09 - 05 - 2025

من هو النقيب الذي نقول "يا بخت من كان خاله"؟

من هو النقيب الذي نقول

مثل شعبي مصري خالص يعتبره المصريون أسلوب حياة، و"النقيب" في المقولة المتداولة يعني ذاك الشخص ذا النفوذ والقوة الذي نلجأ إليه لتحقيق ما نريد وقتما نريد، حتى لو كان ما نسعى اليه  مخالفا للقوانين والأعراف والمباديء.

فى هذه المقالة أقدم قراءة لواحد من الأمثلة الشعبية، التي يكتظ بها التراث الشفوي للمجتمع المصري، والمثل الشعبي الذي اخترته عنواناً لهذه المقالة هو" يا بخت من كان النقيب خاله"

 فمن هو هذا النقيب؟ أصل المثل

الدكتور أدهم النقيب  شاب مصري من الأسكندرية  تلقى تعليمه الجامعى فى جامعة كامبردج بلندن  ويعتبر هو الطبيب الملكى للملك فاروق وأسرته..

وفي  عام 1936 تم انشاء مستشفى المواساة بالاسكندرية  وحضر الافتتاح  الملك فاروق بحضور علي باشا ماهر رئيس الوزراء و الدكتور أحمد النقيب صاحب الفكرة و جلالة الملك عبد العزيز ال سعود .

 كان مستشفي المواساة طوال الاربعينيات والخمسينيات قبلة للملوك والرؤساء والأمراء للعلاج بها ومن أشهر من تلقي العلاج بها الملك عبد العزيز ال سعود والملك فيكتور ملك ايطاليا اضافة الي الملك فاروق نفسه التي نقل اليها عقب حادث القصاصين كما أجريت له بها عمليات جراحية كما عولج به الرئيس عبد الناصر وعدد كبير من الفنانين ومشاهير مصر والعالم العربي, ومن الطريف أن الرئيس اليمني عبد الله السلال خلال علاجه به كان يشكو الي الرئيس عبد الناصر خلال زيارته له من الضيق فكان يرسل له الفنان اسماعيل ياسين كل ليلة ليسليه ويرفه عنه في مرضه.

ومن المفارقات العجيبة أنه بعد  قيام ثورة يوليو 1952 بدأت محاكم الثورة في التخلص من رموز العهد البائد لمحاكمة كل رموز الفساد من النظام الملكي وكل من تعاون مع الإنجليز أو تأمر على الثورة .

وجاء الدور على محاكمة الدكتور أحمد باشا النقيب  صاحب فكرة مستشفى المواساة بالإسكندرية والذي كان فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي يعتبر واحدا من أفضل 10 مستشفيات علي مستوي العالم .

وكان النقيب من المقربين للملك فاروق ومن الشخصيات المرموقة في مصر ، فكان من زواره الملك عبد العزيز ملك الحجاز , وشاه إيران حتى أن الناس كانت تتعجب من سعه علاقاته , لدرجة أن المصريين أطلقوا مثل " يا بخت من كان النقيب خاله " .

أما التهمة التي وقف بها أمام محكمة الثورة فكانت أنه أقام بيتا مخلا بالآداب العامة في مستشفي المواساة ، متهمين إياه بجلب ممرضات لفاروق من فرنسا وإيطاليا يقضي معهن ليال حمراء وحكمت محكمة الثورة على أحمد باشا النقيب بالأشغال الشاقة المؤبدة , ومات في سجنه .

المثير للدهشة أن المثل الشعب تم تحريفه وتحميله معاني خاطئة وأظن أنه على المتخصصين فى  التراث الشعبي تلقيح المثال الشعبية و توضيح أصل معناها ..

مقالات اخرى للكاتب

من هو النقيب الذي نقول