أسدل اليوم الستار رسميا على 13 عاما من الحرب الغربية في أفغانستان ، لمقاتلة تنظيم القاعدة والمتطرفين الإسلاميين الذين فجروا برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 ، لكن هذه الحرب لم تنجح إلا في نقل التطرف الإسلامي إلى دول عديدة بينها ليبيا وسوريا والعراق واليمن ، بعد ان كان محاصرا في حمى حركة طالبان .
وأنهت آخر وحدات مشاة البحرية الاميركية والقوات البريطانية عملياتها رسميا في أفغانستان اليوم (الاحد)، واستعدادا للانسحاب التام من البلاد سلمت آخر قاعدة عسكرية كبيرة للجيش الأفغاني. وأنزلت الاعلام الاميركية والبريطانية وأزيلت اليوم للمرة الاخيرة في المقر الاقليمي للقوات الدولية بعد 13 عاما من الاطاحة بحركة طالبان في أفغانستان، في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
ولم يعلن عن توقيت انسحاب الجنود من القاعدة في اقليم هلمند الاستراتيجي لأسباب أمنية.
وقاعدة كامب ليذرنيك هي أكبر قاعدة أميركية يتسلمها الأفغان فيما ينهي الائتلاف مهمته القتالية في البلاد ليتولى الجيش والشرطة الافغانيان معظم مهام القتال ضد تمرد حركة طالبان. وسلمت القوات البريطانية السيطرة على قاعدة كامب باسشون المجاورة في نفس الوقت.
وتحولت قاعدة القوات الاقليمية المشتركة التي كانت تضم 40 ألف جندي اليوم الى مدينة أشباح شديدة التحصين. وقال الكابتن ريان ستينبرغ من قوات مشاة البحرية الاميركية "أصبحت خاوية الآن.. عندما وصلت هنا كانت لا تزال تعج بالحركة وكانت هناك الكثير من الخدمات والاشخاص". وتشرف القوة التي ينتمي لها ستينبرغ على المراقبة والأمن بغرض الانسحاب وسيكون أفرادها من أواخر من يغادرون أفغانستان.
وقال مسؤولون ان أحدث التقديرات الرسمية تشير الى أن عدد القوات الدولية المشتركة في القاعدة كان 4500 وان هذا العدد سيرحل قريبا. وبعد الانسحاب ستتحول القاعدة التي تبلغ مساحتها 6500 فدان الى مقر للقوة 215 التابعة للجيش الوطني الافغاني، ولن يكون هناك وجود أجنبي تقريبا في هلمند. وأثارت المعارك مخاوف بشأن قدرة القوات الافغانية على التصدي لطالبان دون دعم استخباراتي وجوي على الارض من الولايات المتحدة وحلفائها.
ويقول مسؤولون في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، ان القوات الافغانية صمدت خلال موسم القتال هذا الصيف ولم تخسر أي أراض مهمة. وقال البريجادير جنرال دانييل يو قائد القوة الاقليمية في جنوب غربي البلاد عن القوات الافغانية "أنا متفائل بحذر بأنهم سيستطيعون المواصلة بأنفسهم".
غير أن هناك ساحات أخرى انتقل اليها المقاتلون الإسلاميون ، حيث توزعوا على دول الربيع العربي ، مجهضين ثوراتها الشعبية ومحولين تلك البلدان إلى ساحات للدم والعنف وعدم الاستقرار.