خرج آلاف المتظاهرين الغاضبين على سوء الأوضاع المعيشية في عدة مدن إيران، مرددين شعارات «الموت للديكتاتور»، وأخرى ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس القضاء صادق لاريجاني، وذلك في وقت تواجه الحكومة الإيرانية انتقادات خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سياستها في الميزانية الجديدة.
وخرجت أكبر المظاهرات تحت شعار «لا لغلاء الأسعار» في مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية والمعقل الثاني للمحافظين بعدما دعا ناشطون إلى الخروج المتظاهرين عبر شبكة «تليغرام».
وتناقلت عشرات القنوات على شبكة «تليغرام» للتواصل الاجتماعي، مقاطع مختلفة من خروج الإيرانيين الغاضبين على تدهور الوضع الاقتصادي في عدد من المدن الإيرانية أغلبها في محافظة خراسان.
كما أشارت تقارير إلى خروج مظاهرات مماثلة في نيسابور وكاشمر وبيرجند بمحافظة خراسان وشاهرود في محافظة سمنان وبوشهر جنوب البلاد ويزد وسط إيران.
واستهدفت الهتافات بشكل أساسي الرئيس الإيراني حسن روحاني وردد المتظاهرون هتافات تندد بـ«الحكومة الاعتدالية والشعارات الفارغة» و«الموت لروحاني» و«لص بيتنا، نموذجا في العالم»، و"انسحبوا من سوريا وفكروا بنا" و"لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران"، تعبيرا عن رفض تدخل نظامهم وحرسه الثوري في البلدان العربية، ودعم الميليشيات الطائفية ماليا، وتبديد أموال الشعب الإيراني في دعم الإرهاب في المنطقة والعالم.
انتقاد الصحف الاقتصادية سياسة حكومة روحاني
وجاءت الاحتجاجات بعد نحو ثلاثة أسابيع على تقديم الرئيس الإيراني حسن روحاني ميزانية العام المقبل بقيمة 104 مليارات دولار، لكن الحكومة أعلنت عن عزمها رفع أسعار الوقود والخدمات والضرائب.
وخلال الأيام الماضية انتقدت الصحف الاقتصادية الإيرانية سياسة حكومة روحاني في توزيع الميزانية.
وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأسبوع الماضي إن «38 تحدياً يواجه الاقتصاد الإيراني» مستبعدا أي نمو على الصعيد الاقتصادي، ونقلت وكالات عن لاريجاني قوله إن الميزانية «لا تكفي إدارة البلد» و«كل دخل البلد من مبيعات النفط والضرائب والأساليب الأخرى يبلغ 300 ألف مليار تومان بصعوبة (70 مليار دولار)».
خامنئي ينفق المليارات على حروبه.. والشعب جائع
من جانبه، قال السيناتور توم كاتن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أركنساس، تعليقا على المظاهرات الشعبية في أنحاء مختلفة من إيران، إن المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، ينفق المليارات من الدولارات من الأرصدة المفرج عنها بموجب الاتفاق النووي، في سوريا واليمن ولبنان، على حساب شعبه.
وقال كاتن في بيان نشر عبر موقعه الرسمي حول المظاهرات العارمة التي اندلعت أمس الخميس في مدينة مشهد، شمال غرب إيران والمستمرة اليوم في عدة مدن ومحافظات إيرانية، إن المرشد الإيراني حتى بعد حصوله على مليارات الدولارات نتيجة لصفقة النووي ورفع العقوبات، فشل في توفير الاحتياجات الأساسية لشعوبه، ربما لأنه ينفق الكثير من الأموال لشن الحروب الإقليمية في سوريا ولبنان والعراق واليمن"، حسب تعبيره.
وأكد السيناتور كاتن أن "الاحتجاجات في مشهد أظهرت بأن نظاما قائما على أفكار الكراهية لا يمكن أن يحظى على تأييد شعبي واسع إلى الأبد"، مضيفا بالقول: "علينا أن ندعم الشعب الإيراني الذي يخاطر بحياته ليصرخ محتجا على هذا النظام".
اعتقال المتظاهرين
وكانت السلطات الإيرانية شنت حملة اعتقالات واسعة في محافظة خراسان وخاصة بمدينة مشهد التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات حيث اعتقلت خلالها ما لا يقل عن 52 من المتظاهرين، بحسب وكالة "هرانا" الحقوقية.
جدير بالذكر، أنه من المتوقع أن تتسع رقعة الاحتجاجات حيث دعا مواطنون في أرجاء مختلفة من البلاد إلى تجمعات في الأماكن العامة، بينما تنتشر قوات الأمن الداخلي والشرطة وسائر الأجهزة بحالة الإنذار والتأهب القصوى.