يزعم البعض أن عثمان-رضي الله عنه-ترك تدمير أصنام بوذا، التي تم تدميرها مؤخرا في أفغانستان، وذلك زمن الفتح الإسلامي لهذه المناطق. وأنا أشعر أن هذا القول خطير؛ لما فيه من اتهام الصحابة-رضي الله عنهم-بالتقصير في موضوع التوحيد. ولكني وللأسف لم أجد من العلماء، أو الباحثين المعروفين على حد علمي من تصدى لهذا القول، الذي أحسبه بفطرتي الإسلامية أنه شبهة خطيرة، يطلقها البعض ممن لم يلج التوحيد إلى صميم قلوبهم. فأرجو منكم بيان الأمر بيانا شافيا لي، ولغيري من المسلمين حول حقيقة هذا القول، ومدى صحته من خطئه، والحكم الشرعي فيمن يروج لهذا القول إذا كان خاطئا؟
الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن أصدرنا فتوى في بيان الأدلة الشرعية الدالة على هدم الأصنام، وبيان بطلان القول بأن الصحابة-رضي الله عنهم- لم يهدموا ما كان موجودا في زمنهم في فتوحاتهم كتمثال بوذا، وأبي الهول وغيرهما، ورددنا هذه الشبهة بشيء من التفصيل بما يغني عن الإعادة هنا، والفتوى برقم: 7458 فانظرها أخي السائل، وستجد فيها ردا شافيا لتلك الشبهة.
وأما حكم من يقول بتلك الشبهة: فإن الغالب فيمن يردد تلك الشبهة، أو تنطلي عليه أنه جاهل، فينصح برفق، ولين، ويعلم، ويبين له خطأ ما يقوله وتذكر له أدلة الكتاب، والسنة الدالة على بطلان قوله، فالجهل دواؤه العلم بالكتاب، والسنة ورحم الله ابن القيم فقد قال:
والجهل داء قاتل وشفاؤه **** أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة **** وطبيبُ ذاك العالمُ الرباني
والله أعلم.