اعتادت الأسر الصينية منذ القرن العاشر على عادة "طي القدم"، وكانت تعتبر هذه العادة التي تفرض على البنات من سن الرابعة، شرطا أساسيا للزواج، حيث كان طول القدم لا يتعدى العشر سنتيمترات بحد اقصى، وكانت تسمى "القدم الذهبية"، أو "قدم اللوتس".
كانت الأمهات تبدأ بربط أقدام بناتهن بشرائط ساتان منذ يبلغن سن الرابعة أو الخامسة، وتجبرهن على تحمل الآلام خلال عدة سنوات ليحصلن على "القدم الذهبية" ليصبحن بالتالي محببات من قبل الرجال وجاهزات للزواج، واستمرت تلك العادة في الصين لمدة الف سنة.
كانت "قدم اللوتس"نسبة لزهرة اللوتس، شرطا مهما للزواج. وكانت النساء ذات القدم الكبيرة محلا للسخرية والإذلال لأنها تشبه عامة النساء العاملات في الحقول واللاتي لا يمكنهن تحمل رفاهية "قدم اللوتس".
تلقين طريقة طي القدم كان يعتبر علماً مهما في القرون القديمة، وكانت تبدأ بالاستعداد النفسي لتحمل الآلام وذلك بإقناع البنات بأن طي القدم سيجعلهن أكثر جمالا ويفتح أمامهن أبواب الزواج. وبعدها تبدأ عملية الطي بعد غسل القدمين وقص الأظافر وطي الأصابع ما عدا الإصبع الكبير، ومن ثم لف الأصابع بقوة، بشرائط من الساتان، وشدها للأسفل في محاولة لتوصيل الأصابع لكعب القدم، ثم لف القدم كاملة على هذه الوضعية ثم إدخالها في حذاء ضيق جداً.
يتم تغيير الشرائط يوميا لمضاعفة الضغط على القدم بشدة أقوى في كل مرة، وهي عملية تسبب آلام كبيرة للأطفال حتى أنها تعيق حركتهم لمدة أيام وشهور.
رائحة القدمين خلال الصيف تكون فظيعة بسبب الدم والقيح، وتتجمد الأقدام في فصل الشتاء بسبب نقص تدفق الأوكسجين في الدم.
وتؤدي طريقة طي القدم إلى تشويه معالم الجسم، فيكون الضغط كله على الفخذين والأرداف وتؤدي إلى انتفاخهما وتسبب اعوجاجا في الساقين ومعاناة جسدية تدوم مدى الحياة.
بعض الفتيات اللاتي يرغبن خفض الحد الأقصى لحجم أقدامهن فقدن القدرة على المشي والوقوف بشكل طبيعي.
وفي المقابل كان يحرم على الرجال رؤية أقدام زوجاتهم حافية وعليهم الاكتفاء برؤية شكلها فقط وهي داخل الحذاء الضيق والرجل الذي يخترق هذه القاعدة يكون رجلا منبوذا.
اشتهرت عادة طي الأقدام في العصور الوسطى في الصين وأصلها غير معروف، ولكن وفقاً للأساطير، كانت هناك راقصة مشهورة بالغة الجمال تدعى يو، وفي أحدى الأيام قدمت رقصة وهي تنعل حذاءأ صغير الحجم على شكل زهرة اللوتس الذهبية، ولتدخل قدمها في الحذاء الصغير عملت يو على ضم قدميها بضمادات من الحرير، وكانت لخطواتها الصغيرة أثناء الرقص أثر كبير في نفوس الرجال فتحول إلى تقليد ورمز للجمال.
أحيانا زوجات وبنات أثرياء الصين يشوهن ساقيهن لدرجة أنهن لا يستطعن المشي بشكل مستقل، وكن يحملن على عربات أو يوظفن شخصا قوي البنية لحملهن على كتفيه.
هذه العادة قيدت حرية النساء فجعلتهن يعتمدن بشكل كامل على أزواجهن وعلى الخدم لعدم قدرتهن على الحركة بشكل عادي، وأصبح دورهن يقتصر على أعمال البيت، وكن ينجبن أطفالا ضعفاء بسبب ضعف جسدهن ومرضهن المستمر.
في عام 1874 ، دعت 60 امرأة مسيحية من محافظة شيامن لوضع حد لهذه الممارسة وأطلقت مؤسسة لحماية المرأة في عام 1883، والتي حصلت على دعم من المبشرين، وانضم إليهم المثقفون من الشباب الذين أدركوا أن هذا التقليد يعيق حركة التطور التي تشهدها البلاد والعالم، وتبعت ذلك عدة حركات نسائية تدعو لمنع هذا التقليد.
في عام 1912 ، بعد سقوط حكم تشينغ، حظرت الحكومة القومية الجديدة لجمهورية الصين تقليد طي الأقدام بموجب القانون وفي عام 1915 تم حظره في تايوان من قبل الإدارة اليابانية.
وبالطبع عارضت بعض الأسر الحظر، وأ قدمت على عقد اتفاقات وتعهدات فيما بينها لتزويج أطفالهم في المستقبل فيما بينهم، فيما تجاهلت بعض العائلات المتشددة هذا الحظر.
عندما تولى الشيوعيون السلطة في عام 1949 ، نجحوا في فرض حظر صارم على جميع المحافظات بما فيها المناطق المعزولة في الأرياف ولا يزال الحظر ساريا إلى يومنا هذا.
لمشاهدة الصورإقرأ الموقع الرسمي