16 - 06 - 2024

بشرة خير !

بشرة خير !

إذا أردت أن تعرف هل حقا فشلت ثورة 25 يناير، وإنتهي الأمر بإنتصار الثورة المضادة ، وإنكسار الشباب أمام الدولة البوليسية القمعية ، أم العكس تماما ، وأننا في مرحلة من الإنهيار الذي يسبق السقوط المدوي لنظام مبارك ، فيكفيك لمتابعة أخبار أسبوع ، وقراءة ما بين السطور بتركيز عميق. 

–-- 

موقف رسمي لدولة بدستورها ورئيسها المشير السيسي وفي الأمم المتحدة يعتبرها ثورة عظيمة ، بل وتأكيد وزير دفاعها (الذي تجاهل 30 يونيو) أن ثورة 25 يناير بمثابة "العبور الثاني" بعد "العبور الأول" في نصر أكتوبر، ثم يأتي أحد أهم المذيعين المقربين للنظام ، ويهدد كل من يقول أنها ثورة بالضرب بالحذاء ، وعلي قفاهم!

---

بيان لجامعة مصرية بإلغاء منح الدكتوراة لباحث لأنه كتب عبارات "لا تتفق مع الرؤية السياسية لأولي الأمر والنهي" ، وتحويل المشرفين علي الرسالة للتحقيق العاجل، وتشكيل لجنة لمراجهة جميع رسائل الماجستير والدكتوراة.

ثم تهديد بفصل الطلاب والأساتذة المعارضين لنظام مبارك، وإعلان لتجنيد طلاب مخبرين علي زملائهم وأساتذتهم ، والمطالبة بإغلاق الجامعات والمدن الجامعية، وإعتقال الطلاب وقتلهم ،لأنهم "شوية شباب صايع ما إتربوش".

ثم تأتي صفحة الشرطة علي الفيسبوك لتنشر صورة أنهم دخلوا الجامعة لتربينهم بعبارة "إذا كان أبوك وأمك ما عرفوش يربوك ، يبقي إحنا هنربيك !

فينهال عليهم شباب مصر بتعليقات لاذعة حادة ، تؤكد لهم ولغيرهم أن إنكسار حالة الخوف في 25 يناير ولي بلا عودة. 

---

فشل وإنهيار شركة "فالكون" أمام غضب الطلاب ، والتي ثبت أن لها "أصلا" إسرائيليا ، بشركة بنفس الإسم والأهداف والمهام ،بل وحتي نفس الشعار ، وسبقتها بعشر سنوات.

وفي نفس اليوم إهانة متعمدة من الشباب لأحد كبار رموز النظام بصفعه وإلقاء كيس بول عليه ، فينهال سبابا وشتيمة علي الهواء لكل ماله علاقة بالثورة.

بينما السيسي يؤكد في مؤتمر إعادة إعمار غزة (في إنتقاد ضمني لحماس ودعم لمحمود عباس) ، علي ضرورة إحترام "الشرعية" !

-----

شاهد الإثبات في محكمة في قضية تخابرالإخوان  بيهرج ويزعم أن أهم أدلة إثبات المتهمين إنهم كانوا يمارسون الرياضة ويقللون الأكل والشرب، فيرد القاضي ساخرا أنهم "تخان" ، ثم يسأل الشاهد بعدها " هو البليون فيه كام صفر" ، ثم يختم الشاهد أن الإخوان هم سبب حرب العراق.

---

لكن أكثر الأخبار دلالة علي مدي "المستنقع" الذي وصلت إليه الأحداث ، الأول كان قيام مدير مدرسة "الزهور" بكفر الشيخ بتسجيل مدرسة غياب عن الحضور لتغيبها، فما كان من زوجها ملازم الشرطة "السيد سلامه" ، إلا أن قام بإقتحام المدرسة بقوة الإنتشار السريع المسلح.

الثاني إبتزاز مدرس (57 سنة) بمراودة تلميذة في الصف الثاني الثانوي عن نفسها بالإسكندرية ، وإلا بلغ عنها أنها تتظاهر وتحرض علي التظاهر ضد السيسي. ،  

---

الخبر الأخير أن أمين تنظيم الحزب الوطني "المنحل" الملياردير المشارك في إفساد الحياة السياسية "أحمد عز" إلتقي مع 230 نائبا من الحزب المنحل، لدخول الإنتخابات البرلمانية وتأسيس "”إئتلاف المستقلين" للمشاركة في الهيمنة علي البرلمان.

 ---

كلها أخبار قد توحي للوهلة الأولي بعودة الدولة البوليسية القمعية ، حتي بأهم رموز الوطني، لكنها في الحقيقة علي العكس تماما ، وبالذات مع تتويجها "بأحمد عز" الذي يعد لدي تيار 25 يناير وفعلا .. “بشرة خير".

 ##

 ##

مقالات اخرى للكاتب

بشرة خير !





اعلان