بغض النظر عن التسمية: أم فتحى ، أم أحمد أو أم إنشراح ، فهن مجرد أمثلة لنساء مصريات عاديات يتم استغلالهن منذ خطت مصر خطواتها الأولى على طريق الانتخابات بكافة أنواعها: رئاسية ، برلمانية فضلا عن كل أنواع الاستفتاءات .
هؤلاء النسوة من الفئات المهمشة يتعرضن للسخرية والهجوم من الجميع ، وتعرض صورهن وفيديوهاتهن على شبكات التواصل الأجتماعى لتصبح مادة خصبة للتهكم والاستهزاء دون أن يكلف أحد خاطره البحث عن الأسباب اللاتى دفعتهن للسير فى هذا الطريق المظلم والذى تمتد آثاره الكارثية لتشمل مصر كلها من دون مبالغة أو تهويل .
تنفرد مصر من دون غيرها من دول العالم بظاهرة (نساء الانتخابات) واللاتى يظهرن فى كل انتخابات مصرية، ليمارسن أدوارا محددة من جهات بعينها تمارس عليهن سطوتها بهدف الإجهاز على خصومها المحتملين، وتشويه صورتهم، والنيل منهم بكل الوسائل غير المشروعة .
الفقر والجوع والمرض والجهل وقلة الحيلة هي القواسم المشتركة بين هؤلاء السيدات واللاتى يضطررن لقبول هذه المهمة التى يندى لها الجبين .. هذه المهمة الشنعاء التى تشوه صورة مصر الحضارة والتاريخ .
من الظلم والإجحاف إلقاء اللوم بالكامل على هذه النوعية من السيدات اللاتى يبعن ضمائرهن رخيصة لمن يدفع أكثر تحت وطأة الجوع والفقر، بل يمكن القول أيضا أن آدميتهن تنتهك من قبل عصابات تديرهن من وراء حجاب لتحقيق مآرب وأهداف لاتصب فى النهاية فى صالح مصر، ولا النهوض بها سياسيا وديمقراطيا مما يشكل عائقا لأن تلحق مصر بركب الدول المتقدمة فى هذا المجال .
أنا هنا لا ألقى اللوم على نظام بعينة بل أن كل الأنظمة المتعاقبة مشتركة فى هذه الجريمة الشنعاء والتى لم تمنع مثل هذه السلوكيات الحمقاء لأسباب الكل يعلمها، فنحن لدينا من القوانين والتشريعات مايكفى لمنع هذه الظاهرة، لكن يتم عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد عدم تفعيلها .
وعودة لنساء الانتخابات نجد أنهن لسن على شاكلة واحدة ، فهن أنواع : الأول: النوع القناص اللاتى يتحين الفرصة للحصول على المراد: كيس سكر أو زجاجة زيت ثم يتبخرن فى الهواء فلا تجد لهن أثرا، النوع الثانى: الهزاز وهذه النوعية من السيدات مهمتها هز الوسط والرقص المتواصل أمام اللجان الانتخابية وليس شرطا ان يمتلكن عوامل الإغراء من جسم ممشوق أو قد نحيل المهم أن يصنعن حالة من الوهج وإعطاء الانطباع لدى وسائل الاعلام العالمية بأن هناك اقبالا كثيفا من الناخبين على المقار الانتخابية .
أما النوع الثالث وهو الأشد خطرا فهو النوع الهجام ممن هن على شاكلة ريا وسكينة وغالبا مايكن من خريجات مصلحة السجون، وإذا قدر لك أن تقابل هذه النوعية من النساء، فعليك أن تلوذ بالفرار وإذا لم تسعفك قدماك فما عليك إلا الاختباء فى مكان أمين اتقاء شرهن ومكرهن.
نسينا أن نقول أن مهمة النوع الهجام من نساء الانتخابات هو ممارسة كل انواع البلطجة، فلا مانع لديهن من استخدام السنج والمطاوى وشفرات الحلاقة، فضلا عن استخدام الردح والالفاظ السوقية بهدف الترهيب والنيل من الشرف والعرض للإجهاز كلية على خصوم من يديرهن من وراء ستار .
لقد اخترت أن ألقى الضوء على (نساء الانتخابات) دون الرجال ممن يمارسون البلطجة أيضا فى الانتخابات، فى محاولة لتشريح هذه الظاهرة وتعريتها، والتأكيد على أن فئة قليلة من بعض النساء المهمشات لايمثلن بكل تأكيد النساء المصريات المحترمات اللاتى يضرب بهن المثل فى الكفاح والنضال .
وعلى من بيدهم منع هذه الظاهرة أن يتقوا الله فى نساء مصر وألا يشوهن صورة المرأة المصرية المضيئة على مر التاريخ.