05 - 05 - 2025

إفتتاحية بلال فضل الهزلية

إفتتاحية بلال فضل الهزلية

تبدأ الحكاية عندما نشرت جريدة النيويورك تايمز مقالاً أو إفتتاحية عن السيسي، لكن لأن لغتي الانجليزية كانت ترقد في السرير بعد إصابتها بإرتشاح في الغشاء البلوري، لم أهتم وقتها بقراءة المقال أو الافتتاحية، خصوصاً أنه لا جديد تحت الشمس.

الصحف المصرية كان لها رأي آخر، فلقد إهتمت جميعها بالمقال أو الافتتاحية، أكل عيشها بقى، ولأن الصحف المصرية في الشدة شديدة وفي القوة قوية خاصة فيما يخص أمور الترجمة، تواردت الأراء هنا، جرائد مثل الوطن والمصري اليوم ركزوا وبلوروا أجزاء من المقال أو الافتتاحية، وجرائد مثل الحرية والعدالة والمصريون ركزوا وبلورا أجزاء أخرى، والأخ جوجل سقط مغشياً عليه من أسلوب الترجمة، والقصيدة تقول "عم جوجل خمنا".

لماذا إهتم كل فصيل على جزء من المقال... أو الافتتاحية، لأنه الله خلقنا مختلفين، أشخاص يعشقون لحمة الرأس، وآخرون يعشقون العكاوي، حكمة ربنا بقى... إعترضوا، وأحب أن أوجه عناية حضراتكم أني أيضاً لم أقرأ ما ترجمته الصحف المصرية لأن مرارتي عادت للسرير مرة أخرى بعد إصابتها بكسور وهشاشة عظام.

جاء بلال فضل ليقطع الشك بالحوثيين، واضعاً التاتش بتاعه معتبراً "حزلقوم" مثلاً أعلى يحتذى به، فكتب مقالاً ساخراً عن الافتتاحية الأصلية للنيويورك تايمز، إستهله بالتأكيد على أن الصحف المصرية جمعاء جمعاء جمعاء -بصوت محي إسماعيل- وقعت في الفخ الذي نصبته قوى الطابور الخامس، وترجمت المقال أو الافتتاحية بطريقة خاطئة، وتطوع هو لترجمة النص الأصلي، على أمل أن تصل الصورة واضحة لكثير من الجماهير التي تم خداعها وتضليلها.

لأنه في النهاية مقال ساخر، فلم يكتب بلابل ترجمة فعلية، بل هاجم النظام والسيسي وطوب الأرض وورق الشجر، وهذا في الحقيقة أمر عادي ولا أجد به مشكلة، "من حقه إنه يـبُـص، من حق كل مواطن إنه يـبُـص"، أنك ترى المقال تافه وسخيف كأفلامه -على عكس مسلسلاته- فهذه وجهة نظرك التي لا تنفي أن المقال يندرج تحت قائمة الأدب الساخر.

كل ما سبق عادي وطبيعي ولا توجد به مشكلة، النيويورك يمكنها نشر أي مقال مدفوع الأجر وهذا أمر أعرفه كمواطن، الصحف المصرية بعضها يعشق الطبلة والرقص والصاجات وبعضها يرتدي نظارة سمراء لا ينظر إلا من الأسفل وهذا أمر لا يرضيني كمواطن، وبلابل رغم كل شيئ... كاتب يكتب كتاباً.

المشكلة أن بعض النشتاء والمعجبين والأتباع والمتحمسين والمنادين بشرعية الزيت والسكر إعتقدوا أن مقال بلابل هو ترجمة حرفية فعلية أصلية للمقال أو إفتتاحية النيويورك تايمز، وروجوا لمقال بلابل على هذا الأساس، وهذا أمر ربما لا يهمني كمواطن، لأن كل مواطن حر في إعتقاده، لكن هذا الاعتقاد لا يرضى العقل و لا المنطق ولا يرضيك أنت كمواطن.                                                   

##

مقالات اخرى للكاتب

سفير السعودية  لدى مصر يستقبل المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي