05 - 05 - 2025

حكم العلاقة الزوجية إذا سب الزوج الدين أو سب الله تعالى أو الرسول

حكم العلاقة الزوجية إذا سب الزوج الدين أو سب الله تعالى أو الرسول

السؤال:
عندي سؤال يتعلق بواقع مجتمعنا الذي نعيش فيه، وغيره من المجتمعات، وهو: أن هناك مصيبة كبيرة، وهي: سب الإله، والدين، والرسول -صلى الله عليه وسلم-، والمصيبة أن رجالًا متزوجين يسبون، ولا يلقون لذلك اهتماما، إلا صاحب الفطنة الذي يندم على هذا الفعل، ويتوب، أما البعض لا يهتم، ولا يتوب. فالسؤال: هل الرجل المتزوج الذي يسب الدين، أو الإله، أو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم يتب بسبب عدم اهتمامه بذلك، تحرم عليه زوجته، ويعتبر الأولاد الذين أنجبوهم حرام؟ لورود حديث معناه: أنه يكثر أولاد الحرام في آخر الزمان، ففسره البعض بهذه المصيبة، وهي: السب، لكن بعضهم يتوب، ويغتسل، فهل يحق له بعد التوبة مجامعة زوجته أم على زوجته العدة لفعل زوجها السب؟ وعذرًا من الإطالة، أفتونا مأجورين -إن شاء الله-.

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا ريب في أن هذا من البلاء العظيم الذي حل ببعض المجتمعات المسلمة لاستيلاء الجهل، والغفلة على الناس، نعني: ظاهرة سب الدين، أو سب الله تعالى، أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهي من الكفر بالله -عز وجل- كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 133، والفتوى رقم: 23340، والفتوى رقم: 1845. فمن اطُّلِع منه على شيء من هذه الأقوال القبيحة، والألفاظ الكفرية، فالواجب نصحه، وتخويفه بالله، وبيان عاقبة هذا الجرم العظيم.

 ولا يجوز لزوجته تمكينه من نفسها؛ لأنه مرتد، فيجب عليها مفارقته، ورفع أمره إلى القاضي الشرعي، كما بينا في الفتوى رقم: 25456، والفتوى رقم: 25611. ومن كان يعاشر زوجته بعد ردته، وهو يعتقد حلها، فأولاده منها يلحقون به، وراجع الفتوى رقم: 50680.

وننبه إلى أنه قد وردت عدة أحاديث في ولد الزنا، وكون ظهورهم من علامات الساعة، منها ما رواه أحمد، وغيره، وحسنه الألباني، عن ميمونة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا فيوشك أن يعمهم الله بعذاب".

ومن وقع في هذا الكفر ثم تاب، فله أن يجامع زوجته، ولا تلزمها العدة.

والله أعلم.