يتعجب الصديق يحيى حسين عبدالهادى من إلقاء القبض على طالب كلية التجارة يدعى أندرو صليب باعتباره إرهابيا (إسلاميا بطبيعة الحال ) ويبدى دهشته من البعض الذى تعجب من الإفراج عن البلطجى الشهير "صبري نخنوخ" الذى شمله قرار العفو الرئاسى الاخير، ولم يندهش بنفس القدر للقبض على طالب مسيحى بتهمة الإرهاب.
وأنا أعرف التركيبة النفسية للصديق يحيى ولأمثاله من الناس الطيبين الذين لا يزالون يتمتعون بقدر وافر من حسن النية، يكفى السماح لهم بالتعجب من أمور لم تعد تثير أي علامة تعجب لدى الخبثاء أمثالى، خاصة التعجب من رأس هذا النظام وأتباعه وغلمانه .
أما التعجب الوحيد الذى يمكن أن أبديه هو وجود من لا يزال لديه هذه القدرة على التعجب من أى فعل يقوم به رجل " سيكوباتى " تهاجمه الأمراض النفسية من كل الأنواع ومن كل اتجاه!
أنا يا صديقى يحيى لم يعد يثير دهشتى أي عمل يقوم به هذا الرجل وأي أحد من زبانيته، ليس ذلك بسبب التبلد الذى يمكن ان يصيب كبار السن أمثالي، بل لتكرار هذه الأمور على نحو رتيب أفقدها الشعور بالدهشة الذى كانت تتمتع به فى الماضى .
ولا شك ان تكرار أمر ما بإلحاح ورتابة، لا بد وأن يصيب مراكز الدهشة لدى الكثيرين بالشلل التام، كما يفقدهم القدرة عليها.
وقد فقدت أنا تلك القدرة حتى من قبل مجئ السيسى إلى سدة الحكم، باعتبار أن وصوله إلى منصب الرئيس فى مصر هو أكثر ما يمكن أن يثير الدهشة والعجب لدى البعض، ولعلك تذكر يا صديقى يحيى أن الحسينى ابوضيف حين تلقى رصاصة قاتلة أمام الاتحادية فى 2012/2012 صدر بيان يرثى ويؤبن الحسينى باعتباره من شباب الإخوان المسلمين، كما شملت قائمة المتهمين باغتيال النائب العام شابا أعمى لا يرى بأي من عينيه، وحين عدت من اسطنبول صيف العام الماضى تعرضت لحملة شعواء من إعلام النظام وفضائياته مبررين ذلك بأنى ذهبت إلى تركيا لأعلن انضمامى إلى جماعة الإخوان المسلمين. رغم أن انضمامى إلى هذه الجماعة – لو حدث – لن يكون من تركيا ولا بطريقة سرية ، بل سيكون من فوق قمة جبل أحد!
دعنى اذكرك يا صديقى يحيي أنه تم تكليف الفنانة إلهام شاهين – من بين آخرين - بتجديد الخطاب الدينى، كما أن فنانة أخرى اسمها سما المصرى شرعت في تقديم برنامج ديني فى رمضان، قبل أن تتراجع لرفض كل من اتصلت بهم الظهور معها. دعك من أن الداعية الشاب عمرو خالد يقدم إعلانا تليفزيونيا لنوع من الفراخ السعودى. رغم أنه سبق وأن قدم اعلانا للشباب يحذرهم فيه من خطر المخدرات!
كل ذلك يا حبيبى يحيى يحدث فى مصر ولا يزال لديك قدرة على التعجب وإبداء الدهشة ؟!
يا رجل يا طيب ، وصول السيسى إلى الحكم ليصبح بعدها طبيب الفلاسفة أو سيدنا الخضر، أو النبى سليمان بنفسه الذى خصه الله بالفهم. كل ذلك ثم نندهش لأن رجال الأمن ألقوا القبض على شاب مسيحى لأنه إرهابى (إسلامي)، رغم أن هذا الفعل يبدوا مقصودا وطبيعيا من وجهة نظرى لتأكيد وجهة نظر النظام االتى تقول إن الإرهاب لا دين له!
وجهة نظرهم تقول ذلك: إن الإرهاب لا دين له، ووجهة نظرك ونظرى تقول إن السياسى لا أخلاق له.. ووجهة نظرنا تتفق مع وجهة نظرهم فى شئ واحد أن ولاء الكنيسة للسيسى والنظام لن يشفع لأتباعها من " اللطش على القفا"، تأكيدا لوحدة وطنية فى حاجه لتأكيدها بالعافية!!