26 - 04 - 2024

الحل في وزارة الاتصالات

الحل في وزارة الاتصالات

 

وزارة .. على الرغم من الأهمية القصوى لها إلا أن أدائها يسير بنفس الوتيرة البدائية والمتواضعة، بل وربما في بعض الأحيان من سيئ لأسوأ .. هي وزارة التربية والتعليم.

نفس الروتينية في العمل متوارثة منذ عشرات السنين، هي التي تعمل على إنتاج العقول وصقل البشر، أشرفت منظومتها على تخريج العلماء والعباقرة وحائزي نوبل .. وفى نفس الوقت أفرزت عاطلين وبلطجية وفشلة.

الأخطاء والزلات لهذه الوزارة تشابه أخطاء العمليات الجراحية شديدة التعقيد، وربما تتجاوزها، فالتربية والتعليم ليس قاصراً على الدروس والمناهج، بل تمتد إلى تربية الروح وتعليم النفس، لذلك نرى الطلبة يحاولون تقليد معلميهم حتى في أدق التفاصيل إعجاباً، والطالبات تتشبهن بمدرساتهن شغفاً .. وهذا حال الغالبية العظمى لأعضاء المنظومة التعليمية، ولكن كيف يكون الوضع في حالة القدوة الغير حسنة ؟

في ثانوية هذا العام كانت الأخطاء كثيرة، تقدم 55 ألف طالب بتظلمات طالبين إعادة رصد درجاتهم، دون إعادة تصحيح الأوراق، مع العلم بأن رسوم إعادة الرصد هذه للمادة الواحدة تبلغ 100 جنيه، والمفاجأة الكبرى أن 2216 منهم ثبت بالفعل وجود أخطاء في رصد درجاتهم، فماذا نجد إذا أعدنا تصحيح الأوراق، وكم من طالب حالت ظروفه المادية وأحواله المالية دون أن تتاح له الفرصة لإعادة رصد درجاته.

هل فكر أحد من المسئولين عن تصحيح ورصد درجات الثانوية العامة أن يكون هذا مصير أحد أبنائه، يذاكر ويجتهد طول العام ثم يأتي موظف ليقضى على مستقبله بجرة قلم، ثم لا يتم سؤاله أو معاقبته سواء تم اكتشاف هذا الخطأ أم لا.

الثانوية العامة تمثل بالنسبة للكثير من الأسر مسألة حياة أو موت، ونصف درجة يحطم حلم طلاب ويحقق أحلام آخرين، وبمنتهى الصراحة فإن تصحيح أوراق الثانوية العامة بالذات من الأمور التي لا تقبل ولا تحتمل الخطأ بأي حال من الأحوال.

وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أدركت منذ زمن بعيد أننا في القرن الحادي والعشرين، وما كان يصلح قديماً ليس له مكان في زمن التكنولوجيا، لذلك نجد المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتعاون ويتفق ويوقع بروتوكولات بصورة شبه يومية مع العديد من الجهات والهيئات ووزارات الحكومة لرقمنه الأداء والمنظومة، فأين وزارة التربية والتعليم من هذا، لماذا لا يتم تطبيق نظم حديثة للتصحيح الالكتروني، وإعادة رصد الدرجات آلياً، ليس عيباً الرقى في الأداء وإتباع النظم الحديثة، ولكن العيب أن يظل الحال العتيق خوفاً من التطور ولمصلحة قلة ترفض التكنولوجيا خوفاً على ارتزاقها من معاناة كثيرين.

مقالات اخرى للكاتب

رئيس البريد المصري يستقبل نائب المدير العام لاتحاد البريد العالمي





اعلان