رامي الحضري
اتفق خبراء عالميون على أن تفعيل مجال التعديل الوراثي سيوفر في المستقبل امكانات هائلة للتعافي من الأمراض المزمنة والوراثية التي تصيب ملايين البشر بما يضمن استدامة العنصر البشري وتحقيق حياة أفضل للأجيال القادمة.
استعرض أعضاء مجلس "مستقبل المعززات البشرية" ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع منتدى "دافوس" الإقتصادي تطورات البحث العلمي والمساعي الدولية في هذا الشأن.
وناقش المجلس تأثير التطورات في مجال المعززات البشرية والتعديل الوراثي على مستقبل الصناعات والمجتمع، وتطبيقات وممارسات التعديل الوراثي ابتداء من تقنية "كريسبر كاس 9" المرنة التي يمكن تطبيقها على شتى الأحياء من الفيروسات إلى البشر، وتقرير الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الوطنية للطب تحت عنوان "تعديل الجينيوم البشري: العلوم والأخلاقيات والحوكمة".
واستشرف المجلس التحديات والفرص المستقبلية المتوقعة من تطبيق التعديل الوراثي للحمض النووي، والمبادىء الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها في تشكيل قوانين وتشريعات متخصصة ترصد حدود التطبيقات ومجالاتها وتأخذ بمختلف الاعتبارات الدينية والعلمية في إطار أخلاقي يناسب المجتمعات البشرية على اختلافها وتطورات الثورة الصناعية الرابعة.
وتشمل المبادىء السبعة الأساسية لحوكمة تعديل الجينيوم تعزيز رفاه البشرية، الشفافية، تقديم العناية، ترسيخ الممارسات العلمية المسؤولة المتوافقة مع الأعراف الدولية والمهنية المتبعة في جميع مراحل الأبحاث، احترام الخصوصية ومركزية القرار للأفراد، تطبيق العدالة في توزيع الفوائد والمخاطر على الحالات المماثلة، وتحقيق التعاون الدولي لتعزيز النتائج المرجوة من المساعي العلمية والتنظيمية.
وركز الخبراء على أهمية دراسة نتائج تطبيقات وتكنولوجيا تعديل الجينيوم البشري خلال مراحل تطورها المختلفة لما لها من أثر طويل الأمد تتسبب في تغيير المصير الوراثي للأسر سلباً أو إيجاباً بحيث يكون هنالك تطبيقات محدودة تمنع الأمراض الوراثية بينما قد يترافق مع ذلك من تأثيرات غير مقصودة تؤدي إلى اعتلالات وراثية جديدة.