أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، اليوم الجمعة 19 مايو/أيار، فوز كتلة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر بالانتخابات البرلمانية.
وذكرت رويترز إنه لا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات لكن فوز كتلته يضعه في موقع يتيح له اختيار من سيتولى المنصب.
وحصلت كتلة الصدر على 54 مقعدا في البرلمان، وجاءت في المرتبة الثانية كتلة هادي العامري التي حصلت على 47 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة، جاء ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وحصل على 42 مقعدا.
ويمثل فوز الصدر عودة مفاجئة لرجل دين سبق وتعرض للتهميش لسنوات من قبل خصوم مدعومين من إيران، وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق.
في سياق متصل، التقى مقتدى الصدر، مساء أمس الجمعة 18 مايو، في منزله بالنجف سفراء دول الجوار العراقي، متمثلة بكل من السعودية وسوريا والأردن والكويت وتركيا.
قال مصدر خاص في مكتب الصدر، رفض الكشف عن اسمه، إن اللقاء ركز على مناقشة الوضع السياسي في العراق وآخر المستجدات في المنطقة والاستماع إلى وجهة نظر الصدر حول التحالفات السياسية العراقية ومع من سيتحالف لتشكيل الحكومة المقبلة".
وشكر الصدر الناخبين على ثقتهم وتعهد بعدم خذلانهم. وكتب في تغريدة بعد وقت قصير من إعلان النتائج النهائية من لجنة الانتخابات "صوتكم شرف لنا أمانة في اعناقنا". وتابع "فقد انتصر العراق والإصلاح بأصواتكم.. ولن نخيبكم.. والعتب كل العتب على من خذل العراق والإصلاح ممن كنا نظن بهم خيراً".
لكن رغم فوز تحالف الصدر، فإن تشكيله الحكومة المقبلة ليس مضمونا، فبعد كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس بعيدا أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية.
يبدو أن المفاوضات الجديدة ستكون معقدة، وسط التوتر الراهن بين واشنطن وطهران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.