قال الدكتور عبدالهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الأمة الإسلامية تمر بأحداث ومتغيرات غاية في الدقة والخطورة، وبدأت في معالجة آثار الدمار والخراب والفتن واختلال أنظمة الحياة، حتى فاجأتها فتنة جديدة.
وأضاف "القصبي"، في كلمته خلال احتفالية مشيخة الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد، في مقر المشيخة بالحسين، عقب صلاة العشاء اليوم، أن هذه الفتنة تولي رؤوسها تنظيمًا يسمى "داعش" ينتمي إلى "التمسلف الجهادي"، أخذ على عاتقه تشويه الدين الحنيف وتمزيق أمة المسلمين، ونشر الخوف والعنف والإرهاب والقتل، وسفك الدماء في ربوع البلاد العربية والإسلامية، باسم "الخلافة" مقدمًا لخصوم الأمة والمتربصين بها أقوى الأسباب والحجج لغزوها ومحاصرتها فكريًا وحضاريًا.
وتساءل "القصبي" عن الذي يقف خلف تنظيم "داعش" ويدعمه ويجهزه وتسبب في صعوده فجأة عقب استعادة الأمة لوعيها في الثلاثين من يونيو، وسقوط أكذوبة الإسلام السياسي من ناحية، وسقوط سماسرة الفوضى الخلاقة، وعملاء الاندماج والعولمة من ناحية أخرى، حسب قوله.
وتابع: "ثم إننا نتساءل من وراء المد الشيعي السياسي الذي يستخدم أشخاصًا وصحفًا وكتبًا وأموالًا، إمعانًا في تقسيم الأمة وإحداث الفتن فيها، وعلى الجانب الآخر نتساءل أيضًا من وراء نشر تيارات الإلحاد والعلمانية، والانفلات بين الشباب في الجامعات والمدارس والنوادي، ومن وراء هذا الانحلال والفجور والإباحية في بعض وسائل الإعلام"، مضيفًا: "وفي نفس التوقيت نتابع حملات هجوم وتطاول ممنهجة على الأزهر وعلمائه ومؤسساته ومناهجه المختلفة، فضلًا عن التصوف ومؤسساته ورجاله".
وأكد أن في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من الدروس والعبر التي تضيء الطريق وتبعث الآمال للتحدي والتصدي لتلك المخاطر التي تواجه الأمة، ومنها أهم درس للهجرة وهو الانتماء للوطن.