28 - 08 - 2025

"انتظروا اللعنة" .. قصيدة لسعيد شحاتة

أبناء كلاب الأرض الضالون ينامون الآن على ثدي أميرة مملكة الله ويقتسمون ثمار لآلئها 
- أبناء قحاب - الأرض يفضّون بكارة حزن أرامل أبطال معاركنا المشهودة بالخزي وخازوق العار 
أبناء البلهاء يقصون شريط زرائبنا كي لا نكتب إلا ما تمليه قريحة خنزير البيت الأسود في كتب التاريخ، وألواح الأديان وذاكرة الغوغاء وأمعاء العامة والحمقى ولصوص الأقوات وقطّاع الطرق المعمورة بالزيف وجاسوس السلطة والرعديد وجلاد المطرودين من الجنة والربان حمار حقول العنب الخمري اللون وكبش الأغنام وراعي الخوف
أبناء الأنجاس يصبون خمور جماجم أبناء الألوية المهزومة في جمجمة نبي 
ويرتشفون الضحكات من الدمع وألوان دماء الفقراء وأثداء نساء الجوعى
ماذا ينتظر الغرباء من الغرباء سوى الغربة؟
ماذا ينتظر الحملان من الذئب؟
ما آخر أشعار المتنبي كي تنسجم الأمزجة وتنعم في هذا الجو الغائم؟
كيف يرد الشاعر أرضًا أو إبرة خيطٍ بالأشعار المرسلة وبالأقوال الفاقدة المعنى؟
ماذا سيحل على مغتصبي حقوق الموتى؟
اللعنة سوف تحلّ قريبًا.. 
هذا كلام الخطباء الأجوف فوق منابر بلدتنا
قول المأفونين سكارى الحانات المضروبة
حجة بلداء الدين 
ووشاح المتّشحين بعري نفاق السلطان الجائر 
ديدان قذارتها يلتحفون نعومتها ويعضون حلاوتها في شفتيها الطازجتين
وبناة العزة والأمجاد.. العظماء.. الشرفاء.. الأوغاد يقولون أمام الكاميرا الملعونة: اللعنة سوف تحلّ قريبًا.
اللعنة قادمة.. تلك نبوءة أهل الفتوى.. وأباطرة الخطب المزدانة بالكلمات
فانتظروا اللعنة خلف الباب الموصد
يا أهل الحلّ 
وأهل الربط
وأهل اللعنات..