07 - 05 - 2025

لماذا أطحت برئيس المخابرات؟

لماذا أطحت برئيس المخابرات؟

التسريبات كانت القشه التى أطاحت بمدير المخابرات العامه ، ولكن هناك اسباب أخرى ..

لا أعتقد أن تسريبات النيويورك تايمز هى سبب الإطاحة الحقيقى باللواء خالد فوزى مدير المخابرات العامه، ربما تكون القشه التى تلقفها الرئيس السيسى لإقالة خالد فوزى وتعيين عباس كامل سكرتيره الشخصى بدلا منه لتسيير أعمال الجهاز لحين تعيين رئيس جديد له.

الرئيس السيسى يعلم تماما إستحالة أن تتورط المخابرات العامه من قريب أو بعيد بشكل مباشر أو غير مباشر بتلك التسريبات لأن عقيدة هذا الجهاز هى عدم البوح تحت أى ظرف بمعلومه ، كما أن هامش الخطأ المهنى غير المقصود والخارج عن الإرادة لديها محدود جدا جدا. إذن ما سبب الإقالة؟

أعتقد من وجهة نظرى الشخصية أنها أسباب كثيره ، منها على سبيل المثال لا الحصر رفض الجهاز مراقبة جهاز الرقابة الإدارية لاعماله من خلال تعديل قانون الرقابة الإدارية منذ عامين او أكثر قليلا والذى أعطى الرقابة الإدارية هذا الحق ، ربما ايضا رفض الجهاز أن يكون تابعا للمخابرات الحربية ، وجهة نظر الجهاز الرافضة لوجهة نظر الرئاسة في ملفات كثيرة كملف سد النهضة والإرهاب، والحريات العامة وحقوق الإنسان، وملفات عربية أخرى.

أعتقد أيضا أن الجهاز كان يرفض تبديد أموال الجهاز التى كونها خلال العقود الماضية من بعض أنشطته الاقتصاديه فى شراء مؤسسات إعلامية لتوحيد الخطاب الإعلامى كما يريد الرئيس ، أو ربما رفض الجهاز نقل ملكية شركاته المدنية التجارية للمؤسسة العسكرية فى إطار هيمنة تلك المؤسسة على النشاط الاقتصادى. وقد يكون قرار الإطاحة بسبب عدم ثقة الرئيس السيسى فى ولاء الجهاز الكامل لشخصه فى الإنتخابات الرئاسية القادمة.

لكن الملفت للنظر أن قرار الإطاحة كان متعجلا وسبق زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، كما تلاحظ أيضا أن الرئيس لم يتمهل لإختيار مدير جديد للجهاز وإنما عين سكرتيره الشخصى قائما بأعمال الجهاز الأمر الذى قد يؤثر سلبا على أداء الجهاز. نعم الشهور الماضية شهدت قصورا فى أداء الاجهزه الأمنية المعلوماتية بخصوص الإرهاب فى سيناء لكن هذا التقصير لم يكن من المخابرات العامه بل من جهاز الأمن الوطنى الذى تم تفريغه عمدا من كوادره الخبيره، ومن جهاز المخابرات الحربية التى هى صاحبة الحق الأصيل للعمل فى سيناء.

لو كان هناك من يستحق الإطاحة به بسبب الفشل الأمنى المتكرر لكان هو وزير الداخلية لكن للأسف الرئيس مقتنع بهذا الوزير رغم فشله. الإطاحة بخالد فوزى لا تقلل ابدا من دوره الوطنى فلقد مارس العمل المخابراتى منذ أن كان برتبة نقيب وله ولكل زملائه الكثير فى عنق هذا الوطن، لكنها السياسه الثابت فيها متغير. عاشت مصر وعاشت حرية الصحافة التى تم اغتيالها وتاميم أقلامها، فلو كانت تلك الحرية موجوده كان بوسعنا أن نسأل الرئيس لماذا اطحت بفلان واتيت بعلان عديم الخبره فى هذا المنصب أو ذاك ؟.

مقالات اخرى للكاتب

لماذا أطحت برئيس المخابرات؟