يتحدث لنا اليوم أحد التلاميذ المشاغبين، والذي على مدار 50 عام أثرى بها الفن المصري، من خلال أعمال التي تنوعت بين المسرح والسينما والدراما التي اعطاها الكثير، عرفه الكثير من المصريين بسبب قرب ملامحه المصرية، مع دخوله قلوبهم بسبب أدائه الذي يجعلك تشعر أنه أحد أفراد عائلتك وليس غريب عنك، وستشعر أنه العم أو الأب أو الأخ، ما يجعله قريب عند رؤيته في دوره الصعيدي أو الفلاح أو كبير العائلة أو الهزلي تتقبل منه أي شيء.
وهو النجم الكبير هادي الجيار، والذي اختص جريدة "المشهد"، بتصريحات لم تنشر من قبل، عن أعماله القادمة ولقاءه الأخير مع الزعيم عادل إمام، وعن حقيقة الخلاف بين الراحل أحمد زكي والزعيم، ورد فعله من رفض عادل إمام من طلب محمد رمضان بالوقوف أمام الأول.
أولًا ما هي أعمالك القادمة؟
استعد لدخول تصوير الجزء الثاني من العمل الدرامي "الأب الروحي"، وبقرأ عدد من السيناريوهات حاليًا.
وهل هناك أعمال ترفضها رغم كتابتها الجيدة؟
نعم بعد تصويري لمسلسل "الأسطورة"، طلبت من الشركة المنتجة وأعطني سيناريو مسلسل "غرابيب سود"، والذي عرض بعد ذلك، وكانت الشخصية هي "مفتي داعش"، ولكن رفضت خوفا من الشخصية "كانت مرعبة جدا".
ما هو احساسك حينما رأيت الزعيم عادل إمام وكيف دار الحديث بينكم؟
اتصل بي رامي إمام للوقوف أمام الأستاذ عادل إمام، وهذه أول مرة ألتقي به بعيد عن المناسبات التي لم تعطينا فرص للحديث لأن أغلبها يكون عزاء للزملاء الراحلون، مما يمنعنا من الحديث، فانتهزت الفرصة، بعيدًا عن الأجواء الحزينة، حينما ذهبت في أول يوم تصوير بالاستديو دخلت غرفته مباشرة، وغمرتني سعادة غير طبيعية وكان لقاء حار جدًا فأخذني بالقبلات والأحضان، لأننا لم نلتقي منذ أعوام، وتحدثنا عن زملاءنا الراحلون وعن ذكريتنا في المسرح والمعهد، والتقط مساعد المخرج هاني يسري الصورة التذكارية التي ارسلتها لك.
وبما أنك تعلم محمد رمضان والزعيم ما هو رد فعلك من رفض الأخير العمل بعد طلب الأول من العمل معه على حسب تصريحاته؟
لم يكون لدي تفاصيل تلك القصة ولم أعلم اسبابها، وتفاجئت بها حينما قالها محمد رمضان، من الممكن والله أعلم أن لا يكون لمحمد رمضان دور مناسب بالعمل بالمسلسل أو بما يليق بمحمد رمضان، حينما وجد دور مناسب لسمير غانم طلبه، وحينما وجد دور لي طلبني، ولكن غير معقول ان يطلبني في شيء غير ان يكون مناسب لي.
رد فعلك من الهجوم على محمد رمضان في الفترة الأخيرة بعد إصداره لكليب "نمبر وان"؟
لم استغرب ذلك، ومش جديد عليه.
ومن عملك معه من خلال تجسيدك لشخصية عمه "مختار" بمسلسل "الأسطورة" كيف وجدت محمد رمضان؟
على المستوى الإنساني أنا تعاملت معه وبالصدفة أنا وفردوس عبدالحميد، وتعامله معنا كان سليم جدا.
هل هناك تشابه بين محمد رمضان وأحمد زكي بسبب معاصرتك ومعياشتك لهما؟
الخطأ الجسيم جدًا أن نضع مقارنة أشخاص ببعضهم البعض، مستحيل، لا فنيا ولا إنسانيا ولا من حيث الظروف ولا من التركيبة النفسية، لا يوجد اثنان متطبقين على وجه الأرض حتى لو توأم.
لكن الناس وضعت هذا التشابه بسبب تجسيد رمضان لشخصية العبقري أحمد زكي، وتحدثه بشكل كبير عن حبه له؟
كلنا بنحب أحمد زكي، "ومين ميحبش أحمد زكي"، ومن لا يحب أحمد زكي لا يفهم الفن، وتعاملت وعملت مع أحمد زكي كنت أحبه جدا، وإذا قال الناس "ده شبه أحمد زكي وصورة منه" وإذا أنا شاهدت الأصل فأنا عايز صورة منه ليه، ومحمد رمضان لم يضع في ذهنه أنه أحمد زكي، ولكنه يحبه كممثل.
ما حقيقة الخلاف التاريخي بين عادل إمام وأحمد زكي؟
طوال عملي بمسرحية "مدرسة المشاغبين"، والتي كانت شبه يومية وعلاقتي بهم، طوال هذه الفترة "عمري ما لمحت أي شيء بين عادل إمام وأحمد زكي" وسأحكي لك حديث دار بيني وبين الزعيم عادل إمام عن أحمد زكي " في مرة ذهبت للمسرح بدري جدا وبالصدفة جه عادل إمام بدري معايا، وكان محطوتلنا صور وبوسترات على المسرح، فلاقيت عادل واقف قدام صورة أحمد، فواقفت جنبه وبصيت لنفس الصورة وشوفناها كتير وعادل شافها كتير، وأنا وهو بنبص للصورة فقال لي جميل الواد أحمد ده، فقولتله أه جميل، قالي شوف مناخيره مناخير نوبلمان، الشخصية النبيلة قلتله أه تصدق وده مديله جمال، سماره المصري"، ثم واصلنا الحديث عنه بهذه الصيغة، وحسب عملي معهما كان عادل إمام "بجيب أدوار لأحمد زكي".
هل عادل إمام شخصية مغرورة؟
هناك من لا يفعلون أي شيء بالحياة وتجدهم مغرورين، هل تريد كل هذا التاريخ 50 عامًا نجم، ومن حق عادل إمام أن يكون مغرور، ورغم ذلك هو لا يتسم بالغرور، عادل إمام يعي قدره جيدًا، جلينا أتى من تحت "الأسفلت"، "احنا مش خارجين من أسماك الجزيرة والمخرج قابلنا دي ناس فاحتت في الصخر" عادل إمام ويونس شلبي وسعيد صالح وأحمد زكي "مش هيجوا زيهم تاني".
