طيب المواطن المسلم يسمعنا الصلاة على حضرة النبي والمواطن المسيحى يمجدّ سيده ، بص يا أخى المواطن ويا اختي المواطنة ، أنا قضيت حوالي تلاتين سنة من عمرى أعيش عيشة البدو الرحل ، سكنت في العسال بشبرا شمالًا وفي أبو النمرس بالجيزة جنوبًا ، وبين ذلك مساكن كثيرة .
المهم حبيت مدينة الشيخ زايد فشددت الرحال إلي هناك ، بردو شوية هدوء على شوية شجر على شوية صحراء والميزة الأهم مفيش أيتها خناقات على ركنة العربية.
طيب فين المشكلة ؟
المشكلة في المحور أو على رأى الكاتب الدكتور محمد المخزنجي " المعور ".
المحور منذ تأسيسه وهو أغرب طريق في مجرة درب التبانة ، يصفو بدون سبب ويتعكر بدون سبب أيضًا .
أكرمنا الله في عهد حكومة الببلاوى الأخيرة وتم إغلاق احدى النزلتين الخاصة بميدان لبنان .
إيه يا عبصمد .. الدنيا زهزهت واديتنا وشها وبقي المحور عامل زى طرق العشاق في روايات عصر النهضة ( عن نفسي أنا مقرتش منهم رواية واحدة بس أهو كلام سمعته يعني ).
كنت بسمع قرآن وأغاني وأحيانًا برامج وأنا سايق ، اللى يشوفني يحسبني لورد انجليزى .. طبعًا أخى عبصمد الحلو لا يستمر في هذه الدنيا الفانية ، فجأتن ومنذ حوالي أسبوعين تكعبل المحور وعاد سيرته الأولي ، نفضل ولاد ناس لغاية قبل نزلة لبنان بحوالى تلاتة أربعة كيلو وبعدها يبدأ العذاب ، الأربعة كيلو دول ممكن ياخدوا مننا نص ساعة وإحنا محبوسين في كافة أنواع وأشكال العربيات ، وطبعًا تسوء أخلاقنا وكل واحد مننا عايز يطلع قبل التاني بأيتها طريقة ، دا غير حضرتك هجمة بائعات المناديل .. تفضل رجلك رايحة جاية من دواسة البنزين لدواسة الفرامل لغاية ما تنمل وصدرك يضيق ويومك يتعكر ، فين وفين يا عبصمد يا اخويا لغاية ما تهل بشاير الانفراجة ودا بيحصل قبل هبوطك لميدان لبنان بحوالى ميت متر .. طيب ايه سبب العكاية دى ؟ متعرفش .
لا فيه حادثة ولا فيه كمين ولا فيه أيتها حاجة قاطعة الطريق .
طيب هنفضل في الغلب دا لامتى ؟
محدش يعرف .
طيب اعزل من زايد بعد ما حبيتها ؟
طيب اروح فين وكل الطرق سواء .
طيب دولة طويلة عريضة مش قادرة تنظم مرور طريق .
بجد يا عبصمد أنا تعبت جدًا وكرهت المحور وبطلت اسمع اى شيء أو ابص على الزرع اللى تحت الطريق.
يا عبصمد انا والختمة الشريفة مواطن غلبان وبدفع كافة مستحقات الوطن .. ومش طمعان غير في شوية هدوء وإن المحور يرجع طريق بني آدمين .. كتيرة دى يا عبصمد
