تسود حالة من الترقب الشديد في الجزائر بسبب الانتخابات الرئاسية التي المزمع اجراءها أبريل 2019، وماذا اذا قرر الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة الترشح لفترة رئاسية خامسة، حيث يحكم منذ عام 1999 ولم يحسم بعد قراره بشأن الترشح لفترة رئاسية جديدة.
وقال ناصر بوضياف، 63سنة،نجل الرئيس الجزائريالراحل محمد بوضياف،الذي أعلن نيته الترشح لخوض الاستحقاق الانتخابي، إنه في حال ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة فإنه "سيكون مغلوبا على أمره"، مضيفا أن "هناك عصابة محيطة ببوتفليقة وتضغط عليه من أجل البقاء في الحكم"، مشيرا إلى أنها "تهدف إلى أن تستمر في نهب ثروات وخيرات الجزائر".
وقال "أشعر أنه لولا هذه العصابة، ولولا المرض الملم بالرجل شفاه الله، لقام بتسليم السلطة لجيل الاستقلال"، موضحا أنه "لا يوجه إهانات لبوتفليقة، فقد قام بدور وطني وله فضل على الجزائر.. وهو بالأساس مناضل ومجاهد كبير.. ولكن العمر تقدم به كثيرا، إنه الآن 82 عاما، ومن الأفضل أن يستريح".
وقال بوضياف"نحن لا نتكلم عن شخص أو اثنين أو ثلاثة، إنها عصابة معروفة متشعبة الأطراف. مسؤولون بمستويات قيادية عدة ورجال أعمال بارزون، والجميع بالإعلام والشارع يتحدثون عنهم، ومن ثم فلا داع لتحديدهم"، منتقدا بشدة المناشدات الموجهة لبوتفليقة للترشح مجددا من قبل كبار المسؤولين ورؤساء أحزاب الموالاة والنقابات الرسمية والروابط الممولة من طرف الدولة، معتبرا إياها "جزءا لا يتجزأ من مخطط الاستفادة من بقاء الرجل بموقعه، فكل من يطالب بالعهدة الخامسة لا يهدف إلا لتأمين مصالح خاصة به في الدولة، لا مصلحة الجزائر ولا حتى بوتفليقة نفسه، لو كان هؤلاء يخافون الله لما فعلوا ذلك، بوتفليقة كبير بالسن ومريض ولا يتكلم، إنه لم يخاطب شعبه منذ عام 2012 أي منذ ست سنوات تقريبا، فهل هذا مقبول من رئيس دولة؟".
واضاف "الجزائر بها الكثير من الرجال الأكفاء، أما المدافعون بضراوة عن العهدة الخامسة يتخوفون من أن يأتي رئيس جديد يخلص الجزائر وأهلها، وعندئذ قد يتعرضون للمحاسبة، ولذلك يتحدثون كثيرا ويحاولون إخافة الناس بالحديث المتكرر عن محاولات لتخريب البلاد ووجود إياد خارجية".
وشدد بوضياف على أن الهدف الرئيسي من ترشحه هو إنقاذ الجزائر مما آلت إليه أوضاعها، موضحا أن "البلاد تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، رغم كل ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية ومساحة واسعة، فمشكلة الجزائر هي سوء التدبير لا قلة الإمكانيات، وحان الوقت لنغير ذلك".
واستنكر بوضياف بشدة انتقادات البعض لقراره الترشح للرئاسة نظرا لكونه لا يتمتع بسابق ممارسة أو خبرة في المجال السياسي واعتماده المطلق على استغلال اسم والده، الذي تم اغتياله عام 1992، ورصيده السياسي والشعبي، قائلا "ليس من الضروري أن أكون منخرطا بقوة في العمل السياسي أو أن يكون لي علاقات بدوائر صنع القرار كي أترشح، أنا مواطن جزائري حر ونزيه، وأعتزم طرح برنامجي وأعول على اقتناع الجزائريين به من أجل تأييدي، فالناس يعرفونني ويعرفون نزاهتي، كما عرفوا من قبل أبي ونزاهته ونضاله، وترشحنا هو مشروع وطني قمنا بدراسته على مدار عام مع أصدقاء ومؤيدين لنا من المخلصين لهذا الوطن والراغبين في تجديد دمائه من القاعدة لهرم السلطة"