13 - 05 - 2025

مسيرة صلاح الخرافية من نجريج إلى عرش العالم

مسيرة صلاح الخرافية من نجريج إلى عرش العالم

قلوب 100 مليون مصري تكاد تتوقف..

الملك صلاح باكيًا نهاية حزينة لموسم خرافي .. وأحدث بيان لليفربول يؤكد مشاركته في المونديال 

محطم الإسلام فوبيا يتوج ملكًا على قلوب العرب والعجم

لم يكن يدرك محمد صلاح ابن قرية نجريج أن يعزف بقدميه أجمل لحن لقصة نجاح درامية، جذبت أنظار العالم إليه ليست جماهير كرة القدم فقط، وكان سببًا في القضاء على مصطلح الإسلام فوبيا في الدول الأوروبية وتغيير الصورة النمطية عن الشاب المسلم الملتحي، لتتغير معها الصورة الكاملة عن الإسلام في الوطن العربي، وعلاقته بالإرهاب والتكفيريين.

محمد صلاح غالي حامد طه الذي نشأ في قرية نجريج مركز بسيون بمحافظة الغربية في 1992 بأسرة متوسطة، صعد سلم النجاح والمجد تدريجيًا لم يكل أو يمل، دافع عن حلمه كثيرًا، استوقفته عقبات أكبر مما ألمت به وعانى منها بعد وصوله للنجومية، هكذا روى محمد نجل الصديق المقرب لوالد محمد صلاح.

أجبرت الظروف الأسرية والمادية لعائلة صلاح في عدم تمكنه من إكمال مشواره التعليمي والأكاديمي، ولم يتمكن من الالتحاق بالجامعة، حيث ظهر شغف صلاح بكرة القدم منذ الصغر، وتعلقه بها، حيث تسلح بموهبة كروية وانتسب من خلالها إلى أحد الأندية المصرية وهو نادي المقاولون العرب، إلى أن وصل إلى قمة المجد الكروي لمنافسته للثنائي الأفضل في العالم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ووصول فريقه ليفربول إلى نهائي أبطال أوروبا.

إصابة عنيفة ومتعمدة

صلاح نجم ليفربول والمنتخب الوطني الذي خطف أنظار الملايين حول العالم، توقفت معه قلوب أكثر من مائة مليون مصري، بعد سقوطه السبت على أرضية ملعب الأولمبيسيكي في كييف عاصمة أوكرانيا، بعد تلاحم عنيف مع قائد ريال مدريد سيرخيو راموس في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليخرج باكيًا في الدقيقة بعد مرور 30 دقيقة من الشوط الأول، لعدم تمكنه من التحامل على نفسه وإكمال المباراة.

وعن التعمد المقصود في الإصابة، أكد محمد أبوتريكة لاعب الأهلي والمنتخب السابق أن سيرخيو راموس لاعب ريال مدريد تعمد إصابة محمد صلاح، وأرتكب جريمة مع سبق الإصرار والترصد، كونه يدرك أن صلاح يمثل الخطر الأكبر على ريال مدريد، وخسارتها للقب، وهذا ما أيده خبراء الكرة في الأستوديوهات التحليلية في أوروبا.

ومن جانبها، تواصلت «المشهد» مع الجهاز الطبي للمنتخب الوطني بقيادة الدكتور محمد أبوالعلا المتواجد مع بعثة الفراعنة في إيطاليا، عقب تعرض صلاح للإصابة، حيث أكد أن مسؤولي ليفربول أبلغوه أن اللاعب خضع لأشعة على الكتف مساء السبت، وأظهرت أن الإصابة جزع في أربطة مفصل الكتف، معربًا عن تفاؤله بأن يلحق صلاح بمباريات كأس العالم وفق هذا التشخيص، في الوقت الذي شكك فيه مدرب ليفربول يورجن كلوب وطبيب الفريق الإنجليزي من تمكن صلاح باللحاق بمباريات مصر في المونديال كون الإصابة خطيرة.

أشعة جديدة

وأجرى صلاح أشعة رنين عصر الأحد مع انضمامه لبعثة الفريق، حيث من المقرر أن يخضع لبرنامج علاجي مناسب، حيث أكد الخبراء والأطباء أن مدة غياب صلاح قد تترواح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، الأمر الذي قد يبعده عن أول لقاء مع مصر في مونديال روسيا. لكن بيانا أصدره نادي ليفربول اليوم الخميس (31-5) أكد إمكانية مشاركة صلاح مع منتخب مصر في بطولة كأس العالم ، مشيرا إلى أنه كانت هناك مخاوف من أن يزيد غياب صلاح عن 3 أسابيع بفعل الإصابة . لكنآآ يبدو أن المخاوف زالت.

المكالمة الأولى

تلقت عائلة محمد صلاح، فى نجريج، مكالمة هاتفية في ساعة متأخرة من صباح الأحد، من نجم ليفربول، طمأنهم خلالها على حالته الصحية، بعد الإصابة العنيفة التي تعرض لها، وأن الأشعة الأولية أثبتت عدم وجود كسور، أو خلع فى الكتف، وأنه بحمد لله، الإصابة ليست خطيرة، وفق ما أكده محمد نجل الصديق المقرب من والد صلاح، الذي كشف لـ «المشهد» عن تفاصيل مكالمة «صلاح».

كما أخبر صلاح والديه أنه سيجري أشعة رنين لتحديد حجم الإصابة، حيث بدت معنوياته خلال المكالمة مرتفعة جدًا، وأكد أنه سيشارك مع مصر فى كأس العالم، موجهًا الشكر من خلالهم لجموع الشعب المصري على مشاعرهم نحوه ووقوفهم بجانبه في اللحظات الصعبة.

مصير صلاح في المونديال

أكد الجهاز الطبي للمنتخب الوطني أن تشخيص إصابة محمد صلاح هو جزع فى أربطة مفصل الكتف، على أن تكون مدة الغياب المتوقعة ما بين أسبوعين لثلاثة أسابيع.

ويتواصل لجهاز الطبى فى نادى ليڤربول مع الجهاز الطبى فى المنتخب المصرى من خلال إرسال صور الأشعة للاتفاق على التشخيص وأسلوب العلاج، على أن يستمر صلاح آآ فى مدينة ليڤربول ليتلقى العلاج والتأهيل المناسب ثم ينضم لمعسكر المنتخب فى إيطاليا فى وقت لاحق يحدده الأطباء.

وعن التواجد في القائمة النهائية، كشف الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر أن محمد صلاح فى القائمة النهائية لمنتخب مصر فى كأس العالم والتى سيتم الإعلان عنها رسمياً ٤ يونيو المقبل.

ومن المقرر يواجه الفراعنة المنتخب الكولومبي وديًا يوم 1 يونيو المقبل، في ثاني تجارب المنتخب في معسكره الأخير، استعدادًا للمشاركة في مونديال روسيا، على أن يواجه بعدها المنتخب البلجيكي يوم 6 يونيو في بروكسيل.

وتعادل المنتخب الوطني أمام المنتخب الكويتي في المباراة الودية التي أقيمت الجمعة، على ستاد جابر الأحمد وانتهت بالتعادل الإيجابي، ضمن استعدادات الفراعنة للمشاركة في مونديال روسيا، حيث تقدم الأزرق عن طريق فهد الانصاري، وبعدها تعادل الفراعنة عن طريق أيمن أشرف في الشوط الثاني.

ويشارك المنتخب الوطني في بطولة كأس العالم في روسيا 2018 بعد غياب 28 عامًا عن المحفل الكروي العالمي.

وفي إطار استعدادات المنتخب للمشاركة في المونديال، خسر الفراعنة من المنتخب البرتغالي بهدفين مقابل هدف، كما خسر أيضًا من المنتخب اليوناني بهدف نظيف، في المباراتين الوديتين، خلال معسكر سويسرا الذي خاضه في الفترة من 20 إلى 27 مارس.

يذكر أن المنتخب الوطني سيواجه أوروجواي في أولى مبارياته بكأس العالم يوم 15 يونيو في ستاد يكاترينبورج في الساعة الثانية ظهراً بتوقيثت القاهرة، ويلعب أمام روسيا يوم 19 يونيو بستاد كريستوفسكي في الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة، ثم يلتقي مع السعودية يوم 25 يونيو بستاد فولجوجراد أرينا في الساعة الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة.

خسارة أهم لقب

خرج صلاح باكيًا من اللقاء الذي يمثل له الأهم في مسيرته على الإطلاق، ليخسر ليفربول لقب أبطال أوروبا بثلاثة أهداف مقابل هدف، الأمر الذي أكد معه خبراء الكرة في الملاعب الأوروبية أن محمد صلاح هو العنصر الأهم في فريقه، وأهم خطر يهدد أي منافس.

بداية المشوار وفشل الانتقال إلى الزمالك

بدأ محمد صلاح مشواره الكروي من نادي المقاولون العرب في القاهرة، حيث خاض معه أول مباريات الدوري الممتاز عام 2010، ومما جذب الأنظار حوله هي سرعته الفائقة، الأمر الذي رشحه للانتقال إلى الأندية الكبرى في مصر، حيث باء مشروعآآ  انتقاله إلى الزمالك بالفشل، بعدما رفضه مسئولو القلعة البيضاء، كونه غير مهيأ للعب في صفوف الفارس الأبيض حينها ومبالغة ناديه المقاولون في سعر الصفقة، وكانت هذه العقبة أولى تحدياته في حياته الكروية.

الانطلاق في الخارج

لم ييأس صلاح وواصل كفاحه إلى أن استقبل عروضاً كثيرة للاحتراف بالخارج حتى استقر على الانتقال لنادى بازل السويسرى كخطوة أولى للاحتراف بالخارج، حيث أمضى موسمين ناجحين مع فريق بازل، حيث نجح في الموسم الأول مع فريقه في التأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، وظهر تألق محمد صلاح خلال أدوار البطولة، محرزًا هدفين غاليين أمام توتنهام وتشيلسي الإنجليزيين.

وعلى الصعيد المحلي، تمكن صلاح في إحراز لقب الدوري السويسري مع بازل، وحل وصيفًا في مسابقة الكاس بعد خسارته المباراة النهائية.

وفي موسمه الثاني مع بازل، واصل صلاح تألقه وشارك في دوري أبطال أوروبا، حيث قدم أداء لافتًا محرزًا هدفًا ثمينًا لفريقه في المباراة التي جمعته بتشيلسي الإنجليزي، وخرج بازل دون تحقيق اللقب، في هذا الموسم. الأمر الذي دعا صلاح للتفكير في الانتقال إلى الأندية التي تنافس على الألقاب، وذلك بعدما انهالت عليه العروض، وكان أهمها عروض تشيلسي وليفربول الإنجليزيين، حيث قرر وقتها الانتقال إلى صفوف فريق تشيلسي ليلعب في صفوفه موسم 2013/2014، والذي لم يكن موفقا فيه مع تشيلسي.

إنكسار تشيلسي

وواجه صلاح منافسة شديدة على حجز مكان بالقائمة الأساسية للفريق، كون يضم النادي في صفوفه عددًا كبيرًا من اللاعبين المميزين، حيث جاء أول ظهور رسمي له بألوان قميص تشيلسي في مباراة فريقه مع نادي نيوكاسل يونايتد، وسجل أول أهدافه في مباراة فريقه مع نادي أرسنال، والتي انتهت بستة اهداف مقابل هدف لاشيء.

وبالرغم من أن صلاح وصل إلى تشيلسي ما اعتبر نجاحا، إلا أن ذلك لم يرض طموحه، كونه لم يشارك سوى في 11 مباراة فقط، مسجلًا هدفين فقط.

وفي الموسم التالي له مع تشيلسي لم يشارك صلاح إلا في 8 مباريات فقط، فشل في تسجيل أي أهداف، الأمر الذي دفعه للتفكير في الانتقال لقلة مشاركته في المباريات التي خاضها مع تشيلسي، حيث قرر الانتقال على سبيل الإعارة إلى نادي فيورنتينا الإيطالي، في صفقة شملت في المقابل انتقال اللاعب الكولومبي خوان كوردادو إلى تشيلسي، خلال الفترة التي قضاها صلاح مع فيورنتينا، شارك في 26 مباراة محرزًا خلالها 9 أهداف.

وبرهن صلاح بانتقاله إلى فيورنتينا الإيطالي على قدرته العالية على تقديم أفضل المستويات والتكيف مع أي فريق، حيث قدم خلال تلك الفترة أداء قويًا، رغم ما يكتنف الدوري الإيطالي من صعوبات خصوصًا من جهة اللعب البدني العنيف، حيث تألق بشدة في مباريات كثيرة أشهرها تلك التي خاضها في مواجهة يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي.

تألق صلاح مع فيورنتينا، كان سببًا في أن يكون محط أنظار الأندية الكبيرة، حيث نجح نادي روما في الظفر بخدماته للانتقال إلى صفوفه موسم 2015/2016، واصل خلاله صلاح مسيرة تألقه في الملاعب الإيطالية.

شارك صلاح مع روما كعنصر أساسي وحاسم في خط الهجوم لدى فريق روما، وبات من عناصر التشكيلة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خلال الموسمين الذين قضاهما مع روما، شارك في 83 مباراة في جميع البطولات، مسجلًا 33 هدفًا، وكان أفضل لاعب في صفوف روما بمسابقة الدوري الإيطالي خلال موسم 2016/2017.

شكل عام 2017 محطة مفصلية في تاريخ محمد صلاح، فقد انتقل إلى صفوف ليفربول الإنجليزي مقابل 42 مليون يورو، ليعود بذلك إلى منافسات الدوري الأعرق في العالم. وسرعان ما أبان صلاح عن نجاح هذه الصفقة بتألقه الرهيب مع ليفربول، حيث شغل مركز الجناح الأيمن، وقاد الفريق للتألق في منافسات دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي، بإحرازه عددًا كبيرًا من الأهداف. وتصدر قائمة هدافي الدوري الإنكليزي خلال مرحلة الذهاب. وإذا حافظ على مستواه التصاعدي، فمن المرجح أن يحقق لقب الهداف في نهاية الموسم، ليكون هذا الأمر إنجازًا تاريخيًا بكل معنى الكلمة.

موسم خرافي

قدم صلاح موسمًا خرافيًا مع فريقه ليفربول سجل خلاله 44 هدفًا في كل البطولات التي شارك خلالها الموسم الحالي، وحصد لقب هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في إفريقيا وأفضل لاعب في إنجلترا، وعددا من الجوائز الفردية باكتساح طوال أسابيع الموسم، ووصل بفريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد نهائي 2007 الأخير أمام ميلان، الذي خسره أبناء الريدز بهدفين لهدف.

وشكل صلاح أحد أضلاع المثلث الهجومي الأفضل في العالم حاليا بجانب زميليه روبرتو فيرمينيو وساديو ماني، 

وعلى المستوى الدولي، قدم صلاح أجمل هدية للمصريين بتأهل مصر إلى مونديال روسيا 2018، بعد غياب دام 28 عامًا، وكان سببًا رئيسًا في الصعود بعد هدفيه في الكونغو في اللقاء الحاسم والتاريخي الذي أقيم على ستاد برج العرب.

آ