12 - 05 - 2025

20 مليار جنيه معرضة للإهدار بمنجم السكري بسبب الروتين والتجاهل

20 مليار جنيه معرضة للإهدار بمنجم السكري بسبب الروتين والتجاهل

رغم تشجيع الحكومة والدولة على الاستثمار، إلا أن هناك ما يقرب من 20 مليار جنيه استثمارات معرضة للإهدار بسبب الروتين والتجاهل الحكومي، حيث حاول العاملون بمشروع منجم السكري - أول منجم للذهب في مصر - الحصول على موافقات من الدولة لزيادة نسبة نترات الأمونيوم المستخدمة في المنجم، حفاظـًا على تلك الاستثمارات ولكن دون جدوى.

وتقدم المهندس سامي الراجحي رئيس شركة سنتامين مصر، منجم السكري، بطلب رسمي إلى الجهات المعنية منذ ما يقرب من 37 شهرًا، ورغم السلامة والجودة المطلوبة، والحصول على موافقات ثلاث وزراء بترول سابقين إلا أنه حتى الآن الالتزام بتنفيذ اشتراطات لم يصدر التصريح بزيادة النسبة، كما قدموا الطلب مجددًا لوزير البترول الحالي المهندس شريف إسماعيل وإلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب دون جدوى أيضًا.

وكانت الشركة قد طلبت زيادة النسبة إلى 40 طن في عام 2011، ولكن احتياجات المنجم الآن أصبحت ضعف هذه الكمية، كما هو موضح في خطة الإنتاج المقدمة للمسئولين في الحكومة قبل بدء الإنتاج في 2009، ورغم ذلك مازالت الشركة تستخدم 18 طن فقط.

من جانبه، قال محمود ياسين عبادي خبير الاقتصاد وأسواق المال، إن هذا المشروع يضخ في الاقتصاد المصرى نحو 20 مليار جنيه مصرى في شكل استثمارات أجنبية، وضرائب وجمارك، إضافة إلى أجور العاملين وخدمات أخرى.

أضاف، عبادي في تصريحات خاصة لـ"المشهد": أنه كلما نجح القائمون على المشروع فى التغلب على إحدى المشكلات توضع في طريقهم واحدة أخرى، وكأن هناك من يريد لهم أن يرحلوا، لافتـًا إلى أن الشركة تستخدم يوميـًا 18 طن من مادة نترات الأمونيوم والتي تحصل عليها محليـًا من مصنع كيما في مدينة أسوان.

استكمل حديثه، قائلاً: إنه نظرًا للتوسعات والمعدات الحديثة التي تم تركيبها تقدموا بطلب لزيادة الكمية إلى 40 طن حتى يستمر الإنتاج بالمعدل المقترح، مؤكدًا أن القائمين على المشروع استجابوا لكل احتياطات الأمن والسلامة وكل ما طلب منهم من موافقات السلطات المحلية.

قال: وفي شهر نوفمبر 2011 تقدمت الشركة وبعد مرور سنه تقريبـًا طلب منهم موافقة وزير البترول حينذاك، وبعد أن حصلوا عليها، حدث تغيير لمجموعة من الوزراء وأفتى أحد المستشارين بإرجاء الطلب بحجه أن الشركة لها قضيه تنظر أمام القضاء.

تابع عبادي لـ"المشهد": وفي مجلس الدولة أشار أحد المستشارين إلى أنه من حق الشركة الحصول على المادة بالزيادة المتوقعة، موضحـًا أنه حتى الاَن الموضوع بلا رد منذ حوالي 75 يومـًا، مما يكبد الشركة خسائر تقارب مليون دولار بسبب البيروقراطية وبعض معدومي الضمير.

لافت إلى أن مادة نترات الأمونيوم يستخدمها المزارعون كسماد للأرض وأحيانـًا تباع فى السوق السوداء.

ووجه عبادي استغاثه عاجلة إلى رئيس الوزراء باتخاذ موقف منصف بما يضمن حصول الدولة على حقها وكذلك حصول المستثمر على ما يريد لتنمية مشروعه بما يعود بالنفع على أبناء محافظة البحر الأحمر وعلى اقتصاد الدولة بالعملة الصعبة، مؤكدًا أن هذا المشروع سيعمل على حل جزء ولو بسيط في معضلة البطالة، مؤكدًا أن هذا الأمر يدخل تحت توجه الدولة نحو تنشيط وتشجيع الاستثمار والمستثمرين لإنشاء وتوسعة مشروعاتهم بمصر.

ومنجم السكري يقع في منطقة جبل السكري على مسافة 30 كيلو متر جنوب مدينة مرسى علم تحت رمال الصحراء الشرقية، ويعمل بنظام المنجم المكشوف السطحي وتحت الأرض، ويعمل به 4500 فرد.