05 - 05 - 2025

داعش ..وحرب المصطلحات

داعش ..وحرب المصطلحات

يسير الإعلام العربى وراء مايصدره لنا "الصهاينة" مرددا مصطلحات  تضر بنا ،مطبقا نظرية "البغبغان"النظرية المسيطرة على إعلام حافظ مش فاهم إعلام يتصدره  اشخاص يفتقدون للحس الوطنى والكفاءة المهنية.

تسمع فغى النشرات وبرامج التوك شو ،وتقرأ فى الصحف "تنظيم الدولة الاسلامى "داعش" كيف هان عليهم سلامهم ليربطوه بوصف ارهاب اسلامنا دين الحب والتسامح والقيم الجميلة ،إسلامنا الذى يدعو الى الصفح الجميل ،كيف هان عليهم ان يربطوه بالعنف والإرهاب ومشاهد قطع الرقاب.

فاللغة حاملة الثقافة والمصطلحات اوعية تحمل المضامين ،وأدوات تحمل المعانى،والهدف ليس خافى غسيل الأدمغة وتشويه الإسلام.

صك المصطلحات وتصديرها ونشرها من خلال وسائل الاعلام  ،شكل من أشكال الحروب التى تستهدف العقول والوعى.

وقد انتبه اتحاد الصحفيين العرب لهذه الحرب وأصدر منذ سنوات دراسة قيمة تحت عنوان "حرب المصطلحات" تناولت تصحيح للمفاهيم والمصطلحا ت المتداولة فى الإعلام العربى حول الصراع العربى الإسرائيلى اشرف على الدراسة التى تستحق القراءة الكاتب الصحفى الراحل صلاح الدين حافظ-الأمين العام لاتحاد الصحفين العرب الاسبق-،حذرت الدراسة من إختراق "إسرائيل" لأجهزة الإعلام العربية بإستخدام أساليب ملتوية ووسائل إحترافية خادعة ،لكى تصل إلى المشاهد والمستمع والقارئ العربى.

وطالبت الدراسة بإعادة النظر فى المصطلحات والمفاهيم المستخدمة فى الإعلام ،وحدد محرر الدراسة احمد عبد الرحيم ثلاثة أسباب.

الأول :تحقيق الإنضباط ،والخروج من حالة فوضى المفاهيم المتسللة إلى إعلامنا بما يخالف رؤيتنا.

الثانى: لتأكيد الهوية والتمايز لمنظومة مفاهيمنا..عربية الطابع والمصدر والغايات.

الثالث:للعمل على التعامل مع المتلقى العربى بوحدات من المفاهيم قادرة إيقاظ الوعى.

تضمنت الدراسة عدد من المصطلحات المتداولة فى الإعلام العربى وتضر بقضايانا مثل "معاداة السامية" ،و"التطبيع"،و"التحدى الحضارى الإسرائيلى"،""عيد الاستقلال"يوم النكبة،"الإبادة النازية لليهود"،"أورشاليم"،مصطلح ضبط النفس الذى يصور "الكيان الصهيونى"بالضحية.

وقائمة طويلة من المصطلحات.

ونبهت الدراسة الى تعابير أخرى تنتشر فى الإعلام العربى مثل "سقط شهيدا "والصح استشهد لأن الشهيد يرتقى الى الجنة ولايسقط، استخدام " الدولة العبرية "تعبير منتشر يوحى بمحتوى ومعنى قومى فى حين ان اللغة العبرية لغة ميتة إضافة إلى أن سكان "اسرائيل"ليسوا من "العبرانيين " القدامى بل هم إما يهود عرب أو شرقيون ،وبالتالى فإن إسرائيل إما أن تسمى "الدولة الصهيونية "أو "الكيان الصهيونى".ولايحسن تسمبتها الدولة اليهودية وإلا أطلقنا على فرنسا "الدولة المسيحية.

الدراسة شارك فيها المفكر الراحل دعبد الوهاب المسيرى،والراحل دأحمد صدقى الدجانى ودحنان عشراوى،ودمشهور الحبازى،وابو السعود ابراهيم ،وفايز قنديل،ومحمد السماك ،ونعيم الطوباسى، وهى دراسة لابد ان يتم تحديثها بالمصطلحات الجديدة التى إخترقت إعلامنا وتسللت الى عقول القراء والمشاهدين

حرب المصطلحات مستمرة وقديما قال نيتشه"ان حق السيد فى إطلاق الأسماء يذهب الى مدى بعيد ..إلى حد يمكن إعتبار عمل أهل اللغة فعل سلطة صادرا عن هؤلاء الذين يهيمنون ،إن هؤلاء قالوا :كذا وكذا ،وألصقوا بموضوع وفعل ما لفظا معينا فتملكوهما".

وقد أخبرنا وحذرنا القرآن الكريم "ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه" سورة النساء أية 46

[email protected]

##
##

مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)