الدولة والأقباط ؟ أو لشغل الرأى العام؟
هذه الفرضية لاتتتناسب إطلاقا مع شخصية الأنبا ابفانيوس، فهو ليس مصطدما بالدولة ولا جهاتها نهائيا، ويمكن أن تنفذ ضد أسقف له محيط شعبى واسع ومؤثر، إذا قتل تهز أرجاء مصر بشأنه، أو أسقف واجه الدولة فى قضايا قبطية فاصلة، أو أسقف مؤثر فى الكنيسة القبطية، أو أسقف له شعبية قبطية ؟ وجميعها لاتنطبق على الأنبا أبيفانيوس
الفرضية الوحيدة التى يقبلها العقل، أن هناك من داخل الدير من خان وهناك من سلم سيده، مثلما سلم يهوذا السيد المسيح وهناك كارثة يجب أن تناقش على مستوى لجنة الأديرة فورا.
وأردف قائلاً "كارثة قتل نيافة الأنبا أبيفانيوس، لاتهز الرهبنة والأديرة وتاريخها فقط، تهز المسيحيين فى داخلهم تجاه الكنيسة ، رجل دين، ومبنى ، كنيسة ، دير"وتهز الآخر فى كل ماهو مسيحي"
"ياقداسة البابا إنها كارثة مريرة ينبغى أن تجتمع الكنيسة على أعلى مستوياتها لتداركها، أين سقطت لكى تقوم"
"ياقداسة البابا تركت دير أبو مقار كتلا، هذه كتله للأب متى المسكين، وهذه كتلة للبابا شنودة، وهذا الاتجاه الثالث، وجئت بالمسكين الانبا أبيفانيوس على بركان من النار، بعد فترة رئاسة حديدية للقمص متى المسكين أعقبتها فوضى مابعده، ثم فترة احتواء دون حلول أو حسم، فدفع المسكين الأنبا أبيفانيوس الثمن مثل سيده المسيح، ولابد أن هناك يهوذا"
"ياقداسة البابا، أنت تترك الأمور حتى تكسر الأمواج العاتية البنيان، هكذا تترك الأديرة والإيبراشيات والأخطاء هنا وهناك، وبدأنا الحصاد المرير من سياستك
ياقداسة البابا، الخرافات لاتحل شيئا، أن يردد أن الانبا ابيفانيوس كان يعرف أنه سيقتل، أو يعرف موعد رحيله ، او تعويم القضية ، أو تخرج دون جان، أوتنتهى نهاية تفجير كنيسة القديسين أو غيرها من الأحداث الطائفية، لأنك ستدفع الفاتورة مرتين، الأولى من انهيارات ستتوالى فى مؤسسات الكنيسة، والثانية أن ترد للدولة إغلاقها هذا الملف دون إدانة للجانى من داخل الدير أو خارجه، وستدفع للدولة المقابل على حساب الأقباط، المواءمات السياسية قد تمنع فضيحة إعلامية، لكنها لن تحل انهيارات الداخل، ياقداسة البابا جميع النتائج مريرة على الكنيسة، فالقاتل من الدير مريرة، من خارجه مريرة، لوجود خائن وباقى الفرضيات كلها مريرة"
واختتم كاهن نيوجيرسي قائلا:"ياقداسة البابا، افعل شىء لأجل نفسك والكنيسة، واأصر الانهيارات قبل طوفان ياخذ الجميع".