أجلت كل مشاريعى التصيفية التى كنت انتوى أن ايمم فيها شطر شواطئ البحر الأحمر الساحرة....كما أعطيت إجازة لاحلامى بامتلاك عدة أمتار تمكننى من الاستمتاع بالنظر للبحر الأحمر و (البلبطة) فى مياهه الصافية الشفافة. ....قلت لنفسى ولماذا تكلف نفسك مشقة الذهاب للبحر الأحمر ما دام البحر الأحمر سيأتى إليك. ....ألم يبشرك الاعلامى أحمد موسى ويبشر مصر كلها بأن المشروع القومى القادم توصيل البحر الأحمر للقاهرة....ألم يقل بكل ثقة ( خدوها منى) و (وعلى مسئوليتى) سيتم قريبا الإعلان عن المشروع القومى لتوصيل البحر الأحمر للقاهرة من العين السخنة.....ألم يعطى الاعلامى أحمد موسى تفاصيل دقيقة مثلا مياه البحر الأحمر ستسير فى قناة من العين السخنة للقاهرة بطول 90 كم وبعرض300 متر وعمق 7 أمتار. ....أليست كل هذه المعلومات على لسان إعلامى وصحفى بالأساس تجعلنى احلم بقلعة صلاح الدين وهى تشرف وتطل على مياه البحر الاحمر...وتجعلنى أحلم بأطفال وشباب الدويقة ومنشية ناصر وهم (يبلبطون)فى البحر الأحمر الذى أصبحت مياهه فى متناول أيديهم وارجلهم.....وتجعلنى أحلم باننى ساخرج من منزلى وبعد أقل من نصف ساعة أيام الزحام وربع ساعة ايام (الروقان) ساستمتع بالسباحة فى مياه البحر الاحمر وربما أكون محظوظا وتصطاد صنارتى قرش صغير أسرع به لزوجتى لتحويله إلى طاجن سمك بالبشاميل (جربوه ولن تندموا ابدا شريطة أن يكون القرش مولود حديثا )
ومنذ أن سعدت ببشارة الاعلامى أحمد موسى وانا اترقب الإعلان عن المشروع القومى لتوصيل مياه البحر الأحمر الساحرة للقاهرة الهادرة. ..اتابع الصحف واتابع الفضائيات .....مر ما يزيد على الشهر ولم أسمع كلمة واحدة عن توصيل البحر الأحمر للقاهرة...لم أسمع (لا حس ولاخبر) من أى مسئول فى الحكومة....كما اننى لاحظت أن الإعلامى أحمد موسى لم يتحدث فى هذا الموضوع ثانية....وبدأ الحزن يتسرب لنفسى فحلم القاهرة بين نهر وبحر بدأ يتبدد عندى على الأقل (انا الذى يستمد معلوماته ومشاريعه القومية ومدى ما تحققه من تقدم من الإعلاميين والاعلاميات نجوم ونجمات التوك شو خاصة ممن اشتهروا بقربهم من مراكز صنع القرار)
غير أن الحزن لعدم سماعى لا حس ولاخبر عن وصول البحر الأحمر للقاهرة تبدد قليلا مع بارقة الأمل التى لاحت لى وجعلتنى اقول لنفسى يمكنك التصييف فى القاهرة والبلبطة دون أن تحتاج للسفر للبحر الأبيض أو البحر الأحمر......سبب الامل مرورى بجوار عين الصيرة فى مصر العتيقة أو مصر القديمة...سعدت كثيرا بإصلاح الطريق الذى يصلها بشارع صلاح سالم والفسطاط وكورنيش النيل......المنظر رائع واشعة الشمس تنعكس على صفحة مياه العين ....وبعض الطيور السباحة تداعب المياه.....ومرتفعات حديقة الفسطاط بلونها الأخضر تعطى للعين المزيد من الجمال...حتى البيوت العشوائية التى بنيت على جانب العين تخيلتها مع بعض الإهتمام والالوان والإضاءة ليلا تضفي جمالا على عين الصيرة(مساحتها 30 فدانا) مثلها مثل البيوت المشرفة على بحيرة جنيف(من حقى أن احلم)
سألت نفسي لماذا لا تصبح عين الصيرة أحد مصايف القاهريين مثلما كان الحال فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى....خاصة وأن مياه عين الصيرة من المياه الطبيعية المتجددة التى تفجرت بعد زلزال كبير شهدته القاهرة عام 1926 والتى يربطها البعض كذلك بالفالق المقابل للعين فى جبل المقطم.....صدمت طبعا مجددا عندما قرأت أن مياه العين الطبيعية التى كانت للاستشفاء وعلاج العديد من الأمراض باتت ملوثة بمياه الصرف الصحى.
إصلاح ما أفسده الدهر ليس بمستحيل وإعادة مياه عين الصيرة إلى سيرتها الأولى من النقاء والصفاء ممكن.... واستغلال المنطقة سياحيا ممكن جدا....فلماذا لا نفكر فى قيام الزائرين لمجمع الاديان "جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة" بالاسترخاء لبعض الوقت على ضفاف عين الصيرة والتجول فيها بجندول أو مراكب شراعية.....ولماذا لا يتم التفكير فى بناء شاليهات على العين "ولو الكرافانات المتحركة" للاستفادة من الموقع العبقرى لعين الصيرة على مقربة من سور مجرى العيون وعلى مقربة من متحف الحضارة وكنوز مصر الإسلامية والقبطية
وحتى لو تحول مشروع توصيل البحر الأحمر للقاهرة إلى حقيقة فسيظل تطوير عين الصيرة ضرورة. ..... ألم يقولوا فى الأمثال البحر بيحب الزيادة .
##