31 - 05 - 2025

يقتلون أنبل ما فينا ..

يقتلون أنبل ما فينا ..

ماذا تريدوننا ان نعلم ابناءنا !! هل نعلمهم الندالة والخسة ام نعلمهم الوفاء والعزة ؟ 

ماذا تريدون ان تعلموا شباب مصر !!  الخيانة والغدر ام الأمانة والعدل ؟ 

انبل ما فينا الشباب الغاضب المطالب بتحرير زملائه المقبوض عليهم في السجون منذ عام مضى بتهم ملفقة من نظام لا يعرف سوى حديث البندقية او السجن . 

انبل ما فينا شباب لم ينس زملاءه الذين قتلوا امامه منذ عام مضى ويطالب بحقهم والقصاص لهم بعد ان مر عام دون ان يقدم متهم واحد ممن قتلوا عشرات الشباب داخل الحرم الجامعي ..  

انبل ما فينا يوصف فقط هذه الايام بأنه إرهابي او إخوان او مثير للشغب ،، إنها صناعة الإعلام الأمنجي الذي لم يعد يلجأ الى التعتيم على الخبر بل تطور مؤخرا رغم ان هناك مسئولين في الاعلام ما زالوا يفضلون المدرسة القديمة في التعتيم وعدم تغطية الحدث لأنهم لم يتعلموا  درس 25 يناير عندما كان عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار وقتها ووزيره أنس الفقي يسلطون الكاميرات على النيل ويؤكدون انه لا توجد مظاهرات في مصر حتى فضحتهم الثورة تماما . 

الإعلام الأمنجي انطلق على الطلاب المتظاهرين حيث يخصص كل منهم يوميا فترة للهجوم على الطلبة والتحريض عليهم وتشجيع الداخلية في الفتك بهم واهدار دماءهم فهم ارهابيون ومثيرو شغب ويريدون هدم الدولة !!

أي دولة يتحدثون عنها الدولة ليست انتم فقط ايها المضللون ،، الدولة ليست انتم فقط ايها الكاذبون انتم فقط تمثلون السلطة أما الدولة فهي الشعب بكامل طوائفة والوانه ،، الدولة ومستقبلها هي هؤلاء الشباب الأوفياء النبلاء الأنقياء أما دولتكم فهي تخدم السلطان والسجان وتطيح بالدستور الذي  ملأتم الدنيا صراخا بأنه اعظم دساتير العالم وبعد ان اقررتموه بتدليسكم كنتم اول من تطيحون به وما اكثر انتهاكات دولتكم للدستور فهل يتيح الدستور ان يحتجز نحو 60 طالبا في مكان مجهول لأيام لا يعرف عنهم اهاليهم اي شيء ،، هل يتيح اي دستور لدولة الوحوش ان تهدر دماء الناس في الفضائيات ويكون خطاب الكراهية والتحريض هو الخطاب الرسمي للصحافة والاعلام ،، هل يتيح الدستور لكم اصدار قوانين ضد حرية الرأي والتعبير !؟

كم كان حكم قضاء مجلس الدولة قاسيا على سلطة اللاقانون واللادستور عندما رفض قانون السيسي بمنح رؤساء الجامعات الحق في فصل الأساتذة والطلبة فهذه السلطة لا تفكر فقط سوى في القمع ولا تراجع دساتير ، إن لجان التشريع في النظام الحالي تعمل تحت شعار واحد هو "" الورق ورقنا والحكومة بتاعتنا  "" 

بصراحة نظام السيسي العبقري المفكر السياسي لم يقصر في دوره مع الطلبة وقام بكل ما يمكنه ان يفعل قبل انطلاق العام الدراسي فقام بالآتي ..  

اولا - زاد من ارتفاعات اسوار الجامعة .. تفكير عميق !

ثانيا - تعاقد مع شركة أمن (فالكون ) بملايين الجنيهات بفلوس الطلبة / خطوة رائعة !

ثالثا - اصدر قوانين لتشديد العقوبات على الأساتذة وقمع اي تحرك للطلبة/ إبداع !

رابعا- اعتقلت الشرطة نحو 60 طالبا قبل يوم واحد من الدراسة / نعم التصرف !

خامسا - لم يقدم متهم واحد بقتل اي طالب منمن توفوا العام الماضي / يحيا العدل !

سادسا - رفض تنفيذ حكم المحكمة الادارية بإعادة 120 طالب مفصولين /دولة قانون ! 

سابعا - اعلن عن تجنيد طلاب ليكونوا جواسيس على زملائهم / دولة البصاصين !

النظام السيساوي يفكر فقط بالطريقة "الأمنجية " .. نظام سياسي فاهم جدا كيف يتعامل مع الشباب  !!! 

اقسم بالله العظيم ان عددا كبيرا من الشباب المتظاهرين لا علاقة لهم بالإخوان بل منهم من شارك في 30 يونيو لإسقاط نظام الإخوان . 

**كيف يمكن ان نطلب من الطلاب شباب مصر ان ينسوا الضحايا من زملائهم في العام الماضي رغم وعود الجميع لهم بالقصاص ولا انسى ابدا ما أعلنه  الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة الذي نسي كل وعوده لأنه عاجز عن مواجهة السلطة رغم انه رجل قانون ، الدكتور جابر وعد الطلاب في العام الماضي انه لن يهدأ وسوف يتابع قضية قتل الطالب محمد رضا بنفسه ولن يسكت حتى يقدم الجاني للعدالة !!

لا حول ولا قوة الا بالله ،، هل قدمت يا دكتور جابر الجاني ؟ هل ما زلت تتابع قضية مقتل محمد رضا ؟ 

هل أساسا تذكر الطالب محمد رضا شهيد كلية الهندسة ؟ 

هنا سأذكرك يا دكتور جابر يا رجل القانون بأسماء القتلى من الطلبة الذين نحتسبهم شهداء للوطن عند الله والله حسيبهم سأذكرك بقتلى جامعة القاهرة وعدد من الجامعات الأخرى كما اهدي هذه الأسماء لهؤلاء اللي " بيستعبطوا " يوميا ويسألون "هما الطلبة بيتظاهروا ليه !؟" 

ضحايا حرم جامعة القاهرة ..

مقتل الطالب بكلية الهندسة محمد رضا في 28 نوفمبر 2013 .  

** مقتل الطالب بكلية التجارة عمر أسامه  في 16 يناير 2014 . 

**مقتل الطالب بكلية دار العلوم  محمد عادل في 14 ابريل 2014 . 

ـــــــ

ضحايا حرم جامعة عين شمس .. 

مقتل الطالب بكلية التجاره عبد الرحمن يسري في 12 يناير بطلق ناري في الصدر .

مقتل الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات محمد ايمن في 14 مايو بطلق خرطوش في الرأس 

ضحايا حرم جامعة الأزهر ..   

20 نوفمبر 2013 -الطالب عبد الغني محمد حمودة الفرقة السادسة بكلية الطب مات متأثرا بطلق خرطوش في الرقبة. 

28 ديسمبر 2013 مقتل الطالب خالد محمد الحداد الفرقة الثالثة بكلية التجارة وفي نفس اليوم مقتل الطالب طلعت محمد عيسى طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة . 

30 مارس 2014 مقتل الطالب عبد اللطيف خليفة عبد اللطيف كلية الزراعة نتيجة رصاصة في الرأس ،، وفي نفس اليوم مقتل الطالب عبد الله احمد عبد الحميد الفرقة الرابعة بكلية التجارة وفي 30 مارس ايضا مقتل الطالب احمد محمد عبد الحافظ الفرقة الاولى لغات وترجمة بالمدينة الجامعية . 

وفي 8-يناير 2014 اصيب حسين حسني احمد علام الطالب بكلية الشريعة والقانون الفرقة الثالثة برصاص حي في الرأس بالمدينة الجامعية بالأزهر ومات متأثرا بالاصابة في 11-يناير . 

في 3 يونيو 2014 اصيب طه ابراهيم محمد بصل الطالب بكلية اللغات والترجمة بقنبلة غاز في رأسه فقد على إثرها البصر في العين اليمنى ثم مات متأثرا بالاصابة في 1 سبتمبر 2014 .

-- 

مقتل الطالب عمر خلاف بطلق ناري فى الرأس بجامعة الاسكندرية في 23 يناير 2014 

-- 

مقتل الطالب محمد عبد المنعم أبوالسعود بكلية دار العلوم بالمنيا في 3يناير 2014 

---

وهنا اذكر فقط من لقوا حتفهم داخل الحرم الجامعي واعتذر إن لم اذكر اسم اي طالب سقط ضحية في أي جامعة . إن دعاة النظام الجديد يريدون للطلبة ان ينسوا زملاءهم ويصبح شعارهم "الحي ابقى من الميت " كيف ننسى القتلى ونترك المجرمين كيف ننسى المدافعين عنا هل كان يجب ان ننسى شهداء مصر في نكسة 1967 ونترك اسرائيل تحتل ارضنا والله لو فعلنا ذلك لما انتصرنا في اكتوبر 1973 ،، اعرف ان هناك فارق بين ان تقتل اسرائيل وبين ان يقتل المصري مصري آخر لكنها في النهاية عملية قتل وإجرام تتطلب اتخاذ العدالة مجراها والقصاص لان في القصاص حياة كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بينما الطرمخة والسماح للقتلة والجناة ان يظلوا احرارا فهذا تهديد للمجتمع فالقاتل الذي لا يعاقب حتما سيكرر فعلته فمن أمن العقاب أساء الأدب . 

وبمناسبة انتصارات اكتوبر وشباب الجامعات هل تعلمون انه بعد هزيمة 1967 استعان قادة القوات المسلحة وعلى رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلي بخريجي الجامعات لأول مرة حيث كان يتم اعفاء اصحاب المؤهلات العليا ليتم تجنيد نحو 34 الف خريج جامعة انضموا الى جيش العبور ليساهم شباب الجامعة في النصر حيث كانوا الاقدر على التدريب واستيعاب الخطط العسكرية المتطورة انهم شباب مصر عمادها في استعادة كرامتها وارضها المحتلة مع انتصار اكتوبر 1973 .. 

انهم الشباب عماد الأمة الذين ينتصرون لنا ثم يأتي علينا زمان نحبطهم ونقتلهم بدنيا ومعنويا لتصبح مصر رقم 24 من بين 25 دولة طاردة للشباب وهو ما كشفه استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الأمريكي "بيو ريسيرش" احتلال مصر للمركز 24 بين 25 دولة ناشئة حول فرص البقاء بالوطن، والتفضيل بين بقاء الشباب داخل بلدهم أو مغادرته، بحثا عن مستقبل أفضل. 

*قبل ان اختم اكتب لكم عبارة كتبتها زميله إعلامية شاركت معنا في ثورة 25 يناير ورافقتني يوم جمعة الغضب 28 يناير الى ميدان التحرير كتبتها على صفحتها على الفيس بوك تقول فيها : " من اوجاع الحياة انك تقول لبنتك اوعى تعبرى عن رأيك مع حد من زمايلك لانه ممكن يكون مخبر ولا تثقى فى حد منهم لانها ممكن تبقى امن اسمعى ومتعلقيش ...يا ترى هل ده اللى كنا عاوزينه لولدنا حتى حرية التعبير بالكلام يتحرموا منها ؟؟؟ هو ده اللى هيجيب الاستقرار ؟؟؟ هو ده االى هيخلى بلدنا قد الدنيا انك تحرم ولاد عمرهم 17 او 18 سنة من رأيهم تحرمهم من ابسط اشكال الحرية ؟؟؟ للاسف ما يحدث هو الغباء بعينه . " 

بينما اكتب هذا المقال اتمنى الا يسقط طالب جديد قتيل في اي جامعة واتمنى ان يترك رؤساء الجامعات الطلاب ليتظاهرون في جامعاتهم في سلمية تامة دون اي تدخل كما اطالب الطلاب بعدم الخروج من الجامعة بمظاهراتهم . 

"احذروا الشباب فإنهم نار تندلع وماء ينقطع "

##

 

مقالات اخرى للكاتب

مدرسة إعلام السيسي وموسى !