العملية الشاملة "سيناء 2018" حققت إنجازا أمنيا .. وخنقت الحياة
إغلاق المدن وتفاقم البطالة وتشريد آلاف الصيادين ووقف الدراسة ومنع الوقود
منع السفر إلا بتنسيق من المحافظة .. والوساطة والمحسوبية تتحكمان.
ناشط سيناوي: أعزاء الشيخ زويد يتسولون الكراتين بشكل مذل ومهين.
فتحتم معبر رفح وأغلقتم الريسة والميدان وبئر العبد وبالوظة والمعدية أمام أهل سيناء
تعيش شمال سيناء هذه الايام أوضاعا إنسانية واقتصادية وأمنية صعبة للغاية جراء محاربة الدولة للارهاب، حيث يعانى اهالى شمال سيناء الكثير من المشاكل والمضايقات فى السفر ووقف الحال بمدن محافظة شمال سيناء ومنع دخول الوقود جميع مناطق شبة جزيرة سيناء، وتوقف الحياة خاصة بمدن بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء.
أصبح الخروج والدخول الى مدينة العريش غاية فى الصعوبة بسبب التنسيق للخروج والدخول الى المحافظة وتتعرض المنطقة إلى بطالة فى أوساط الاعمال الحرفية واليوميات، كل هذه المعاناة تتعرض لها المحافظة منذ انطلاق العملية الشاملة 2018 فى 9 فبراير الماضي.
المشهد ترصد الأوضاع المأساوية فى شمال سيناء فى ظل غياب الإعلام المرئى والمقروء والمسموع عما يحدث على ارض سيناء.
الأوضاع الأمنية
تشهد محافظة شمال سيناء هدوءا أمنيا فى ظل انتشار الأكمنة على طول الطريق الدولى وخاصة المنطقة الواقعة بين مدينة بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح آ وانتشار مكثف للحواجز الأمنية بمدنية العريش إلا من بعض الحوادث المتفرقة، فقد شهدت شمال سيناء هذا الشهر "يونيو" أحداثا إرهابية حيث قامت عناصر إرهابية باستهداف سيارة يستقلها ثلاث من رجال الأمن مما أدى لاستشهادهم بمنطقة سبيكة غرب مدينة العريش ولاذ الإرهابيون بالفرار بالإضافة إلى استشهاد مهندس بإدارة مرور شمال سيناء على يد عناصر إرهابية بمدينة العريش واستشهاد موظف بإذاعة شمال سيناء على يد عناصر إرهابية، حيث تم إطلاق الرصاص عليه داخل منزلة بمنطقة الدهيشة بالمساعيد في مدينة العريش.
وقد نجحت العملية الشاملة فى فرض السيطرة على جميع مناطق المحافظة وإحكام السيطرة على مداخل ومخارج مدن المحافظة وعاد الاستقرار إلى حد ما إثر الحد من العمليات الإرهابية وتوقف نشاط عناصر الإرهاب، ولم تشهد المنطقة اى تحركات لعناصر إرهابية طوال الشهور الخمس الماضية باستثناء الثلاث عمليات السابقة والتى تم تنفيذها بواسطة شباب فى عمر الـ 16 عاما.
وقد شهدت مدينة العريش عمليات تفتيش دقيقة للمنازل بجميع أحياء المدينة حيث تم تقسيم المدينة إلى مناطق وقامت القوات بعمليات حصار وتفتيش للمنازل تفتيشا دقيقا بواسطة قوات الأمن بالداخلية وقامت القوات بسحب التليفونات من الأهالى خلال تلك الحملة ليتم فحصها وإعادتها بعد فترة إلى أصحابها، مما أثار حفيظة الأهالى ومازال الكثيرون من الأهالى يشكون من عدم رجوع التليفونات إلى الآن، رغم القول إنه جارى تسليم باقى التليفونات إلى أصحابها.
الحالة الاقتصادية
تشهد مدينة العريش والشيخ زويد ورفح حالة من الركود الاقتصادى بسبب إغلاق مدينة العريش ومنع الدخول والخروج منها وكذلك منع دخول وخروج البضائع إلا بتنسيق من ديوان المحافظة وموافقة الغرفة التجارية، كما يتعرض عمال اليومية إلى معاناة حقيقية بسبب توقف الأعمال بتلك المدن، بالإضافة إلى توقف عمل الاتوبيسات وتاكسيات الأجرة بمدينة العريش، لعدم وجود الوقود مما أدى إلى وقف حال سائقى السيارات وعمال اليومية، مما دفع كثيرا من العمال إلى الرحيل من شمال سيناء بحثا عن العمل فى ظل الاوضاع الاقتصادية السيئة التى تشهدها مدنها.
موسم الصيف كذلك من المواسم المهمة لأصحاب الشاليهات، حيث كانت المحافظة تشهد فى هذه الموسم قدوم المصطافين من المحافظات المصرية، وبسبب الحالة الامنية توقفت الحياة بالنسبة للشالهيات وتعرض أصحابها لخسائر فادحة، كما يتعرض أصحاب الورش الصناعية إلى توقف الاعمال بها بسبب ماتعيشه مدينة العريش ووقف العمل بالمنطقة الصناعية بمنطقة المساعيد وتم اغلاق جميع الورش الصناعية بتلك المنطقة مما أثر بالسلب على أصحاب تلك الورش.
واضطر الكثير من رجال الأعمال بمدينة العريش إلى نقل نشاطهم لخارج سيناء بسبب الحالة الأمنية التى تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ خمسة شهور ومعها تفاقمت البطالة فى أوساط الشباب السيناوى بعد توقف العديد من المشاريع الاقتصادية.
فمشروعات الكافيهات ومثيلاتها توقفت بسبب الحالة الامنية ولعدم تواجد المواصلات داخل المدينة، مما دفع الكثير من هذه المشروعات لإغلاق أبوابها ومثلها باقى المشاريع الاقتصادية التى تعتمد على الوقود.
تعتبر مهنة الصيد من اهم المهن التى يمتهنها أبناء شمال سيناء ، وتعرض هذا القطاع أيضا لتوقف تام بعد أن تم منع الصيد فى البحر الابيض المتوسط منذ انطلاق العملية الشاملة، وكذلك عدم فتح بحيرة البردويل التى كان من المقرر فتحها فى مايو الماضى والصيد مهنة البسطاء من أبناء مركز بئر العبد، حيث يعمل فى المهنة مالا يقل عن 4 آلاف صياد ، وأغلبهم متوقفون عن العمل منذ يناير الماضى حيث يتم اغلاق البردويل من يناير حتى مايو من كل عام. وهذا الموسم لم يتم فتحها فى أول مايو بسبب الحملة الشاملة، مما أدى إلى تشريد آلاف الصيادين الذين يعملون فى هذه المهنة، بالإضافة إلى صيادى البحر الابيض المتوسط (وعددهم نحو الف صياد بمدينة العريش) الذين تشردوا بسب إغلاق البحر أمامهم، فى حين سمح لصيادى المحافظات الاخرى بالاصطياد قرب شاطىء العريش مما أثار الغضب، وقد قامت وزارة التضامن الاجتماعى بصرف بدل بطالة كاعانة فورية لبعض هولاء الصيادين بسبب الإغلاق.
الوقود وتوقف الحياة
منذ انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 قبل خمسة شهور تم اغلاق مدينة العريش ومنع الدخول والخروج وكذلك مدن رفح والشيخ زويد ووسط سيناء وقد تم اغلاق ومنع بيع الوقود والمحروقات بمحطات الوقود (بنزبن وسولار وغاز سيارات) للمواطنين باستثناء سيارات الحكومة وسيارات الامن وقد ادى ذلك إلى توقف الحياة تماما بسبب هذه الاجراءات الاستثنائية، وقد تم السماح لسيارات تاكسى الاجرة بتموين سياراتهم بالغاز يومين فى الأسبوع خلال شهر مايو الماضى بعد ثلاث شهور من المنع وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بهدف التخفيف عنهم جراء التوقف، واستمر الوضع لمدة شهر ليتم منع تموين السيارات مرة اخرى فى ظل توقف جميع السيارات الملاكى التى يتم منع تموينها بالوقود مما أدى إلى تفاقم المعاناة لدى الأهالى وبعد مناشدات من الأهالى لحل الازمة، تم فتح محطات الوقود أمام السيارات فى الأسبوع الأول من يونيو وفق شروط محددة (20 لتر للسيارات الملاكى و30 لتر للسيارات الربع نقل والميكروباص) وتضمنت الاجراءات حينها ان يتم التعبئة لكل سيارة وفق المعايير المحددة مرة كل اسبوعين، وقد تم تنفيذ ذلك لمرة واحدةآآآ آ لتعود الأزمة مرة اخرى خاصة مع قدوم عيد الفطر المبارك ويتم منع الوقود عن المواطنين لتتفاقم الازمة وتتوقف الحياه بمدينة العريش، وقد تعرض الأهالى لمعاناة شديدة فى أيام العيد بسبب التضييقات وعدم وجود سيارات للتنقل وبسبب التشديدات الأمنية على الأكمنة بالمحافطة.
ويشمل قرار منع تعبئة الوقود جميع مناطق شبة جزيرة سيناء بما فيها منطقة شرق القناة بالكامل ويضطر بعض السائقين الى تموين سيارته من القنطرة غرب والعودة إلى الشرق، خاصة مناطق بئر العبد والقنطرة شرق رغم الصعوبة البالغة التى يتعرضون لها على معديات القنطرة والوقوف بالساعات فى انتظار ركوب المعدية للانتقال إلى الضفة الغربية من القناة.
وبالنسبة لاسطونات الغاز الخاصة بالمنازل، فقد توقفت محطة تعبئة الغاز بمنطقة المساعيد منذ انطلاق العملية الشاملة وتم السماح لاهالى العريش بالتعبئة من محطة بئر العبد مسافة 75 كيلومتر ولمسافة 110كيلومتر من الشيخ زويد مما ادى الى زيادة الاعباء على الاهالى خاصة مع استغلال السيارات المسموح لها بنقل اسطونات الغاز
التنسيقات
تسببت الحالة الامنية فى سيناء الى منع السفر الى خارج مدينة العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء إلا بالتنسيق من خلال ديوان عام المحافظة حيث يسمح للاهالى الراغبين فى السفر من الحالات الانسانية والمرضى والطلبة بعد تسجيل اسمائهم بالديوان العام، ويتم تسفيرهم باتوبيسات كبيرة الى الاسماعيلية، وينتظر الأهالى بالأيام لكي يتم السماح لهم حسب دورهم فى التنسيق، ويتعرض المسافرون ومنهم المرضى إلى معاناة شديدة بسبب عمليات التفتيش بالأكمنة المنتشرة على طول الطريق الدولى والمعديات وقد تستغرق الرحلة لأكثر من 7 ساعات ومن يريد السفر الى العريش فلا يسمح له إلا بالتنسيق من خلال ديوان المحافظة، حيث يتم توفير أتوبيس من الإسماعيلية إلى العريش بأسعار باهظة ويتعرض الأهالى لقمة المعاناة فى رحلة العودة.
عمليات التنسيق مرهقة بشدة للأهالى حيث يقف المئات من الأهالى فى طوابير أمام مبنى المحافظة ليحظى بتسجيل اسمه فى كشف التنسيقات للسفر إلى خارجها، وقد حاول المحافظ التخفيف من هذه المعاناة عبر تسجيل الأسماء على موقع المحافظة الالكتروني ومع ذلك انتشرت الواسطة والمحسوبية بمحافظة شمال سيناء فى عمليات التنسيق مما اثار حفيظة الاهالى ولم تتوقف عمليات المحسوبية حتى اللحظة
وخلال الأسبوع الثالث من شهر رمضان سمح للأهالى بالسفر والعودة بدون تنسيق أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع، وبالفعل تم فتح الطريق من وإلى العريش خلال يومى الخميس والجمعة فى الأسبوع الثالث من رمضان، إلا أن ذلك توقف فى الأسبوع الرابع بسبب العملية الإرهابية التى وقعت بمنطقة سبيكة غرب مدينة العريش، وعاد التنسيق مرة اخرى ليحكم السفر من وإلى مدينة العريش، وأصبحت المعاناة فى السفر أشد خلال أيام عيد الفطر، وظل المواطنون لأكثر من 6 ساعات فى حر الشمس الحارقة، فى انتظار فتح الطريق ليتم فتحه لساعتين قبل إغلاقه مرة أخرى وتعود المعاناة للأهالى مرة اخرى.
الدراسة بالمدارس والجامعات
تسببت العملية الشاملة في توقف الدراسة خلال التيرم الثاني بجميع مدارس المحافظة وكذلك المعاهد والجامعات، وأصدرت التربية والتعليم فى شهر مايو قرار باعتماد نتيجة الترم الاول لجميع طلبة النقل بالمدارس، باستثناء الثانوية العامة التى تم السماح لطلابها بأداء الامتحانات فى ظل حراسة أمنية مشددة للجان. وبالنسبة للجامعات فقد سمح لطلبة الفرقة الرابعة بكليات جامعة العريش والمعاهد الخاصة بالعودة للدراسة لمدة شهر ومن ثم تأدية الامتحانات، ومازالت باقى سنوات النقل فى انتظار قرار بعودة الدراسة فى ظل توقف الحياة .
وقرر رجل الأعمال حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء نقل الدراسة إلى فرعي الجامعة بالقنطرة شرق ومدينة 6 اكتوبر بالقاهرة، مما أثار غضب أبناء شمال سيناء، ومازال الطلبة فى انتظار قرار من وزارة التعليم العالى باستئناف الدراسة لجامعة سيناء بمقرها في العريش.
على حسابة بالفيس بوك عبر الناشط السياسى حسين القيم عن الحالة السيئة التى تشهدها محافظة شمال سيناء بصرخة لمسئولي الدولة قال فيها :" ليس أمامنا إلا شئ واحد ما دام التعمد والاقصاء وصل لهذا الحد، بدافع الحفاظ على ما بقى فى أعمارنا من أيام، أوما بقى فى حياتنا من سنين، يجب على الجميع أن يكتب فقط عن معاناتنا، نحرك الهشتاج وراء الهشتاج، علهم يسمعون ويعون، عل الله يسخر لنا من به عين البصيرة، الإعلام العاهر الذى صور رفح وكأنه هجرت بها منطقة إخلاء فقط، وهى 5 كم فى طول 13 كم، لا .. رفح جميعها لم يبق فيها أحد، وأتحدى من يقول غير ذلك، ومن يقولون بان أهالى رفح قد أخذوا تعويضات، اتحداه فى عينه ، إن الذين أخذوا تعويضات هم أهالى المرحلة الاولى والثانية والثالثة، وباقى العشرين مرحلة لم ياخذ أحد مليما واحدا، بالإضافة أن تعويضات المراحل الثلاثة الاولى كانت للمبانى فقط، لم يتم تعويض الزروع وأشجار الخوخ والموالح والزيتون، حتى الصبر"التين الشوكى" تم اقتلاعه من جذوره، فلم يبق لرفح أثر"
وأضاف: "الآن وقد تم التنكيل بأهالى الشيخ زويد وتحجيمهم فى منطقة لا تتعدى 3000م عرض في 3000م طول، وباقى 14 قرية تم طرد أهلها منها بلا رجعة، الآن يتسولون الكراتين فى العريش وبئر العبد ورمانة وبالوظة، ويتم نشر صورهم وهم يتسلمون الكراتين بشكل مهين مذل، وقد كانوا أصحاب بيوت ومزارع وكروم خوخ وأشجار زيتون ونخيل وأعناب ورمان، كانت الشيخ زويد ورفح سلة خضروات تكفى مصر بأكملها، الآن يقف أهلها في طوابير التسول علهم يحصلون على لقمة عيش، أما الـ 5% من الاغنياء سواء من أهالى رفح أو الشيخ زويد، فإنهم بنوا بيوتا، قبل صدور القرارات، ولم ينتظروا التعويضات الواهية ومبالغ الاعانة والبطالة والتكافل واهدار الكرامة"آ
وعما تعانية مدينة العريش قال:"الآن العريش تعيش أجواء ما حدث لأهالى الشيخ زويد ورفح منذ 4 سنوات، هاهى العريش يتم التضييق عليها، ممنوع فتح محطات الوقود، إغلاق المدارس، إغلاق الطرق ومنع السفر إلا بالتنسيق، هاهى العريش وقد أغلقت المشروعات الكبيرة والصغيرة، وأصبحت مطالبتك بفتح المدينة الصناعية من المحرمات، هاهى العريش تعيش حالة رعب وخوف، تارة يقولون لك الإخلاء 5 كيلو مترات فقط حول المطار، وتارة يقولون لك 150مترا فقط من ساحل البحر، ومرة يقولون 150 م فى الطريق الدائرى جنوب المدينة، أما من الداخل أصبحت جزئيات ، كل منطقة لها حظ مقسوم من التفتيشات والتنكيلات، هل تعلم أن أشخاصا أُخِذُوا للاشتباه وخرجوا بعد شهور، من يحاسب من استوقفهم وهم أبرياء، ألا تعرف البرئ فى 24 ساعة، لماذا تحرم الأبناء والأمهات من أبنائهم وربما عائلهم الوحيد شهورا، ثم تقول إنه بريء"
وأضاف:"أصبحت تحكمنا حكومتان، حكومة تعلن أن الحياة وردية من خلال الإعلام المسلط، وأخرى تضيق علينا حياتنا فى الخفاء وتعتم الصورة عن الآخرين كى لا يرون ما يحدث لنا، قطعتم الشبكات بالشهور، وما زالت إلى الآن فى الشيخ زويد ورفح، طالبنا بفتح الطرق، فقمتم بفتح معبر رفح أمام أهالى غزة، وأغلقتم الريسة والميدان وبئر العبد وبالوظة والمعدية أمام أهل سيناء، لم تشفع صرخات الامهات والأطفال والمرضى"
نحن لا يهمنا من يحكمنا، ولسنا مع أن يبقى أو يرحل السيسى، هذا ليس شأننا، فإن المريض لا يقوى أن يقول رأيه، نحن مع أن نعيش مثل أقل بلدة فى أقل محافظة مصرية، وإن لم يكن كذلك اتركونا وشأننا لنموت فى الصحراء بكرامتنا"
بينما يقول الدكتور صالح محمد عميد كلية التربية:"في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون إلى عودة الحياة لشمال سيناء عامة وإلى العاصمة العريش خاصة، وتُبذل الكثير من الجهود لإعادة أوجه الحياة كالأكل والشرب والتعليم الجامعي؛ تظل مشكلة البنزين عقبة كؤود أمام هذه المساعي، وأصبحت تمثل كابوسًا حقيقيًا جثم على قلوب السيناويين؛ بسببها انعدمت المواصلات تقريبًا إلا من سيارات النقل الداخلي التي تسير على استحياء من قلة عددها، وبعض سيارات الربع نقل التي أصبحت وسيلة غير آدمية للمواصلات، ولك أن تنظر في عيون الكبار والصغار وحتى الشباب ممن فضل عدم الإهانة في تلك المواصلات العقيمة وهم يترجلون، وتسمع الآهات تخرج من حناجرهم مدوية، وحتى سيارات الأجرة التي تحصل قائدها على بنزين من السوق السوداء صارت تعريفته تفوق الخمسة وعشرين جنيهًا؛ ليعوض فارق السعر، ولا ألومه في هذه الحالة وإلا وقف حاله مثلما وقف حال كل زملائه الذين أقعدهم نقص البنزين في بيوتهم؛ لتتفاقم أعداد البطالة ويصطفوا بجوار أصحاب الورش والصيادين وبقية الأرزقية الذين يعلمون باليومية؛ الأمر الذي لابد -وحتميا- أن تُبحث عن آلية لقهر مشكلة عدم توافر البنزين؛ حتى لا نصل إلى مدينة انعدمت فيها الحياة أو تلفظ أنفاسها"
واضاف "ومع ذلك فتأكدوا أن لا هذه الممارسات ولا هذه السلوكيات ستفت في عضدنا، ونطمئنكم أننا صامدون، ماكثون، محافظون على العهد؛ فنحن ظهيركم وسندكم وأنتم غطاؤنا وحمايتنا.. تأكدوا أننا صابرون فلن تكون هذه الأيام أسوأ من سابقتها، سنصبر حتى يتحقق مبتغانا وتعود سيناء إلى سابق عهدها ورونقها وبريقها وسحرها يقينًا بما قاله الله في كتابه الكريم"
بينما يرى د.حسام رفاعى عضو مجلس الشعب أن الإجراءات الأمنية المشددة بسبب العملية الشاملة تسببت فى معاناة الأهالى وطالبنا بتخفيف هذه الإجراءات عن المواطنين بفتح محطات الوقود وتسهيل المرورعبر الأكمنة الامنية والمعديات والسماح للمواطن بالسفر من وإلى شمال سيناء، لأن الوضع فى شمال سيناء أصبح لا يطاق، وللأسف لايستمع أحد إلى مطالب الأهالى الذين يعيشون عيشة بدائية بسبب الحرب على الإرهاب"
فيما اطلق شباب محافظة شمال سيناء أكثر من هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعى يعبرون عن استيائهم لما يحدث من تضييق وإغلاق للطرق وعدم وجود مواصلات ووقود وأن الحياة فى مدينة العريش أصبحت لاتطاق بسبب الحصار التى تشهده محافظة شمال سيناء " ادعموا شمال سيناء " وهاشتاج " مفيش وقود –طرق مغلقة – حظر تجوال أولادنا بلا تعليم - منع السفر – أرض بلا حياة
الوقائع السابقة تؤكد أن شمال سيناء تشهد تعتيما إعلاميا غير مبرر، حيث يعيش الأهالى حالة معيشية سيئة، وأن الأمور تسير إلى الأسوأ ولا يعلم الأهالى متى تنتهى هذه الأزمة، ومتى يتم الانتهاء من الإرهاب بعد أن أصبح الأهالي على حافة الموت.
-------------
تحقيق وتصوير: عبد القادر مبارك