فى مثل هذا اليوم 19 أكتوبر من عام 1973 استشهد البطل العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال وهو يتصدى للقوات الإسرائيلية فى منطقة الثغرة....استشهد إبراهيم الرفاعى وهو فى قمة الشباب وابن 42 عاما قضى معظمها فى القتال بدءا من تصديه للعدوان الثلاثى فى بور سعيد ثم مشاركته فى حرب اليمن...ثم كانت الصدمة التى ساهمت فى إصابته بقرحة المعدة مع نكسة أو بالأحرى هزيمة 5 يونيو 1967 التى لم تتح فيها الفرصة للمقاتل المصرى كى يحارب....لم يستسلم الرفاعى للحزن وارتفع فوق الأم القرحة..كلف بتشكيل مجموعة قتالية تضم خيرة المقاتلين من كل وحدات الجيش وبخاصة من الصاعقة البحرية والصاعقة البرية....عبرت تلك المجموعة التى سميت 39 قتال قناة السويس مئات المرات خلال حرب الاستنزاف...هاجمت القوات الإسرائيلية فى كل أنحاء سيناء...نسفت ودمرت ولغمت واسرت...وكانت المجموعة التى كلفها الزعيم جمال عبد الناصر بالانتقام من الموقع الإسرائيلى الذى تسبب فى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض وقد كان بعد أكثر من شهر من الاستطلاع والتخطيط والبحث عن اللحظة المناسبة لمهاجمة الموقع....وصف موسى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى الرفاعى ورجاله بالاشباح الذى يضربون فى كل مكان ولا يمكن الإمساك بهم.
إبراهيم الرفاعى الذى اقترب منه اديبنا الكبير جمال الغيطاني عندما كان مراسلا عسكريا خصص له كتاب (مدد يارفاعى) يقول عنه أنه كان قليل الكلام قمة فى التواضع لا يحب الظهور ...وكان رياضيا من طراز رفيع والأهم انه كان مقاتلا بالفطرة....لم يكن الرفاعى اول شهيد فى أكتوبر ولم يكن آخر شهيد فالحديث عن كل الشهداء أمر يصعب إدراكه ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله......فمع العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر بدأ سقوط الشهداء أو بالأحرى صعودهم إلى رحاب ربهم لينضموا للأحياء يرزقون عنده ....سجلت إشارات التبليغ ويوميات القتال أن الرقيب محمد حسين محمود سعد، من قوات الاستطلاع هو أول شهيد من أبطال مصر فى حرب أكتوبر. ..
وتوضح السجلات أن البطل الطيار زكريا كمال والبطل الطيار عاطف السادات استشهدا فى الضربة الجوية الأولى بعد قيام تشكيلهما بضرب القوات الإسرائيلية فى منطقة ( أم مرجم) وقصف الطائرات الإسرائيلية فى مطار المليز...وفى يوم 10 أكتوبر استشهد البطل شفيق مترى سيدراك الذى كان يقود أحد ألوية المشاة المدرعة فى سيناء بعد أن كبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.....وفى 14 أكتوبر 1973 استشهد أحد أبرز رجال المهندسين العسكريين البطل أحمد حمدى وهو وسط رجاله يبنى ويصلح كبار العبور التى نقلت قواتنا لسيناء الحبيبة....ولحق بهؤلاء وغيرهم من الأحياء عند ربهم يرزقون البطل إبراهيم عبدالتواب يوم 19 يناير1974 بعد أن سجل ورجاله ملحمة صمود نقطة كبريت فى وجه القصف والحصار الإسرائيلى 114 يوما....وما تلك الأسماء العظيمة إلا نماذج لشهداء ضحوا بأرواحهم منهم من أتيحت لنا معرفة بطولاتهم ومنهم من لم تتح لنا معرفة حتى أسمائهم
فهل اتوقع وهل لى ان أتمنى رؤية البرامج الحوارية أو التوك شو التى ستبث مساء اليوم كلها أو حتى بعضها وهى تختفى بالشهيد البطل إبراهيم الرفاعى كنموذج لإبطال وشهداء المجموعة 39 قتال وكنموذج لإبطال وشهداء القوات المسلحة المصرية....ومن ناحيتى أقدم لمعدى تلك البرامج المقدمة التالية (مع علمى انه فى وسعهم الأفضل منها) التى كتبتها بمداد القلب:
كيف نتذكرهم ونحن لم ننساهم وكيف ننساهم وهم من وهبونا الحياة برؤوس مرفوعة ومنحونا الثقة فى أننا نستطيع قهر المستحيل وتخطي الصعب....إنهم الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون الذين احتفت بهم الأرض التى ارتوت بدمائهم الذكية واحتفت بهم السماء التى تعطرت بأرواحهم النقية.....فى مثل هذا اليوم قبل 41 عاما وبالتحديد يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973 استشهد أسد سيناء وأمير الشهداء إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال. ....تحية لروحه وأرواح كل شهدائنا الابرار......