شهدت ليبيا محطات عدّة بعد أن انتهى حكم الرئيس السابق معمر القذافي في ليبيا في تشرين الأوّل (أكتوبر) في العام 2011 بعد ثورة شعبية أعقبها نزاع مسلح في بلد لا يزال منقسماً.
فبعد إطاحة القذافي، أعلن المجلس "الوطني الانتقالي" في 23 (أكتوبر) في عام 2011 "تحرّر ليبيا الكامل" ، بعد نزاع استمر ثمانية أشهر مسفراً عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص. وانتهت عملية "الحامي الموحد" الجوية الّتي أجراها حلف "شمال الأطلسي" (ناتو) التي اطلقت في نهاية شهر (مارس).
لكن بعد عام ظلّت أعمال العنف مستمرّة، وقُتل أكثر من مئتي شخص في أعمال عنف قبلية، إذ طردت السلطات في يوم 8 أيار(مايو) في العام 2012، ثواراً سابقين هاجموا مقر الحكومة، وبعد أقلّ من ثلاثة أشهر هاجمت إحدى الميليشيات مطار العاصمة طرابلس.
وبعد بضعة أيّام من هذه الحادثة، توجّه الليبيون في (يوليو) إلى صناديق الاقتراع للمرة الأولى لانتخاب مجلس تأسيسي.
ونتج عن هذه الانتخابات تحالف سمي "تحالف القوى الوطنية" بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل على 39 مقعداً من أصل ثمانين في المجلس وحصل حزب "العدالة والبناء" المنبثق عن جماعة "الإخوان المسلمين" على 17 مقعداً فقط، بينما حصد المستقلين 120 مقعداً.
ثمّ سلّم "المؤتمر الوطني" في 8 (أغسطس) السلطات إلى المجلس التأسيسي المنبثق عن هذه الانتخابات، وعين محمد المقريف رئيساً للمؤتمر الوطني العام.
وبعد أقلّ من شهر، شنّ هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين كان من بينهم السفير كريس ستيفنز.
وفي 23 يوم من شهر (سبتمبر)، أعلنت السلطات حلّ جميع الميليشيات والمجموعات المسلحة غير المنضوية تحت سلطة الدولة، وذلك غداة انتفاضة دامية لسكان شرق بنغازي على الميليشيات الإسلامية.
وبعد مرور عام، بدأ حراس المنشآت النفطية في المرافئ النفطية شرق البلاد في نهاية شهر (يونيو)، حصار هذه المواقع، ما عرقل تصدير النفط، لكن في يوم 14 من شهر (يوليو) أعلنت الحكومة أنها استعادت آخر مرفأين محاصرين واستؤنف التصدير عبرهما.
وفي (مارس) من العام الجاري اقتحم عشرات المتظاهرين مقر "المؤتمر الوطني العام" في طرابلس واعتدوا على النواب، بعد أن أثار المؤتمر استياءً كبيراً بقراره تمديد ولايته عشرة شهر إضافية بعد أن كان يفترض أن تنتهي في ( فبراير).
و بدأ اللواء المنشق خليفة حفتر في (مايو) في العام 2014 حملة ضد الإسلاميين تحمل اسم "الكرامة" في شرق ليبيا، حيث تستهدف هذه الهجمات قوات الأمن والمصالح الغربية. وقدّمت السلطة دعماً لحفتر بعد اتهامه بـ"محاولة الانقلاب" عليها.
وتمّ انتخاب برلمان جديد في 25 ( يونيو) ليتولى المهام بدلاً من المؤتمر الوطني العام.
وفي نهاية شهر (أغسطس) الماضي، وبعد أسابيع من المعارك الضارية، طردت قوات "فجر ليبيا" من مدينة مصراتة،التحالف الذي يضم ميليشيات إسلامية كما طردت من العاصمة طرابلس "كتائب الزنتان" الموالية للحكومة. واستولت على طرابلس وأقامت حكومة موازية فيها.
منذ ذلك الحين، انتقلت حكومة عبد الله الثني، التي يعترف بها المجتمع الدولي، والبرلمان الجديد إلى شرق البلاد التي بات فيها حكومتان وبرلمانان.
ويوم السبت الماضي، أعلن رئيس الحكومة عبد الله الثني أنّ العمليات العسكرية لمكافحة المليشيات "الخارجة عن القانون" أصبحت تحت قيادة السلطات المعترف بها دولياً.
بدأت عملية جديدة "لمكافحة الارهاب" بقيادة خليفة حفتر في بنغازي، وشنت "كتائب الزنتان" هجوماً مضاداً في جبال غرب ليبيا من أجل الزحف إلى العاصمة.