01 - 07 - 2025

عجاجيات| دلع كبير المتحرشين

عجاجيات| دلع كبير المتحرشين

توقفت كثيرا أمام المثل أو الحكمة الشعبية التى تقول(اللى يلاقى دلع وما يدلعش ربنا يحاسبه) و(التتش)أو اللمسة المصرية التى تحرض على الدلع لمن تأتيه الفرصة بل وتجعل الدلع من القربات التى يبغى بها الإنسان رضا الله يوم الحساب.

تذكرت هذا المثل أو تلك الحكمة التى أنتجها العقل الجمعى للشعب المصرى وانا ارى دونالد ترامب يعلن بكل صلف الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويصدر تعليماته بنقل السفارة الأمريكية للقدس وفاءً لما وعد به فى حملته الانتخابية.. إذن ما العلاقة بين إعلان ترامب والمثل القائل اللى يلاقى دلع ومايدلعش ربنا يحاسبه؟!

منذ فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية وتفوقه على هيلارى كلينتون وعالمنا العربى يقدم لترامب كل أسباب الدلع مع إبداء الفرحة الغامرة بفوزه والإشادة بل والفخر بالكيمياء التى ربطت بينه وبين بعض القادة العرب.…

غير أن الدلع العربى لترامب وصل لقمته عندما استقبل إستقبال الأبطال فى السعودية بعد أن تم جمع 99%من قادة الدول العربية والإسلامية ليكونوا فى شرف استقباله وللانصات لفكره ورؤيته وحتى لتعليماته.

راقصنا ترامب وهو يحمل السيف العربى...وافتخرنا بأننا راقصنا وعلمنا زعيم العالم الرقص العربى (العرضة النجدية) غير أن ذلك كان الجانب اللين أو السوفت من الدلع أما الدلع كله فكان فكان بحمله فوق رؤوسنا وعودة ترامب محملا بعطايا عربية سخية كعربون محبة بلغت قرابة النصف تريليون دولار..

بإختصار فرحتنا بترامب وزيارته التاريخية لديارنا جعلتنا كعرب نغتسل ونتطهر ونتعطر ونقول لترامب هيت لك أيها الزعيم أيها الحبيب افعل بنا ما تشاء.

وجد ترامب كل أسباب ومعطيات الدلع التى تدعوه لممارسة الدلع ومن ثم وجد الأبواب مفتوحة لممارسة هوايته المفضلة فى التحرش...تحرش بالعالم كله....وتحرش بالقانون الدولى وتحرش بالأمة الإسلامية والأمة العربية...وتحرش بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وتمادى فى تحرشه حتى وصل إلى هتك عرضنا أو بالاحرى أقدس مقدساتنا...

راهن على حلمنا وراهن على ضعفنا وراهن على أن حماقته ستمرض وتعجز كل من يحاول أن يداويها.. وحتى بعد ان وجهت الجمعية العامة للأمم المتحدة صفعة قوية لترامب ومندوبته في المنظمة الدولية ما زال ترامب يمارس الدلع باستمتاع المتغطرس وبعنفوان الثور الهائج وبفخر الحاصل على لقب كبير المتحرشين فى العالم.