- إرهابي يتجول في الشارع.. ومواطنون يرشقونه بالحجارة
- "إسماعيل" يرتكب 3 عمليات في أسبوع.. و"الداخلية": أخطر العناصر الهاربة
- استشهاد 10 أشخاص.. وخبراء أمن: الشرطة تصدت للحادث
- فؤاد علام: المنفذ لا ينتمي لـ"داعش"
كتب- علاء جمعة
إرهابي يتجول في الشوارع بعد تنفيذ عمليته، كأنما خرج في نزهة ولا يعرف وجهته، كان هذا المشهد صباح الجمعة الماضي بمحيط كنيسة مار مينا بحلوان، إلى أن تمكنت قوات الأمن من إصابته وضبطه بمساعدة أهالي المنطقة الذين رشقوه بالحجارة.
بأقل الخسائر تمكن رجال الشرطة وأهالي حلوان من إحباط مجزرة جديدة بحق الأخوة الأقباط، وضبطوا إرهابي فتح النار على الكنيسة ما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص بينهم أمين شرطة، وأصاب 5 آخرين، قبل أن يقتل مواطنين في محل تجاري مجاور للكنيسة.
ورغم إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن الحادث إلا أن الطريقة التي نفذ بها لا توحي بعلاقة الإرهابي بالتنظيم، خاصة عقب الفيديو الذي نشرته وكالة أعماق التابعة للتنظيم، والذي أظهر منفذ العملية وهو يبايع أبو بكر البغدادي، ويتحدث بأسلوب غاية في الركاكة عن الأوضاع في سيناء، دون إعطاء معلومات عن العملية أو أهدافها عكس فيديوهات التنظيم السابقة.
إبراهيم إسماعيل مصطفي، منفذ الحادث وصفته وزارة الداخلية بأنه أبرز العناصر الإرهابية الهاربة الخطرة، يمتلك سجل كبير من العمليات الإرهابية التي نفذها بمفرده، وكان أخرها قتل 3 عاملين بمنفذ تحصيل رسوم بمحافظة بني سويف، مساء الخميس، وقبلها قتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين في هجوم على مقهى بالعياط، وفي 8 أغسطس 2016 قتل مواطن واستولي على سيارته بحلوان، إضافة إلى تورطه في حادث التعدي على "ميكروباص" تابع لقسم شرطة حلوان عام 2016، والذي أسفر عن استشهاد ضباط و7 من أفراد الشرطة.
وكشفت فيديوهات متداولة للحادث عن بسالة الأهالي في مواجهة الإرهابي ورشقه بالحجارة ومطاردته بسلاح أمين شرطة استشهد في الحادث حتى انقض عليه "صلاح الموجي" عقب إصابته وتمكن من شل حركته واندفع المواطنين عليه، وأوسعوه ضربا وسلموه لقوات الأمن، ما يشير إلى أنه غير منظم، خاصة أنه كانت أمامه أكثر من فرصة للهرب لكنه ظل يتجول في الشارع.
وأكد خبراء أن يقظة قوات الأمن المعنية بتأمين الكنيسة منعت مذبحة جديدة، لأن الإرهابي أطلق أعيرة نارية قتل خلالها شرطي وكان في طريقه لاختراق النطاق الأمني ثم تفجير عبوة ناسفة بحوزته داخل الكنيسة، لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حالا دون ذلك.
وقال اللواء فؤاد علام، مدير جهاز أمن الدولة الأسبق، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، إن حادث الاعتداء على كنيسة مار مينا بحلون متوقع، لكن قوات الأمن نجحت في الاختبار وتمكنت من التصدى للارهابي بمعاونة المواطنين.
وشكك علام، في انتماء منفذ الحادث لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدًا أن العملية لا تحمل طابع التنظيم الذي يخطط جيدًا قبل تنفيذ عملياته التي دائما ما تكون كبرى وتهدف لإثارة الذعر بين المواطنين ويضمن نجاحها خاصة أنها ترتبط بالشخص منفذ الحادث وهو ما لا ينطبق على حادث كنيسة مار مينا.
وأضاف عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، في تصريحات لـ"المشهد"، أنه في حالة انتماء منفذ الحادث للتنظيم فإن الهدف تضليل الأجهزة الأمنية واختبار لعملية تأمين الكنائس ومعرفة مستوى حجم القوات الأمنية قبل تنفيذ عمليات مستقبلية.
وطالب علام، قوات الأمن باختراق التنظيمات الإرهابية من خلال زرع مرشدين داخلها، مشيدًا بما فعله الأهالي وتمكنهم من ضبط الإرهابي وتعريض حياتهم للخطر.
فيما أكد اللواء رفعت عبد الحميد، خبير العلوم الجنائية، أن العملية الإرهابية التي استهدفت الكنيسة فشلت لأن الإرهابي لم ينجح في تخطي الحيز الأمني، بسبب سرعة رد فعل رجال الشرطة، ومقاومة المواطنين.
وقال عبد الحميد، إن الإرهاب سيأخذ وقتا ولن ينتهي بين يوم وليلة، وأن الشرطة لا تستطيع بمفردها مواجهته بل تحتاج إلى تكاتف المواطنين بالإبلاغ عن التحركات المثيرة، مؤكدا أنه الإرهاب لا ينتصر على الدول رغم تطوير أساليبه واعتماده على أجهزة استخبارات خارجية.
وأوضح الخبير الأمني، أن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة تنفذ ضربات استباقية للعناصر الإرهابية في سيناء، ونتيجة للضربات المتلاحقة
وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الإجراءات الأمنية المشددة على الكنائس منعت ارتكاب مذبحة جديدة، مؤكدًا أنه إذا نجح الإرهابي في اختراق الحاجز الأمني والوصول إلى داخل الكنيسة، لأسقط خسائر كبيرة في الأرواح مستغلا العبوة الناسفة التي ضبطت بحوزته.
وأضاف في تصريحات لـ "المشهد" أن سقوط عددا من الشهداء جاء بسبب إطلاق النار العشوائي، موضحًا أن أجهزة الأمن منع تكرار سيناريو مذبحة مسجد الروضة في سيناء والذي أسفر عن استشهاد 328 شخصًا.