منذ اربع سنوات مضت كان السيسي في نفس المكان قبل أن يبدأ ولايته الأولي ليقسم بالله العظيم علي أن يحافظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة ارضيه. وأن يرعي مصالح الشعب رعاية كاملة . فما الذي حدث بعد ذلك؟ هل ابر بقسمه ام حنث به ؟!
لقد تخلي السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير في خليج العقبة بحجة أنهما ملك للسعودية . التي لم تكن قد طالبت بهما ولا نازعت مصر في ملكيتهما . فقد كان التنازل من السيسي تطوعا أو تبرعا بهما . مخالفا بذلك أحكام القضاء الذي قطع في حكم تاريخي بمصرية الجزيرتين . كما خالف – وهذا هو الأهم – ارادة الشعب الذي تمسك بوحدة وسلامة اراضيه . بينما راح السيسي يفرط حنثا باليمين وخيانة له. كيف اذن نصدقه وهو يعيد حلف اليمين ملتزما بنصه ولم يلتزم بمعناه حين تعهد بالحفاظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة اراضيه . فهل أبر بقسمه في الأولي لنصدقه في الثانية بعد اذ لم يكتف بالتفريط في الجزيرتين بل راح يتسامح في اقتطاع ألف كيلو متر من سيناء لمشروع "نيوم" السعودي . لتصبح هذه المساحة الكبيرة خارج السيادة المصرية . بل أن اجزاء اخري من ارض سيناء مرشحة للتنازل عنها . وسط تكتم رسمي وحيرة وشكوك شعبية حول صحة ما يتردد في الاوساط السياسية هنا وهناك. عن مساحة مهولة من الارض سيتم نزعها من خريطة سيناء للتنازل عنها للفلسطينيين بديلا عن الارض التي استولت عليها اسرائيل وقامت بالاعلان عن ضمها للدولة العبرية . كيف اذن نصدق السيسي بعد اذ جعل سيادة مصر علي ارضها محل نزاع مع السودان في حلايب وشلاتين . ومع السعودية في تيران وصنافير .اللذينآآ تنازل عنهما عن طيب خاطر . بينما يستعد الآنآآ للتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان لكي يستميل حكامها الي جانبه في قضية سد النهضة . اذن لم يبر السيسي بقسمه ولم يحافظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة اراضيه . وأصبحت خيانة القسم ومخالفة الدستور وخيانة الأمانة تهمة حقيقية تلاحقه قبل أن تنتهي مدة ولايته الاولي . اما عن رعاية "مصلحة" المواطن رعاية كاملة فقد اعتاد السيسي أن "يصب" في مصلحة المواطن بإجراءات وقرارات علي النحو الذي اصبح محل تندر وسخرية من المواطنين انفسهم بعد أن ثبت ان ما يدعيه السيسي ومسؤولو حكومته من عمل علي مصلحة المواطن ورعايتها هو علي النقيض من ذلك . فقد أضرت تلك الإجراءات والقرارات بمصلحة المواطن . الذي اصبح غير قادر علي مواصلة العيش بكرامة بسبب غلاء الاسعار بما لا يتناسب مع دخول اغلب المواطنين . هكذا أصبحت مصداقية السيسي محل شك وسط جو من الريبة وضعت شرعيته علي المحك . فالمثل القائل تحلف لي اصدقك .. اشوف امورك أستعجب .. اصبح ملازما له ولا يفارقه!