أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدرج الجيش التركي تحت سلطة وزارة الدفاع، التي عين على رأسها الجنرال خلوصي آكار، أحد أقوى حلفاء أردوغان، وذكرت قناة سي.أن.أن ترك، التلفزيونية الخاصة، أن أردوغان أدلى بهذا التصريح وهو على طائرته في الطريق إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي، الذي يعد الجيش التركي ثاني قوة فيه.
واعتبر محللون أن رسالة أردوغان موجهة إلى الدول الأوروبية حيث تمر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بفترة حرجة، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، يوليو 2016، حيث قامت أنقرة مذاك بحملة تطهير واسعة، ما يثير قلق بروكسل.
ويضيف المحللون أن أردوغان كان في حاجة ماسة إلى هذه العملية الانقلابية التي ختم فصول تداعياتها بفوزه في الانتخابات الرئاسية، ودخول البلاد رسميا لنظام رئاسي بسلطات مطلقة ليكمل أردوغان مهمة تصفية الجيش من غير الموالين، ومعلوم أنه عزل وحاكم الآلاف من الجنود والضباط.
وصدر أمس الثلاثاء، مرسوم رئاسي يقضي بأن يقرر الرئيس الترقيات والتعيينات في قيادة الجيش، حيث ستتم ترقيات الضباط في عيد النصر الموافق 30 أغسطس من كل عام، مع إمكانية تحديد موعد مختلف من قبل الرئيس.
ويرى محللون أن تركيز اردوغان منصب بدرجة كبيرة على تغيير عقيدة الجيش وإلغاء الدور الذي لعبه في حماية العلمانية كقوة توازن مستقلة ومنافسة في آن واحد ليصبح تابعا لمؤسسة الرئاسة.
وتشير صحيفة التايمز، أن "أردوغان يتخذ إجراءات سريعة لإحكام قبضته على الجيش، فكان مرسوم تعيين رئيس جديد للجيش، ضمن سلسلة من القرارات المتلاحقة في أول يوم من فترته الرئاسية الجديدة، فتمت ترقية الجنرال يسار غولار، رئيس القوات البرية، لرئيس أركان الجيش، خلفا للجنرال خلوصي آكار، الذي تم تعيينه وزيرا للدفاع"، وتوضح الصحيفة أن الإجراءات الجديدة تأتي لإحكام سيطرة أردوغان على الجيش، الذي مثل أكبر تهديد لسلطته منذ أن تولى رئاسة الوزراء عام 2003.
ويرى الخبراء أن الصيغة المقترحة للنظام في تركيا بعد تفكيك الجيش تقترب من الصيغة المعمول بها في روسيا، تحت إدارة الرئيس بوتين حيث يتحول الجيش وأجهزة المخابرات إلى أداة أولى في السياسة الداخلية والخارجية للرئاسة، وإيقاف اعتبارها قوة موازية أو منافسة.
ويقول موقع أحوال تركية، إن أردوغان يحلم بجيل أكثر تدينا، وأقل اتباعا للحركة الكمالية في الجيش، موضحا أنه قد تشكلت نسخة إسلامية جديدة من الحركة الكمالية تستهدف الأكراد والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة فتح الله غولن الأرضية المشتركة المنشودة بين الطرفين، مضيفا انه ليس من المستغرب، أن يقبل ضباط الجيش الكماليون، بعد تحالف القوميين مع حزب العدالة والتنمية، الانخراط في هذه الخطة حيث أن استهداف هذه القائمة من الأعداء سيحظى بتأييدهم المطلق.
ويرى الموقع أن أردوغان والجيش وجدا منصة مشتركة، وقد تقوم علاقة جديدة بينهما مبنية على المصلحة ومن المرجح أن تدوم لفترة من الوقت