قال بول رايان رئيس مجلس النواب الأمريكي عقب تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن روسيا اليوم الاثنين إنه ”لا شك“ في أن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وإن على ترامب ”أن يدرك أن روسيا ليست حليفتنا“.
وقال رايان في بيان ”ليس هناك تكافؤ أخلاقي بين الولايات المتحدة وروسيا التي ما زالت معادية لقيمنا وافكارنا الأساسية. يجب أن تركز الولايات المتحدة على محاسبة روسيا ووضع نهاية لهجماتها الوضيعة على الديمقراطية“.
ومن جانبه قال بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن تصريحات ترامب جعلت الولايات المتحدة تبدو كما لو كانت ”لقمة سائغة“.
وأضاف في تصريحات لمحطة (سي.إن.إن) التلفزيونية ”عندما أتيحت له الفرصة للدفاع عن أجهزة مخابراتنا التي تعمل لصالحه، أصابتني خيبة الأمل والحزن بالمقارنة التي عقدها بينها وبين ما يقوله بوتين“، وذلك في إشارة إلى استنتاجات المخابرات بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 ونفي بوتين الذي قبله الرئيس الجمهوري ترامب على ما يبدو.
وقال كوركر ”تصريحات الرئيس جعلتنا نبدو كدولة أشبه بلقمة سائغة“.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد عقب لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان معا لضمان أمن إسرائيل.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين ”تحدث كلانا مع بيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وهما يريدان القيام بأمور معينة مع سوريا تتعلق بسلامة إسرائيل.
”روسيا والولايات المتحدة ستعملان بشكل مشترك“ في هذا الصدد.
وقال ترامب ” توفير الأمن لإسرائيل شيء يود بوتين وأنا أن نراه بشكل كبير جدا“.
وقال بوتين إن ترامب قضى وقتا طويلا يتحدث عن إسرائيل خلال محادثاتهما. وأضاف أن الظروف متوافرة لقيام تعاون فعال بشأن سوريا.
وقال ترامب إنهما يريدان أيضا مساعدة الشعب السوري على أساس إنساني.
وأضاف ”جيشانا (الأمريكي والروسي) متوافقان بشكل أفضل من زعمائنا السياسيين منذ سنوات. ونتوافق أيضا في سوريا“.وقال ترامب أيضا إنه شدد على أهمية الضغط على إيران وهي من حلفاء روسيا في حين قال بوتين إنه يدرك معارضة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران والذي تؤيده روسيا.
وقال الرئيس الأمريكي إنه لا يرى ما يدعو للاعتقاد بأن روسيا اخترقت انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 وإن الزعيم الروسي نفى ذلك بقوة.
وعقد ترامب الاجتماع مع بوتين بعد أيام من توجيه محقق خاص الاتهام إلى 12 ضابطا روسيا بسرقة مستندات من الحزب الديمقراطي لمساعدة ترامب في الفوز.
وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات المباشرة لم يوجه ترامب أي انتقاد لروسيا في أي من القضايا التي تسببت في وصول العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة. وتتراوح هذه القضايا من أوكرانيا إلى سوريا.
وعندما سئل عما إذا كان يثق في أجهزة المخابرات الأمريكية التي خلصت إلى أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 قال ترامب إن رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) أبلغه بأن اللوم يقع على عاتق روسيا لكنه لم يكن واثقا.
وقال ترامب ”لا أرى سببا للاعتقاد بأنها ” روسيا. وأضاف ”الرئيس بوتين كان قويا للغاية وحاسما في نفيه اليوم“.
وقبل بدء القمة وجه ترامب اللوم لبلاده في تدهور العلاقات بين البلدين.
وقال ”علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأمريكي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة“.
وسجلت وزارة الخارجية الروسية إعجابها بهذه التغريدة على تويتر وردت عليها بالقول ”نتفق معكم“.
وخلال المؤتمر الصحفي طلب الصحفيون من ترامب أن يوجه انتقادا واحدا لروسيا لكنه رفض مرارا وتكرارا. وسئل إن كان اللوم يلقى على عاتق روسيا في تدهور العلاقات فقال قبل أن يتحول بالنقاش إلى فوزه في الانتخابات: ”أحمل البلدين المسؤولية. أعتقد أن الولايات المتحدة اتسمت بالحماقة. كنا جميعا حمقى“.
وأضاف ”هزمت هيلاري كلينتون بسهولة وهزمناها تماما... فزنا في ذلك السباق ومن العار أن تكون هناك أي شبهة ولو بسيطة في ذلك“.
وتتناقض كلمات الود المتكررة لترامب تجاه روسيا مع تصريحاته الأسبوع الماضي التي انتقد فيها حلفاء تقليديين للولايات المتحدة خلال قمة حلف شمال الأطلسي وزيارة لبريطانيا.
وحين سئل إن كان بوتين خصما فقال: ”في الواقع أنا أصفه بالمنافس والمنافس الجيد واعتقد أن كلمة منافس هي مديح“