انتشرتْ منذ عدة شهور أخبارعن تدريبات عسكرية فى سيناء، اشتركتْ فيها الامارات والبحرين.. وشملتْ قوات من البحرية والجوية والبرية، تحت مسميات {حمد2} و{زايد2} ومن بين الصحف التى نشرت الخبراليوم السابع 25 يونيو 2018.
ولكن اليوم السابع تجاهلت الكثيرمن التفاصيل المذكورة فى الصحف الأوروبية والأمريكية، والمواقع الالكترونية, وكذلك صورالفيديوهات المنشورة على جوجل بعناوين: 1ـ ماذا تفعل إسرائيل والامارات فى سيناء؟ 2ـ دولة الامارات تتولى تدريب الجيش المصرى.
أما الأخبار الأكثر خطورة ـ وتحتاج لتعليق ورد حاسم وسريع من القيادة السياسية والعسكرية المصريةـ ما ذكرته بعض المواقع الالكترونية، مثل موقع العدسة..وهذا الموقع ربما يكون أصحابه من أعداء النظام المصرى..ولكن هذا لا يعنى تجاهل ما ينشره من أخبارأومقالات..مثل المقال المنشوربتاريخ 26 فبراير2018، والذي نورده من باب المناقشة دون أن يعني ذلك تصديقه، وجاء فيه "أنّ دولة الامارات اتبعتْ خطة جعلتْ الجيش المصرى ـ خلال أربع سنوات ـ مثل الكتاب المفتوح.. حيث يحضرشيوخ الامارات العروض العسكرية، ويـُـصعـّـدون من يشاؤون ويستبعدون من يشاؤون من المصريين..وأضاف كاتب المقال: ولذلك تساءل المحللون العسكريون: هل أصبح الجيش المصرى تحت سيطرة دولة الامارات..وذلك مقابل بعض المساعدات المالية لصالح الجيش المصرى..وبهذه المساعدات أصبح القرارالعسكرى للجيش المصرى فى يد {أبوظبى} وليس فى يد القاهرة..وأصبحت الامارات هى الآمرالناهى فى القوات المسلحة المصرية".
عندما قرأتُ هذا المقال منذ فبرايرتشكــّـكتُ فيما ورد به..وذهب ظنى إلى أنّ كاتبه يتعمّـد تشويه صورة الجيش المصرى..وبالتبعية تشويه صورة القيادة السياسية..ولكن تشككى لم يصمد أمام: 1ـ ارتفاع معدل النشر فى الصحف الأمريكية والأوروبية حول هذا الموضوع. 2ـ اصراربعض الفضائيات المعادية لمصرمثل قناة الجزيرة والقنوات التى يمتلكها مصريون وتــُـبث من تركيا..على إعادة نفس الكلام المذكور فى موقع العدسة المُـشارإليه بعاليه..وبدأ عقلى المفطورعلى ربط الشك بالدهشة بالتساؤل ينشط فطرح على نفسى ما يلى:آآ
الجيش المصرى الذى تدرّب على يد {حورـ إم ـ حب} و{أحمس} و{رمسيس} و{تحوتمس الثالث} الذى وصفه علماء المصريات بأنه {نابليون العصورالقديمة بدون واترلو، أى بدون هزيمة كما حدث لنابليون عام1815فى بروكسل عاصمة بلجيكا} هل هذا الجيش الذى حقق انتصارات مُـبهرة فى عصر محمد على وتوغل ابنه إبراهيم داخل سوريا..ومُـنيتْ الجيوش العثمانية بالهزيمة.. حتى أصبح الجيش المصرى على أبوب الأستانة.. وفى عصرإسماعيل وصل الجيش المصرى لمنطقة البحيرات الكبرى {فيكتوريا والبرت} وفتح مديرية فاشودة جنوب السودان..واكتشف بحيرة سماها {بحيرة إبراهيم} وفتح إقليم خط الاستواء..وبسط الجيش المصرى حمايته على أوغندا..وأعرب ملكها {أمتيسى} عن ولائه لمصربموجب معاهدة عــــــام1874وفتح الجيش المصرى بحر الغزال وسلطنة دارفور{عبدالرحمن الرافعى ـ عصرإسماعيل} وذكرأنّ الجنود والضباط المصريين أثبتوا كفاءتهم وحسن تدريبهم تحت أقسى الظروف المناخية من شدة البرد إلى ارتفاع الحرارة.
فهل الجيش المصرى ـ من واقع سجله التاريخى ـ يحتاج إلى من {يـُـدرّبه} خاصة وأنّ هذا {المُـدرّب} من دولة عمرها 47 سنة حيث كانت النشأة بتاريخ 2 ديسمبر1971عندما اجتمع حكام 7 إمارات تحت قيادة إماراتي أبوظبى ودبى، ولعلّ القارىء يندهش لوعلم أنّ من بين الامارات إمارة اسمها {رأس الخيمة}
وأزعجنى أكثر ما كتبته صحيفة ها آرتس الإسرائيلية يوم 24 يونيو 2018عن التحسينات المزمع تنفيذها لصالح سكان غزة ضمن {صفقة القرن} وأنّ شركات أمريكية ستنشىء {منطقة تجارية} ومشروعات صناعية فى سيناء.. وسيتم توظيف ثلثىْ العمالة أهالى غزة والثلث الباقي من بدو سيناء للعمل مع الشركات الأمريكية.. وأنّ هذه المشروعات تـمّت مناقشتها مع قادة دول عربية {لم تــُـحـدّدها الصحيفة}
فلماذا لا يفتح الإعلام المصرى هذا الملف الشائك والخطير، خصوصًـا بعد تصريح مستشار ولى عهد أبوظبى ـ عبدالخالق عبدالله ـ الذى قال إنّ الامارات تتحكم فى مصر؟ وهل استغلال سيناء لتكون تحت سيطرة الإدارة الأمريكية بواسطة شركاتها..وبالتنسيق مع بعض الأنظمة العربية..وتشغيل ثلثىْ العمالة فيها من أهالى غزة..هوالمدخل لتنفيذ مشروع الترانسفير، أى ترحيل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة.. خاصة فى سيناء؟ وهوحلم صهيونى قديم حيث كتب أ.عبدالحكيم الجهنى مقالا فى مجلة العصورعدد (برمهات/ مارس 1929) وذكر بعض المعلومات عن المخطط الصهيونى، ومنها اقتراح مستر(ود جوود) العضو بمجلس العموم البريطانى الذى طلب فيه من مصر((أنْ تتنازل عن شبه جزيرة سيناء لفلسطين)) (وهى دعوة يـُـردّدها سياسيون وعسكريون وكتاب إسرائيليون منذ سنوات وحتى كتابة هذه السطور) وأشار الجهنى إلى أنّ اليهود يُرسلون بعض الأساتذة والأحبارإلى طورسينـاء ((ليقوموا بتنقيبات عن التركة الموسوية هناك حيث كان التيه..وكان المن والسلوى..وحيث يُـقال أنّ بعض المُهندسين اليهود تمكنوا خلال الحرب العظمى (الأولى) من استكشاف أنّ الجدب فى سيناء ليس إلاّ أكذوبة قارحة..وأنه توجد تحت الطباق الرملية مجار للمياه ومنابـع للخصوبة)) والخلاصة أنّ إسرائيل تتمنى تنفيذ مشروع الترانسفير، كى تتخلص نهائيـًـا من الشعب الفلسطينى.. فهل النظام المصرى مـُـدرك ومُـستعد لمجابهة هذا المخطط الصهيونى؟
***