روت أسر ثلاثة قتلى من ضحايا أعمال العنف التي شهدتها تركيا مؤخرا، مدى صعوبة تعرفهم على جثث أبنائها، بسبب التنكيل بها، بعد قتلهم بوحشية، في ولاية ديار بكر- جنوب شرقي البلاد - التي شهدت مقتل 12 مواطناً خلال الأحداث.
وتعرض "ياسين بورو" (16)، و"حسن غوكغوز"، و"يوسف أر" (18)، و"حسين داكاك"( 19) للاعتداء، في اليوم الرابع من عيد الأضحى، بينما كانوا يوزعون لحوم الأضاحي، التي تكفلت إحدى الجمعيات الخيرية بتوزيعها للمحتاجين.
ولدى توجههم إلى حي "إسكان إفلري" تعرضوا لهجوم بالأسلحة والآلات الحادة من قبل مجموعة من المحتجين المشاركين في المظاهرات غير المرخصة، التي خرجت بذريعة الاحتجاج على هجمات داعش، ضد مدينة عين العرب (كوباني) السورية ذات الغالبية الكردية، حيث لجأوا إلى أحد المباني، وعمد المعتدون إلى رمي ثلاثة منهم من الطابق الثالث إلى الأرض، بعد الاعتداء عليهم.
وقامت المجموعة بالتنكيل بجثث "بورو" و"غوكغوز" و"داكاك"، مدّعية انتماءهم لتنظيم داعش، حيث قامت بدهس جثة بورو بسيارة، فيما هشموا رأس داكاك بالحجارة.
وذكرت"خديجة"، والدة الشاب بورو للأناضول، أنهم ذهبوا إلى المستشفى للتعرف على جثة ابنهم، لكن مسؤولي المشفى، لم يعرضوا عليهم الجثة، بسبب اعتقادهم بأنها لا يمكن أن تكون عائدة لشاب بعمر 16 عاما، وبعد يومين راجعوا المشفى مرة أخرى، حيث تعرفوا على الجثة من ملابس ابنهم و"شامة" على رجله.
أما"محمد"، والد غوكغوز، فذكر أن ابنه كان يوزع لحوم الأضاحي في العيد على اللاجئين السوريين الفارين من كوباني، والإيزيديين القادمين من العراق، مشيرا أن أنصار حزبي "المناطق الديمقراطية" و"الشعوب الديمقراطي"، ومنظمة "بي كا كا" الإرهابية انزعجوا من ذلك، واعتدوا على الشبان، قائلين "لقد جاء الداعشيون"، على حد تعبيره، مشيرا أن أسنان ابنه تهشمت، فضلا عن آثار الاعتداءات المختلفة على جسده، حيث تعرف عليه من لحيته.
بدوره أكد، أوزتكين، والد داكاك، أن ولده تعرض للقتل بسبب "ملبسه، ونمط حياته الاسلامية"، لافتا أنه وجد آثار نحو 50 طعنة سكين على ظهره، موضحا أن ما تعرض له ابنه "يفوق ممارسات داعش وظلمها".
وكان رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، أعلن في وقت سابق، حصيلة للخسائر التي خلفتها الاحتجاجات، مشيرا إلى مقتل 33 مواطنا فضلا عن شهيدين من الشرطة، وإصابة 135 شرطيًّا بجروح، وإحراق 531 سيارة شرطة، و631 سيارة مدنية، إضافة إلى تخريب 1122 مبنى؛ بينها 214 مدرسة، ومراكز تعليم القرآن الكريم، ومتاحف ومكتبات.