حذر نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، من "انفجارا لا مفر منه سيقع في غزة ما لم يتحرك المجتمع الدولي بجدية لمعالجة أوضاع الغزيين".
جاء ذلك خلال إفادة ميلادينوف التي قدمها في جلسة مجلس الأمن الدولي الدورية حول الشرق الأوسط، والمنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ميلادينوف لأعضاء مجلس الأمن، "لقد كنا على بعد دقائق معدودة من وقوع تصادم جديد بين حماس وإسرائيل يوم السبت الماضي، علينا أن نغير ديناميكيتنا في غزة، وإلا ستنفجر بشدة باتجاه جولة أخرى من الصراع"، موضحا أن "الحصار الإسرائيلي يشل الفلسطينيين في القطاع، وطريق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بات مسدودا، بل تفاقم الوضع بينهما، ولذلك يتعين علينا مواصلة الجهود الرامية للتهدئة ودعم عملية المصالحة الفلسطينية بمساعدة مصرية"، واضاف مستدركا "ليس هناك من جدوى لأي مبادرات في ظل غياب أفق سياسي، علينا أن نعمل من أجل توحيد القطاع والضفة الغربية في نظام قانوني موحد، وإذا تحقق ذلك فسوف نتفادى التصعيد، علينا أن نضع البعد الإنساني للغزيين في حسباننا، إنهم يستحقون أن يعيشوا في حرية وكرامة، وهذا ليس شيئا نمنحه لهم، إنه حقهم".
وأعرب ميلادينوف عن قلقه العميق إزاء تأخير العام الدراسي لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأنروا، مشيرا إلى أن "أكثر من 526 ألف طالب فلسطيني سوف يتأثرون بتأخر بدء الدراسة، خاصة أن الأنروا بحاجة إلى أكثر من 117 مليون دولار لتغطية نفقاتها هذا العام".
أما رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة فقد حذر من أن أي خطط سلام لا تستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فإنها ستكون "بلا جدوى ولن تعمل"، مشددا على "تعهد السلطة الفلسطينية بالعمل من أجل تحقيق السلام مع إسرائيل، والالتزام بحل الدولتين"، كما أكد التزامها بـ "اللاعنف واستعداد الفلسطينيين للتعاون مع جميع الجهود الدولية والإقليمية للنهوض بالسلام العادل، على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن (2334)".
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى القرار 2334 أواخر ديسمبر 2016، وطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واتهم منصور إسرائيل بمواصلة قمعها للشعب الفلسطيني، وترسيخ احتلالها العسكري غير القانوني، وارتكاب مزيد من الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، محذرا من التشريد القسري للفلسطينيين، بما في ذلك القدس الشرقية، وهدم المنازل وتدمير سبل العيش، مع استمرار حملة الاستيطان الإسرائيلية غير القانونية بلا هوادة.
وتهكمت نيكي هيلي، مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة على خطب ممثلي الدول العربية أمام مجلس الأمن الدولي المطالبة بتقديم المساعدات للفلسطينيين، في وقت لا تقدم فيه مساعدات للأونروا أو تكتفي بمساعدات هزيلة، وقالت "هنا في الأمم المتحدة، على بعد آلاف الأميال من الفلسطينيين الذين لديهم احتياجات حقيقية، لا نهاية للخطابات نيابة عنهم من قبل بلدان تدعي التضامن مع الشعب الفلسطيني"، واعتبرت أنه إذا كانت هذه الكلمات مفيدة في المدارس والمستشفيات، فلن "يواجه الشعب الفلسطيني الظروف اليائسة، هذا كلام رخيص"، وأشارت إلى أن بلادها "قدمت أكثر من 6 مليارات دولار من المساعدات الثنائية للفلسطينيين، متسائلة: كم يبلغ عدد الدول العربية ـ وبعضها من الدول الغنية ـ وما المبلغ الذي قدمته للفلسطينيين؟، مثلا الجزائر وتونس وإيران قدمت صفرا لـ"أونروا" العام الماضي، ومصر وعمان قدمتا 20 ألف دولار.
وادعت "الأميركيون أناس أسخياء جدا. نحن ذوو توجه إنساني، ونواصل البحث عن طرق لمساعدة الشعب الفلسطيني، وإذا مددنا يد الصداقة والكرم نتوقع أيضا أن يمد الآخرون أيديهم"، وفق قولها.