05 - 05 - 2025

السعودية وسلفنة الازهر على الطريقة الوهابية!

السعودية وسلفنة الازهر على الطريقة الوهابية!

اعلنت المملكة العربية السعودية عن منحة سخية لترميم الجامع الازهرن وقبلت ادارة الازهر ومشيخته المنحة الكريمة وشكرت اللملكة على تقديمها، فهل تطمح السعودية في ان يصبح للوهابية مكانا في قمة شيوخ الازهر فالمنح لا تعطى اعتباطا وانما لهدف معين من المانحين، ولطالما سعت السلفية الوهابية ان يكون لها مكانتها في الجامع الازهر خاصة كلما تذكروا غزو محمد على لهم وتجريده حملتين لقمع الوهابية في بلاد الحجاز فاذا كانوا لا يستطيعون غزو مصر فانهم يستطيعون نشر الوهابية بين علمائها بعد ان انتشرت بين عدد ليس بالقليل من ابنائها وقد ابتلعها شيخ الازهر وقبل المنحة المقدمة من السعودية ومنح ملكها الدكتوراة الفخرية من الازهر.

المذهب الوهابي منتشر في كل دول الخليج وكثير من محافظات مصر وبخاصة الاسكندرية ولا ينقصه سوى بعض العلماء في الازهر لان قيادته كلهم من خارج الازهر ويتم منعهم من الخطابة بحجة انهم غير ازهريين فما الحيلة، جاءت حلية السعودية في ترميم الازهر بمنحة سخية لتستقطب شيوخه رغم ان غالبيتهم صوفيو التوجه وعلى راسهم شيخه الحالي احمد الطيب، وبعد ذلك ستجدها تقدم منحا اخرى لتطوير المناهج على الطريقة الوهابية، وتستقطب شيوخا اكثر وبالتدريج يتحول الازهر الى منصة سلفية وهابية.

ولاننا نحب الازهر بتعدديته ننبه الى هذا الخطر القادم فالأزهر، كما هو معروف، أ نشأته الدولة الفاطمية وهي تنقل عاصمتها من الشمال الإفريقي الى مصر، في عام 359هـ - 970م. أي منذ أكثر من ألف عام. وكان الغرض من إنشائه التبشير والدعوة لمذهب الدولة، الإسماعيلي الشيعي، ومع ذلك يحسب للفاطميين أنهم أقاموا الأزهر مؤسسة دينية علمية منفتحة. ذات أفق واسع، واستقر ذلك واقعا طبع مسيرته وتاريخه، ويصف الباحث الإسلامي رفعت سيد أحمد في دراسة له عن وضع الأزهر بالقول: كانت تتجاور وتتحاور بداخله المدارس الفقهية المختلفة ، وأرجع السبب الى سماح الفاطميين للمذاهب السنية الأربعة (الشافعية والمالكية والحنبلية والحنفية) بالتواجد فيه، ومحافظتهم على مسجد عمرو بن العاص، معقل الفقه السني. وتحويله الى منبر رسمي للخليفة الفاطمي في صلوات الجمع في شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وفي هذا المناخ استطاع الأزهر، كما ذكر الباحث، استقبال كبار فقهاء وعلماء السنة، أمثال أبو حامد الغزالي، الهارب من بطش السلطة العباسية. لم تطلب منه سلطات الدولة، آنذاك، تغيير أفكاره، أو منعته من بثها والتعبير عنها، وتمكن من احتضان العلماء، مثل الحسن بن الهيثم. عالم البصريات والهندسة والمكتشف العربي الفذ.

هذه النشأة جعلت من الأزهر مثابة للدين والعلم والحوار والتفاعل والاحتكاك، وحين سقطت الدولة الفاطمية كانت هذه التقاليد قد ضربت بجذورها في تربته، فاستمر دارا للمعرفة والعلم والتسامح، وفي دوره الجديد الذي نما مع انتصارات صلاح الدين على جحافل جيوش الفرنجة (الصليبية)، انتقل من مقام التسامح الديني ونشر العلم الى طور الذود عن الأوطان ومقاومة الطغيان. وكثيرا ما عبأ الناس عند الابتلاء وحشدهم لمواجهة الأعداء. واجه ظلم المماليك وانحرافاتهم، وتصد لموجات العدوان والاحتلال المستمرة. ولعب دورا مشهودا في مواجهة الحملة الفرنسية، وقاد ثورتي القاهرة الأول والثانية، حتى هُزمت القوات الغازية. وسِجل الأزهر يذخر بملاحم مقاومة الاحتلال البريطاني، وفور خروجه من مصر في 1956 عاد مرة أخر في السنة ذاتها، فكان الأزهر ملاذ عبد الناصر. يدعو من على منبره جماهير الشعب للقتال والمقاومة. وبدأ دوره في التراجع منذ منتصف السبعينات، وعلى مدى عقود بقي فيه رجال يدافعون عنه ويحولون بينه وبين السقوط، حتى تول شيخه الحالي أمر إدارته، فألقي به في هاوية ليس لها قرار.

##
##

مقالات اخرى للكاتب

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية ..