لأنى فقرى أبا عن جد .. فلن أحدثك عن الناس اللى ولا أنا ولا أنت منهم ؛ من عينة السكان المحتملين للعاصمة الأدارية الجديدة اللى تمن المتر فيها يقارب العشرة الاف جنيه ؛ ولاعن ملاك المليون ونص المليون فدان اللى لسه فى علم الغيب ؛ ولا عن تجار تقفيصة السمك فى برك القناة ولا فى كفر الشيخ وما يستجد ؛ ولا عن تجار الأراضى اللى عمالين يبيعوا فيها عمال على بطال فى طول مصر وعرضها ؛ ولا عن أصحاب الشقق ولا الفيلات ولاالشاليهات المحظوظين فى العلمين الجديدة ولا فى هضبة الجلالة وأخواتهما ؛ ولا عن مصر اللى كانت مفروض تبقى قد الدنيا من قيمة قول كام سنة ولا..شهر ؛ رغم ماتعانيه من عقود طويلة ولسه ؛ من تخلف فى التعليم والصحة والسكن والعمل وحقوق اللى لامؤاخذة الأنسان ؟!
ولكننى سأحدثك بكلام يفهمه الناس اللى قد حالها واللى زيى وزيك .عن تفاهات الحياة العادية خد عندك مثلا وليس حصرا .. مصاريف فواتير المية والكهربا والغاز والمواصلات من نقل عام لميكروباص لمترو أنفاق ؛ وماتنساش مصاريف العيال وأم العيال والواد ده بردان وأخوه التانى عنده حرارة ؛ وأختهم الصغيرة عاوزة درس فى الكيميا عشان مابتفهمش حاجة من مدرس الفصل . وخد عندك كمان وماتنساش تمن كيلو اللحمة المستوردة وارد البرازيل ولا حتى السودان ؛ وورك وقوانص الفرخة والذى منه ؛ وماتنساش كمان بهدلة اللى يسوى واللى مايسواش فى أنتظار المرتب مع مطلع كل شهر ؛ وكفاكم الله وكفانا شر مد الأيد والحوجة لطوب الأرض ؛ اللى هو كمان طافح القوتة .
لن أحدثك عن ناس أنا وأنت مش منهم ؛ وبنتفرج عليهم بس فى برامج التوك شو على الفضائيات والحياة بقى لونها بمبى ؟! لن أنكد عليك وأسود الحياة فى وشك ووشى . ولكنى سأطلب منك أن تفعل مثلى وتخليها عليك المرة دى ومعلهش المرات اللى جاية كمان ؛ وأن يعوض الله علينا وعليك عوض الصابرين ؛ وأن تعمل بالمثل المصرى اللى ماشى زى السكينة فى الزبدة اليومين دولم ؛ واللى بيقولك : خليك زى الألف . وأمش فى حالك . ولاتبص يمينك . ولا تلتفت لشمالك ؟!
