29 - 03 - 2024

مشروع القرش ..و كيف كان يفكر "المصري" من أجل وطنه

مشروع القرش ..و كيف كان يفكر

تبنى الزعيم السياسي المصري الأستاذ أحمد حسين مع الصحفي الأستاذ فتحي رضوان "مشروع القرش" سنة 1931 ... و ذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق في ظل أزمة الكساد الإقتصادي الذي ساد العالم كله بداية من سنة 1930 ...

و يمكن النظر إلى المشروع من أكثر من زاوية ، فمن أهدافه كما قال أحمد حسين نفسه وقتها "نشر روح الصناعة الوطنية في كل مكان" كما أنه كان بداية لتطبيق الأفكار الاشتراكية التي كان يعتنقها و التي تقوم على فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه ، وتكون مملوكة له ، و هو ما عبر عنه بقوله "و لما كانت الصناعة تحتاج إلى رؤوس أموال ، لم أشأ أن تُجمع رؤوس الأموال من بضعة أفراد بل رأيت أن مما يحقق غايتها بكمالها أن يساهم الشعب مجتمعاً في إنشاء هذه الصناعات القومية ليظل حريصاً على تشجيعها فيما بعد" ...

شارك آلاف المتطوعين في كافة أنحاء مصر في "مشروع القرش" ، و حظي بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء الوفد ، كما حظي بدعم الحكومة ، حتى إن فرق الموسيقى العسكرية كانت تشارك في بعض حملات المشروع ، و تقيم لها الحفلات الغنائية ، كما شارك الشاعر الكبير أحمد شوقي في دعم المشروع بأشعاره ، و كان مما قاله عنه:

علم الآباء واهتف قائلا أيها الشعب تعاون واقتصد

إجمع القرش إلى القرش يكن لك من جمعهما مال لبد

أطلب القطن وزاول غيره واتخذ سوقا إذا السوق كسد

و كان الكثير من الطلبة في الجامعة يحملون عدداً من دفاتر المشروع ، و يذهبون بها إلى مدنهم و قراهم لجمع التبرعات ، فكانت حملة يغلفها الحماس القوي و الوطنية ، حتى بلغت حصيلة المشروع في العام الأول نحو (17) ألف جنيه ، و في العام التالي نحو (13) ألف جنيه ، و هو مبلغ ضخم جداً بمقاييس ذلك الزمن ، و كان شعار اللجنة التنفيذية للمشروع "تعاون و تضامن في سبيل الاستقلال الاقتصادي" ...

مقالات اخرى للكاتب






اعلان