03 - 05 - 2025

كيف نتعامل مع الواقع الجديد؟

كيف نتعامل مع الواقع الجديد؟

كُنتُ علي يقين ، لاشك فيه ، أن حكم مصر بعد ٢٥ يناير سوف يؤول الي الاخوان .(عدد الإيكونومست في ١٧ يوليو ٢٠١٠م يعني قبل الثورة بعدة أشهر (

وكذلك، كُنتُ علي يقين أن فترة بقاء الاخوان لن تزيد عن عام واحد، رغم الرعاية الأمريكية التي كانت ممنوحة لهم وكانت تتكفل بتوفيق الأوضاع بينهم وبين مركز السلطة التقليدي (الجيش (

كُنتُ علي يقين ثالث، أن مقاليد السلطة سوف تعود الي الجيش، وكُنتُ من المتحمسين لذلك ولم يكن عندي مانع علي الإطلاق .

لكن كُنتُ أفترض أن حاكماً جديداً من الجيش، سوف يكون قد تعلم الدرس، وسوف يختار الديمقراطية من أول يوم، وسوف يتجنب أخطاء فترة الجيش الأولي ١٩٥٢م - ٢٠١٢م ، لهذا كُنتُ أعتبر نفسي جزءاً من ذاك المشروع الجديد .

لكن الذي حدث هو أن هذا المشروع الجديد، ذهب يعيد إنتاج المنظومة القديمة بدءاً من ميراث جمال عبدالناصر في الديكتاتورية السياسية (دون مزاياه الاجتماعية) إلي ميراث جمال مبارك في ليبراليته المتوحشة (دون مزاياه السياسية (.

مانراه الآن هو توليفة تدمج بين القبضة الحديدية لجمال عبدالناصر مع القبضة الرآسمالية لجمال مبارك (رئيس الوزراء الجديد من مدرسة جمال مبارك وكثير من السياسات والمشروعات الاقتصادية تنتمي لمدرسة جمال مبارك، في حين أن المنظومة السياسية من الرئيس الي البرلمان إلي الحكومة إلي الاعلام كلها تنتمي إلي مدرسة جمال عبدالناصر).

هذا هو الواقع، وأحب أن أفهمه كما هو، ومستعد أن أتقبله كما هو، ومستعد أن أتعامل معه كما هو، وذلك من زاوية عملية، هي : دفعه وإقناعه ومساعدته نحو التطور وليس نحو المزيد من الارتداد إلي تراث الماضي وبالتحديد إلي كل ماهو سلبي من تراث الماضي. ففي تجربة جمال عبدالناصر إيجابيات وفي تجربة جمال مبارك إيجابيات، ونستطيع بالتفكير الخلاق وبالممارسة العملية أن نبدع سياسات جديدة تتجاوز القديم كله، تتجاوز ديكتاتورية جمال الاول، وتتجاوز ليبرالية جمال الثاني، وتخاطب الحاضر والمستقبل.

نصيحتي ، لنفسي ولغيري، أن نتفاءل بالمستقبل، وأن نتعامل مع الواقع، وألا نكتفي بلومه وتوبيخه ونقده فقط، وأن نسعي لتغييره نحو الأفضل، وألا ننتظر حتي يسقط، فلن يسقط إلا فوق رؤوسنا، وفي كل الأحوال لم نحصد حتي الان غير ما زرعت أيدينا. !!

مقالات اخرى للكاتب

الخروج من الحصار