كشفت دراسة اسرائيلية صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" بجامعة تل أبيب، عن قلق اسرائيل من التسليح العربي، خاصة مصر ودول الخليج والاردن، موضحة أن إسرائيل تواجه في هذا السياق "عدة معضلات" .
واوضحت الدراسة أن هذه المعضلات الإسرائيلية تتبلور في أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تسعى إلى تقوية أنظمة صديقة لها في الخليج، مقابل إيران، وتشدد على مصلحة صناعات الأسلحة الأميركية، إلى جانب المنافسة مع دول أخرى مصدرة للأسلحة، في مقدمتها روسيا والصين.
وتساءلت الدراسة الى أي مدى يمكن لحكومة إسرائيل أن تعمل بحرية مقابل الإدارة الأميركية الحالية، التي تضع زيادة تصدير الأسلحة من إنتاجها ضمن اهم اولوياتها، وبأي مدى قد يمس عمل إسرائيلي حازم ضد بيع منظومات أسلحة أميركية متطورة لدول الخليج بالعلاقات بين إسرائيل وعدد من هذه الدول.
وكان "مركز ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI)، الذي يرصد مبيعات الأسلحة في العالم، قد ذكر مؤخرا أن حجم تصدير الأسلحة إلى الشرق الأوسط ارتفع بقيمته المالية بنسبة 103% بين السنوات 2013-2017 قياسا بالسنوات 2008-2012، ووفقا للمعهد نفسه، فإن السعودية ومصر، وهما بين أكبر خمسة دول مستوردة للأسلحة في العالم، رفعت حجم الإنفاق على الأسلحة بنسبة 225% في السعودية و215% في مصر.
وتعبر الدراسة الاسرائيلية عن قلق اسرائيل جراء التسليح العربي، خاصة مشتريات الدول العربية للأسلحة من الصين وروسيا، واعتبرت أن "غاية هذه المشتريات تعزيز هذه الدول لعلاقاتها مع موسكو وبكين، وممارسة ضغوط على الولايات المتحدة، بسبب رفضها بيع منظومات أسلحة معينة.
ويشمل قسم من الصفقات مع روسيا والصين نقل تكنولوجيا وإنتاج مشترك، وقد وافقت الصين، التي تزود طائرات من دون طيار هجومية للأردن والعراق والجزائر والإمارات والسعودية، على إنشاء مصنع لإنتاج هذه الطائرات في السعودية، "ولذلك، فإن التطورات التي طرأت في السنوات الأخيرة في مجال مشتريات الأسلحة التقليدية في الشرق الأوسط تشكل تحديا لإسرائيل" بحسب الدراسة.
وحذرت الدراسة من احتمالات حصول دولا عربية، الامارات والسعودية، على طائرات مقاتلة متطورة من طراز F35، موضحة انه على إسرائيل الاستعداد لاحتمال أنه خلال ولاية إدارة ترامب، ستسمح الولايات المتحدة ببيع هذه الطائرة المتطورة للإمارات والسعودية، مشددة إن "على إسرائيل أن تراقب استخباريا، ودراسة أية أنظمة يمكن تزويدها لدول الخليج من أجل تحسين أمنها وتقوية العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة، بشكل لا يشكل خطرا على أمن إسرائيل. وفي موازاة الحاجة إلى العمل مقابل الإدارة الأميركية في هذا الموضوع، ينبغي البحث في ما إذا بالإمكان تطوير رافعات تأثير على روسيا والصين".
واشارت الدراسة الى ان المنطقة لا تزال تعاني من عدم استقرار للانظمة، وأنه من المحتمل أن تسقط النظم في احدى الدول التي تمتلك الاسلحة المتطورة لتذهب الاسلحة الى ايدي ارهابيين،وتساءلت الدراسة "في هذا السياق ينبغي التساؤل ما إذا كانت إسرائيل يقظة حيال ما يحدث في مجال مشتريات الاسلحة التقليدية في شبه الجزيرة العربية وتركيا ومصر، وما إذا بإمكانها الحصول على ضمانات أميركية، تكنولوجية وسياسية، كي لا يوجه السلاح نحوها".
وخلصت الدراسة إلى أن "دول الخليج العربية لم تكن ضالعة أبدا في صدام عسكري مباشر مع إسرائيل، لكن لا يمكن النفي مطلقا أن السلاح المزود لها الآن سيوجه ضد إسرائيل في المستقبل، حتى ليس من قبل أنظمتها الحالية. لذلك على إسرائيل دراسة وصول الاسلحة المتطورة المختلفة إلى الشرق الأوسط وتأثيرها على أمنها القومي، وعلى إسرائيل أن تطرح أمام الأميركيين التخوف من وصول الاسلحة إلى الدول العربية وفي حال الضرورة محاولة اشتراط ذلك باستمرار الحفاظ على الفجوة النوعية العسكرية بينها وبين هذه الأنظمة، الصديقة لها حاليا".