ما الذي تسبب بان تصل الأمور في سيناء إلى ما هى عليه الآن ...؟؟ اسمحوا لى أن اجتهد فى الإجابة عن هذا السؤال ، فى البداية ما يحدث فى سيناء ليس وليد الصدفة وإنما تراكمات منذ سنين ، والذي أوصلنا الى هذا الحال ، هو تخلينا عن قيمنا وعاداتنا الطيبة.
لقد تعرضت سيناء الى وصمة عار بعد تعذيب الأفارقة بأبشع أنواع التعذيب والتى وصلت الى اغتصاب النساء والرجال ، وما أكثر الروايات وأبشعها ، حول عمليات التعذيب للأفارقة قبل تهريبهم الى الاراضى الفلسطينية التى يحتلها الكيان الصهيوني من اجل دراهم معدودة .
ونحن أبناء القبائل بشبابها وشيوخها نشاهد ونسمع ما يحدث دون أن يكون لنا موقف موحد ضد هؤلاء الجزارين ، وأصبح هؤلاء فى غمضة عين علية القوم وسادتها والأثرياء الجدد . بالإضافة الى ظهور اناس بعد ثورة يناير يحملون السلاح ضد كل ما هو ضعيف من أبناء المحافظة ، ولم نجد من ينصر أولئك الضعفاء ، أو يدافع عنهم من أبناء القبائل وأصبح القضاء العرفي وسيلة للوصول الى مأربهم الغير شرعية .
وتم تحويل " التوثيق " بالقضاء العرفي الى سرقة بالإكراه ، بعيدا عن اى قواعد عرفية وضعها الأجداد ، وأبناء القبائل تشاهد وتسمع وتصمت صمت القبور أمام كل ما يحدث على ارض سيناء ليتحول جزاري الأفارقة الى عناصر مسلحة بفضل الأموال التي جنوها من تهريب وتعذيب الأفارقة ، ليبدأو حربا ضد الدولة وتزداد أعدادهم يوما بعد يوم مع تجاوزات قوات الأمن .
وبعد أن كانوا يتاجرون بالبشر أصبحو يدافعون عن بيت المقدس ويدافعون عن راية الإسلام ، ليس هؤلاء الرجال ممن يدافعون عن الإسلام ، إنهم فئة يبحثون عن الأموال من اى مصدر ، توقف تهريب الافارقه ، فاستغلهم الخارج بالاموال ليحاربوا الوطن وآلامه . فى ظل غياب واضح لرموز القبائل.
يا أبناء القبائل : تخاذلتم بالأمس عن الوقوف ضد الظواهر السلبية التى شهدتها سيناء وعلى رأسها تعذيب الافارقه , وكنتم مجرد متفرجين لما يحدث ، فكانت النتيجة ، رؤوس تقطع ، وتصفية جسدية لأبناء القبائل ، ومنازل تدمر ، واُسر ترحل ،وأطفالا تقصف ، ونساء ترمل.
صمتتم على ظلم البشر ، وأغمضتم عيونكم وأدرتم ظهوركم عن نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ، فحدث ما حدث ويحدث ، فلم تجدوا من ينصركم أو يدافع عنكم ، أو حتى يشعر بكم ، وأصبحتم مشتتين حائرين كالأغنام بدون راع.
عفوا : هذا ما جنته يداكم فعلينا جميعا أبناء القبائل ترتيب الأوراق والعودة الى تقاليدنا الحميدة وآن الوقت الى أن نتعلم من دروس السابق ، ونتفق ونتحد من اجل الخروج من هذه الأزمة التى ألمت بسيناء وأبنائها ، فالمعركة معركتنا جميعا هو تطهير المنطقة من الفساد والظلم والعدوان والإرهاب من اجل مستقبل أبناءنا وأحفادنا .
قد تكون معركتهم سياسية ، لكن بكل تأكيد معركتنا هى كرامة الإنسان السيناوى ورهاني عليكم أيها الأحرار من أبناء القبائل أن نعيد سيناء الى سابق عهدها ، عدونا هو الاحتلال الصهيوني ، والعادات الدخيلة على تقاليدنا الطيبة.
##