05 - 05 - 2025

العنوان الأحمرِ| مأزق القاهرة وحكايتها ومعجزتها

العنوان الأحمرِ| مأزق القاهرة وحكايتها ومعجزتها

غدا يصدر العدد الثالث (748) من صحيفة القاهرة دون أخطاء إنتاج وربما يحتوي على تحقيق أو اثنين، وربما نجد بقية المواد الصحفية التي يفترض في مطبوعة صحفية أن تحتويها.. لكن كيف وقعت هذه الأخطاء مع وجود فريق الإنتاج نفسه تقريبًا منذ 747 عددًا؟

سؤال مشروع.. لكنه يقودنا إلى أسئلة أكثر مشروعية: لماذا وقعت هذه الأخطاء؟ هل هناك من يعرقل تطور الصحيفة؟

والأهم: ما الجديد الذي تقدمه القاهرة تحت قيادة سيد محمود؟

ألا تجدون (كارثة) في ألا يكون للقاهرة موقع إلكتروني؟

في هذا المناخ المليء بالأشراك والهوام والمنافقين والميليشيات والمشاديد والهلافيت، على المرء أن يختار طريقًا من اثنين، أن يصمت أو أن ينافق.. لكن للأسف ليست هذه طرقي.. ولم أطأها من قبل؛ لذلك تعالوا نتناقش بهدوء وموضوعية وعلانية.. بإيجاز: باحتراف.

عاب  المهنيون عليَّ اختيار عنوان المقال السابق، وأقروا بالأخطاء التي أعترف أن لسيد نصيب المسؤولية عنها فقط، لكنهم لم يتوغلوا بمباضعهم لرؤية الأمر كله... النص المخفي.. فالفضيحة ليست فيما ذكر فقط، بل فيما بُني عليه ما ذكر..

أين الفضيحة في عدد يصدر مثقلا بالأخطاء.. وهو العدد الثاني لرئيس تحرير هو وحده الجديد في طاقم عمل كامل؟ أين الفضيحة في مجلة تصدر 10 آلاف نسخة يباع منها ألف ويوزع ألفان اشتراكات ويرتجع سبعة (التصريح لسعد عبد الرحمن)؟ أين الفضيحة في أن يهلل المحترفون على الفيس بوك لم نجد العدد الأول وهم من قالوا كيف نحاسب سيد محمود على العدد الثاني وبصمته لم تظهر بعد؟ عند الإجابة ستجدون بعض مظاهرها.. والحق أن أسئلة أخر ستكشف الأمر لمن أراد أن يعرف:

1- كيف ولدت القاهرة (الصحيفة)؟ وما علاقة أن يكون رئيس تحريرها محالا للمعاش قبل صدورها؟ وما معنى ان يظل رئيسًا لتحريرها وقد تخطى الستين بعشر سنين أو يزيد؟

2- هل يعمل رئيس التحرير على تبويب جديد.. وبعناصر جديدة أو أنه سيعمل بالآليات نفسها.. فقط سيستثمر قدراته في الإتيان بكتاب جدد ببساطة مكياج متقن لسيدة بالغة القبح؟

لدي أسئلة أخرى، لكنني سأجيب أولا عن سؤالكم: لماذا تكتب في هذا الموضوع؟ لي مصلحة شخصية في أن يكون للقاهرة إصدارٌ جديدٌ قيم يتوجه للجمهور، ويعالج قضايا الثقافة بسلاح المواجهة لا بنور الخيال فقط...

هل تعلمون ان مكافأة المادة الصحفية – إن دفعت- أربعة وثلاثون جنيهًا.. وربما زادت لتصل إلى أربعة وسبعين جنيهًا.. فلماذا يكون لها رئيس مجلس إدارة يقترب راتبه من حاجز العشرين الألف جنيه.. وهي تطبع أصلا عشرة آلاف؟

لن أجهدكم وسآتي بما لدي: "في عهد فاروق حسني دأبت الوزارة على استقطاب المثقفين والكتاب والصحفيين باللجان والشعب والجوائز والمنح والسفريات ورئاسة تحرير الصحف والمجلات التابعة للوزارة، ولأنها عادة – ربنا يقطعها – فقد آثر التلميذ أن يسير على طريق أستاذه"

هنا المأزق: توقفت المحيط الثقافي حين مات من صنعت المجلة له ، ولولا أن الأعمار بيد الله لحدث للقاهرة الأمر نفسه.. وها نحن بعد ثورة يناير ولنا رئيس تحرير شاب متميز... فكيف سيكون الحال؟

ليتوجه محرر ثقافي إلى مبنى وزارة الثقافة ويسأل: عن أي هيئة تصدر: "الخيال"؟ من رئيس التحرير السابق لمجلة عالم الكتاب الذي قال مجاهد إنه يستبدل به محمد شعير لأنه لا يعجبه؟

هل حين وسعت مجال الرؤية تشتتم أم أن الأمر صار أكثر وضوحًا؟ لنقرب الكاميرا من الرقعة التي تدور المعركة فيها: جريدة القاهرة.

قال لي سيد: "أحمد شوف الحياة بتشتغل ازاي واحنا نشتغل" والجواب: أنه في 2004 تقرر أن تصدر طبعة خاصة بالمملكة العربية السعودية، وبناء عليه فقد تم تكوين فريق كامل ظل ينتج أعدادًا صفرية – تجاوزت الستين – وكانت النسخ ترسل لعدد كبير من المختصين والمهتمين، وفي النهاية تم الاستقرار على شكل معين وصدرت الصحيفة.. عندهم دليل إرشادي.. برامج مراجعة.. مكروهات ثابتة.

سيقولون: "هو احنا زي السعودية، احمدوا ربنا اننا مش زي سوريا والعراق" وأقول: "كان هذا سيتم لولا وجود سيد محمود؛ أما الآن فالوضع مختلف..

كيف يصدر قرار بتولي صحفي رئاسة تحرير وصدر العدد التالي باسمه بعد خمسة أيام عمل؟ لماذا لم يصدر رئيس التحرير عددًا أو اثنين أو عشرة يحملان رقم صفر (نسخ محدودة).. وتصدر الصحيفة بالموازاة حتى يتم الاستقرار على تبويب جديد؟

هل يريد الناشر أن تظل القاهرة كما هي؟ وهل يرضى سيد بذلك؟ هل هناك من يرفض تغيير التبويب؟ من مصلحة من عدم وجود صحفيين كافيين لدرجة تجعل التحرير يضطر لكتابة اسم صحفي مرة واحدة وللصحفي ستة أخبار في الصفحة نفسها – ناهيك عن المنفذين؟

هل يريد الناشر صحيفة ثقافية محترمة؟ الجواب كلمة واحدة.. هل تعرفونها؟

##

مقالات اخرى للكاتب

رسالة من مثقف مصري لصديقه الغزاوي: ارفق بنا