.......
في اللحظة التي أخبرني فيها مسئول دار النشر عن خروج ديواني الأول إلى النور بعد طول انتظار، كانت عيوني مع ملايين المشاهدين في مصر والعالم العربي مشدوهة نحو حلمنا الكبير محمد صلاح، وهو يسقط على الارض اثر شدة زراعه من راموس لاعب ريال مدريد، فانا لا تستطيع أن ابدى حتى فرحة بيني وبين نفسي أمام القلق الذي اعترى الجميع ونحن على بعد أيام من مباريات منتخبنا الوطني في كأس العالم بروسيا، وكأن نظرية المؤامرة لم تكن من ترتيب أشخاص كما يتصورها كثيرين على إفساد فرحتنا بهذا النجم بل هو ترتيب قدري لإفساد فرحة شخصية.
يأتي ذلك مع حديث متواصل عن مؤمرات لا تنتهي بدءا من المؤمراة الكونية التي تستهدف ايقاع مصر برمتها، كما يقول لنا كتاب واعلاميون وساسة عند بدء كلامهم وعند انتهائه، مرورا بالحديث عن المؤامرة الأخرى علي نادي القرن والتي يتهم فيها المهتمين بالشأن الكروي الوزير السعودي تركي ال الشيخ، أو كما يعتبرها أنصار الكابتن محمود الخطيب مؤامرة عليه، فقد جاء بيان ال تركي مسيئا للاهلي والخطيب وقبل ذلك مسيئا لشخصه وبلده خاصة وهو يشغل منصبا رسميا في المملكة، كما أنه كان حتى لحظة اعتذاره رئيسا شرفيا لأكبر نادي عربي.
ولأننا دائما نعيش في مؤامرة كبرى افتراضية كانت أم حقيقية فقد كانت ٢٥يناير مؤامرة على نظام مبارك، تلاها حديث عن مؤامرة إخوانية حقيقية على الثورة، أفضت إلى ما اعتقدوه انها مؤامرة عليهم تمت في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ،ثم تعليق جريمة التأمر في رقبة كل معارض للنظام واعتبارها مؤامرة على الوطن والجيش والرئيس، تستوجب محاكمات عبثية للصحفيين والساسةآآ والنشطاء وأصحاب الرأي إلا من سلك طريق احمد موسى ومصطفى بكري ومستقبل مصر ودعمها وحماتها.
وفي أجواء المؤامرة هذه يجري الحديث عن تعليب أحزاب سياسية، يقال اثنان اوثلاثة أحزاب سوف تقوم على انقاض مائة حزب أو أكثر لتتولى إدارة الشأن السياسي في هذا البلد، ربما بالتليفون في اللحظة أو بخطط مسبقة جرى ترتيبها حتى أن الأستاذ محمد سمير المتحدث العسكري الأسبق، والذي وصف مهاجميه بالرعاع عقب إحدى زيجاته المتكررة، جرى تعيينه مساعدا لرئيس الحزب لشئون الشباب الذي سيؤدي دور المعارض وهو حزب الوفد الجديد/القديم.
وبدلا من أن يقوم النظام بانشاء المضمار السياسي، ووضع قانون للعبة وترك المتسابقين في ضوء اللوائح المنظمة للعمل السياسي، حتى يتثنى للجميع المشاركة والمنافسة وبناء حياة حزبية حقيقية، يقوم النظام بتأميم العملية قبل بدءها واختيار لاعبين بعينهم واستبعاد الآخرين وترتيب الفرق والنتائج، في جو تأمري حقيقي على الحياة السياسية ومصادرتها لصالح فيلق بعينه، حتى انه في هذا الجو أشاع البعض أن عملية القبض على نشطاء سياسيين في الفترة الأخيرة من قبيل الترتيب معهم وتنجيمهم أو احتوائهم في المؤامرة المستمرة.
كنت أنوي أن أكتب عن المؤامرة الكبرى لتشويه الدبلوماسية المصرية وأجهزة الداخليةآآ ووزارة تهريب الاثار وهيئة ميناء الإسكندرية بعد ادعاء السلطات المصرية العثور على حاوية اثار مهربة إليها قبل عام وإلى الآن لم تكتشف من الجاني، لذلك أطالب باستقالة بيبو!!
حزن الختام:-
ولا الأحلام هتتحقق
ولا الايام هتتصدق
ولا شمس النهار تشرق
اذا ضلمنا من جوة
--------------
المقال منشور في المشهد الأسبوعي (عدد 29 - 5 - 2018)
آ