16 - 06 - 2024

الرد الغربي علي .. غزوة نيويورك

الرد الغربي علي .. غزوة نيويورك

"في خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي زعم السيسي وبشكل مثير للدهشة ، أنه يبني مصر جديدة "تحترم الحقوق والحريات"، و"تضمن التعايش بين كل مواطنيها دون تمييز أو اضطهاد".

إلا أن ما لم يلحظه المشاهدون فى مصر ، هو صمت جميع الدبلوماسيين المتواجدين فى الجمعية العامة ، بينما كان الوفد المرافق له يصفق بعد انتهائه من كلمته، ولكن تهليل وسائل الإعلام المصرية للرئيس كشف عن احتكار السلطة فى حكمه ، لم يحدث فى هذا البلد منذ حكم محمد على باشا”.

"ويبدو أن السيد السيسي الذي جاء للحكم بانتخابات مزورة ، يظن أن باقي العالم لا يدري عن ذلك شيئا”.

جاءت هذه العبارات الحادة لصحيفة "نيويورك تايمز" ، كرد متعمد يحمل جوهر الموقف الغربي من كلمة السيسي أمام الأمم المتحدة ، الذي تم إيصاله بصورة من خلال عدة رسائل علنية متباينة.

الرسالة الأولي وأشدها عدائية جاءت عن طريق  مقال رأي هذا لمجلس تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأهم في أمريكا والعالم ، وبعبارات أقرب للطلقات واصفة السيسي أنه سيطر علي الحكم بعد “إنقلاب عسكري” ، تلته حملة إعتقالات للخصوم السياسيين وإخراس ناقديه ، وتشويه "الإسلاميين السلميين" وسجنهم ، وإتهامهم “ظلما” أنهم إرهابيون.

مضيفة أن مصر اليوم “أكثر قمعية” مما كانت عليه في أحلك فترات حكم المستبد المخلوع مبارك ، بقمع المظاهرات وتشديد القيود علي الإعلام وإضطهاد الصحفيين، وتشديد العقوبات بحجة مكافحة الإرهاب بينما تستخدم لحظر منظمات مدنية ديمقراطية ، وكذلك إستخدام الدبابات الأمريكية في قصف المدنيين في سيناء.

وفي معلومة خطيرة أرجعت الصحيفة تفضيل الحكومة الأمريكية الإحتفاظ بمصر كحليف حتي لو كان حكمها مستبدا أفضل من خسارتها، مقابل ضمان إحتفاظهم "بأولوية المرور" في قناة السويس وبسرعة للبحرية الأمريكية، و"حق الإستخدام المطلق" للمجال الجوي المصري.

وختمت مطالبة واشنطن بعدم القبول بما أسمته بالوحشية مقابل هذه المكاسب، و بضرورة التوقف عن تقديم المعونة العسكرية بمصر، طالما إستمر الوضع كذلك.

منظمة "هيومان رايتس ووتش" وجهت بدورها الرسالة الثانية علي لسان مديرها "كينيث روس” أن “الرئيس المصري السيسي، منشغل باتصفيق لنفسه، ويبدو أنه نسي الإنتخابات البرلمانية” ، وأضاف الموقع أن السلطات المصرية تواصل قمع الحريات الأساسية، بما فيها أحكام الإعدام الجماعية وحبس المعارضين السياسيين.

 الرسالة الثالثة عبرت عنها "للفاينانشيال تايمز" البريطانية ، وصفت فيها ماحدث أيضا بالإنقلاب تلاه حملة ملاحقة وقمع

 للإخوان المسلمين وأنصارهم ، إلا أنها أشارت إلي أن السيسي حصل علي "شرعية الأمر الواقع" ، بتأمين موقعه في الداخل والخارج ولوحظ في تغير نبرة واشنطن منذ "الإنقلاب"، رغم سجل نظامه في إنتهاكات حقوق الإنسان، مستغلا في ذلك حاجة الولايات المتحدة له في حربها ضد داعش.

والرابعة نقلتها صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، التي أكدت أن إقصاء الإخوان المسلمين من الإنتخابات البرلمانية المقبلة سيشكك في مصداقيتها، ما يفاقم الإضطرابات في البلاد.

 الرسالة الخامسة جاءت من السفير الألماني في القاهرة "هانز يورج هابر" ، والذي أكد معارضته للأحكام القضائية الجائرة مزدوجة المعايير بين محاكمات مبارك ورموز نظامه من جهة ، ومحاكمات رموز الإخوان وشباب التيار المدني، والتي لاتتوافق مع المعايير الدولية، وختم مشيرا إلي دعوة الرئيس السيسي لبرلين للقاء ميركل في بداية العام القادم ، ولكن فقط إذا تم إقامة إنتخابات برلمانية ديمقراطية في مصر.

 وختم السفير رسالته بعبارة ذات مغزي عميق قائلا: “لا تنسوا ميراث ثورة 25 يناير ، وأنها منحت مصر والمصريين مكانة عالية في ألمانيا والعالم".

##

##

مقالات اخرى للكاتب

بشرة خير !





اعلان