05 - 05 - 2025

عوض حوش صاحبك عني

عوض حوش صاحبك عني

كان المشهد مثيرا لاستغرابي عندما سمعت رئيس جامعة الأزهر وهو يدلي بتصريح لوسائل الاعلام ليلة مظاهرات الطلاب، فقد قال الرجل انه كان في طريقه الى مكتبه بالجامعة عندما سمع الطلاب يصيحون " عوض" فرجع على الفور الى بيته، خوفا من كلمة السر التي اخبرنا سيادته ان الطلاب يستخدمونها للتجمع والتظاهر فس جامعة الأزهر، موضحا ان الطلاب عندما يهتفون باسم عوض فانهم غالبا ينوون التجمع للخروج في مظاهرات كبيرة ، وتساءلت من يكون عوض هذا الذي وصفه رئيس جامعة الأزهر بانه مفجر الثورة الطلابية وكلمة سرها التي ما تكاد تذكر حتى يتم ترديدها والخروج فورا تلبية لنداءها وهل هو النداهة مثلا ، ورحت ابحث عن سر عوض الغامض لعلي اكتشفه بين صفحات الفيسبوك الخاصة بطلاب الأزهر فكان العجب العجاب.
فأحد الطلاب كتب مفسرا سر عوض بعدد من التفسيرات وهي ان والد احد الطلبة جاء ليزور ابنه في المدينة الجامعية منذ عدة سنوات ولم يستطع ان يصل اليه نتيجة كبر حجم المدينة وكان الرجل صعيدا او فلاحا وليس لديه موبايل فما كان منه الا ان أخذ ينادي على ابنه عوض بصوت مرتفع وهو يدور حول مباني المدينة الجامعية بينما تبعه عدد من الطلاب يرددون خلفه النداء على عوض لعله يجيب على ابيه المتلهف للقائه، والتفسير الثاني هي ان عوض هو احد الطلاب الشهداء من جامعة الأزهر ولكنه تفسير غير مقنع بالنسبة لي، اما التفسير الثالث الذي كتبه احد الطلاب وهو انه في احد المظاهرات والتي كانت منذ عام او عامين استطاع طلاب الأزهر ان يوقفوا زحف قوات الأمن التي داهمت الجامعة بل واستطاعوا ان يجعلونهم يهربون من أمامهم وكان الضباط والجنود وقت هروبهم يصيحون اجري يا عوض بسرعة يا عوض حاسب واحد وراك يا عوض ونتيجة لذلك أصبح عوض هو كلمة السر في مظاهرات جامعة الأزهر .
وبينما كنت ابحث عن سر كلمة عوض تحدثت مع احد الطلاب وكان الحديث حول عوض وسهر الباتع والذي حير رجال الأمن وجعل رئيس الجامعة يهرب بجلده قبل ان يقع أسيرا في أيدي الطلبة الثائرين فإذا به يقول ان عوض احق بأغنية هيفاء وهبي من رجب وكان يجب عليها ان تغني " عوض حوش صاحبك عني، عوض صاحبك جنني " متسائلا ماذا فعل رجب مقياسا بعوض الذي أضحى كلمة سر الثورة الطلابية ، حيث اصبح مجرد النطق باسم عوض مرعبا للمسؤولين ويجعلهم يفرون مثل " الحمر المستنفرة التي فرت من قصورة" قالها صديقي واستأذن لانه خارج .
طالب اخر اخبرني ان عوض حاضر دائماً مع الطلبة خاصة في المدينة الجامعية فعندما حدث تسم لطلاب المدينة العام الماضي كان الطلاب يطرقون على الأواني وهم يهتفون عوض عوض، وعندما كان يتم شطب الطلاب يهتفون باسمه فإذا بزملائهم يتجمعون مناصرين لهم بالخروج في مظاهرات ضخمة، وفي كل ملمة تحدث للطلبة يكون نداءهم عوض فإذا بالجميع يجيب النداء تاركا اي شيء في يده ذاهبا لنصرة زملائه ، موضحا ان عوض هو عبارة عن كل طلبة الأزهر متجمعين في شخصية واحدة، وان هذا هو سر عوض الذي غاب عن الجميع والذي اصبح يهدد عرش الأجهزة الأمنية ، وان اخر كرامات عوض هي انه استطاع ان يجعل أفراد الأمن بشركة فالكون يجرون من أمامه بملابسهم الداخلية بعد ان جعلهم يخلعون بنطلوناتهم ويتركون معداتهم رغم انهم أتوا في اليوم الاول نافشين ريشهم مبرزين عضلاتهم على الطلاب حتى انهم أقفوا الجميع في صفوف طويلة وصلت لحد باب المترو في جامعة القاهر لكن عوض كان لهم بالمرصاد في جامعة الأزهر.

##

##

مقالات اخرى للكاتب

رئيس هيئة قناة السويس يبحث مع السفير الأرجنتيني سبل تعزيز التعاون في الصناعات البحرية