07 - 05 - 2025

أنين الوطن

أنين الوطن

ليت كل السفلة والفوضويين والأنانيين والانتهازيين يدركون حقيقة التضحية التي روت تراب مصر بكل دماء طاهرة عطرة من أبناء بررة عاشوا لأجل مصر قاصدين عزتها وكرامتها، وضحوا من أجل نصرتها لكنهم لم يعلموا أن دماءهم سوف يرخصها الجهلة الظالمون الذين يدعون أنهم أكابر مصر وقدوتها وهم قدوة زائفة مضلة.

فلقد أضاعت القدوة من مجتمعنا المصري وأضاعت أحلام الصغار وجعلت طالب العلم أول ما يتعلمه هو الجهل... وجعلت النساء تتلفت إحداهن يمينًا وشمالا كلما خطت قدماها الطريق رعبًا لعدم الأمان. وعجلت بكهولة الرجال وتخلى المسئول عن مسئوليته حبًّا في الأنانية بسفالة لئيمة متناسيًا كل التضحيات من أجله وكأن لسان حالة يقول أنا ومن ورائى الطوفان.

فحقًّا أن الذين يستحيون قد ماتوا فبقى الظالمون والكاشفون لوجوه مثلجة. وجوه تدعى مصلحة للوطن وهى تتستر وراء جبن قبيح نتن تفوح رائحته ولولا رائحة الدماء الطاهرة باقية تلوح في أفق الوطن لاختنق المواطنون موتًا. وجوه دمرت الحياة السياسية وكان لزامًا عليها أن تلزم جحورها كالفئران ولكنها خرجت كالثعابين الزاحفة وكالغربان والحدءات الخاطفة والذئاب المفترسة.

وجوه كرست أموال الوطن خلسة واختلاسًا وادعت إعطاءه الصدقة والمعونة. وجوه كبرت ودقت يدها الأجراس وأفعالها تدين بدين فرعون وهامان.

وجوه قبيحة كثيرة امتلأت مصر أنينًا منها.

ولا زالت مصر تئن من الفاشلين الذين فشلوا فى كل شيء فلم يعوا تحمل المسئولية بعدما أعطتهم مصر كل ما يحتاجونه و ما يطلبونه لتجدهم رجالا أقوياء يحملون صغارها إلى بر الأمان ويحنون على كهولها ونسائها وأراملها وأيتامها. ويروون أراضيها ويغرسون شجرها ويبنون المصانع ليحركوا عجلة الإنتاج ولكنهم اختلسوا كل شيء وباعوا كل شيء بلا شيء.

باعوا الأمانة وتخلوا عن المسئولية وعاشوا حياة الملوك المترفين الظالمين فقتلوا الجنين في بطن أمه. وكسروا عكازات المسنين وألقوهم في الطرقات وطردوا العاملين الكادحين لبلاد غريبة واغتصبوا الفتيات وأكلوا حقوق الأرامل واليتامى وأطعموهم من جيف المزابل

واقتلعوا الأخضر وأحرقوا اليابس وأفنوه وجعلوا شبابها وشاباتها من الفقر يلجئون ويلجأن للفاحشة وأخرجوا العائلة من مسكنها وبنوا قصورًا يرتعون فيها بكلابهم الأجنبية.

حتى الكلاب والقطط في شوارع الوطن جعلوها تلهث في الطرقات عطشًا وجوعًا.

فهلا يفيق ويتنحى هؤلاء الفاشلون في كل شيء يسيطرون عليه بحجة المسئولية تجاه مصر وهم مستترون وراء سلطة قلم أو سلاح أو عباءة شيخ أو قسيس وليتركوا الوهم الذي يعيشون فيه أنه لولاهم لضاعت مصر. فالحق والحق يُقال كل هؤلاء طامعون مدمرون عابثون منافقون. فحديثهم كذب وخداع ووعودهم إخلاف وتوليهم الأمور خيانة. إن مصر تنادي بل تصرخ استغاثة بأبنائها الشرفاء أن ينتبهوا ويتحدوا لمحاربة كل هؤلاء الفاسدين ويقتلعوا الشوك الباقي من جذوره وألا ينسوا دماء ذكية طاهرة ضحت من أجل الوطن وألبسته رداءً أبيض ناصعًا غير متسخ.

مقالات اخرى للكاتب

صرخة صاحبة الجلالة