06 - 06 - 2025

علاج وساوس الطهارة

علاج وساوس الطهارة

السؤال:
أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري، وفي أهم مرحلة دراسية في حياتي. منذ عدة أشهر بدأ معي الوسواس القهري في الصلاة، ثم الوضوء، وانتهيت بوسواس الاستنجاء، والطهارة، والذي سبب لي اكتئابًا عميقًا، فأصبحت أقضي قرابة الساعة في الحمام، أدخل وأعاود الدخول منذ أن قرأت فتوى تقول: دخول الماء إلى باطن الفرج ثم خروجه يعد نجسًا. فبدأت أشك في نفسي على الرغم من أني لا أغسل باطن الفرج، بل وأتجنب أن يصل الماء له، وبدأت أشك في رطوبة الفرج، وفي خروجها، فأستنجي عدة مرات بعد التبول، وأجفف فرجي بحيث لا أجد أثرًا لقطرة، ولكن عندما أقف أشعر أن فرجي مبلل، فأمسحه بمنديل، وإن وجدت قطرة أقول: إنها شيء خرج من باطن فرجي، وأعيد الاستنجاء. كذلك أفتش ملابسي عدة مرات بعد أن أخرج, ولم أعد أستطيع استخدام الشطاف اليدوي؛ لأني مهما حاولت أشعر أن الماء سيدخل. وبدأت والدتي تغضب من إسرافي في الماء، وفي المناديل الورقية التي استخدمها للتجفيف. وعندما أبدأ أجهز نفسي للصلاة يأخذ الأمر مني ساعة، وأحيانًا تفوتني الصلوات. لقد تعبت من ذلك، وأتعبت والدتي، ولقد تحسنت لفترة بسيطة ثم عدت كما كنت. أحتاج إلى حل؟ أخشى أن أزور الناس، وأخشى أن أدخل حمامًا غير حمامي, فماذا عليّ أن أفعل؟

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليكِ أن تعرضي عن الوساوس، وألا تلتفتي إليها، وألا تعيريها اهتمامًا، وانظري الفتوى رقم: 134196. ولا تطيلي المكث في محل قضاء الحاجة، بل اقضي حاجتك، ثم بادري بالاستنجاء حتى يغلب على ظنك زوال النجاسة، ولا يشترط اليقين، بل تكفي غلبة الظن، وانظري الفتوى رقم: 132194. فإذا غلب على ظنك إنقاء المحل فبادري بالقيام، ولا تلتفتي إلى أي شك يعرض لك، وإن شككت في خروج قطرة من الفرج فلا تبالي بهذا، وما تجدينه على المحل من بلل فهو: أثر الاستنجاء، وهو طاهر ما دمت قد أزلت النجاسة.

والحاصل: أن عليك مجاهدة الوساوس، ومدافعتها، وأن تتركي هذا التنطع، والتكلف في الاستنجاء، والتمسح بالمناديل، ونحو ذلك، وقد يشق عليك أمر المجاهدة في البداية، ولكنه مع العزيمة الصادقة، والإرادة الحقيقية في التخلص من هذا الداء، سيتيسر بإذن الله، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.