لقد أعتبرت البحار على مر التاريخأحد مصادر الخير والتواصل والرخاء ، وحرصت معظم الدول والأمبراطوريات القديمة على تعظيم الأستفادة من البحر، وتطويعه وإستغلال ثرواتة ، ويكفى أن نشير أن مايقرب من 95% من حجم التجارة العالمية يتم نقلها بحراً .
يؤثر الموقع الجغرافى لمصر على قوتها فى البحر ومن ثم على تحديد مصالحها القومية بأعتبار أنها دولة ساحلية تقع فى قلب العالم وتمتلك سواحل ومساحات مائية كبيرة، حيثيتأثر الدخل القومي لمصر تأثراً مباشراً بما يتعلق بالموارد البحرية بأبعادها المختلفة ، فمن وجهة نظر الأقتصاد تعتبر البحار وما تحويه نشاطاً إنتاجياً هاماً حيث يخلق قيم أقتصادية تساعد علي زيادة الدخل القومى للدولة. ومن ثم فأن مكونات قوة مصر فى البحر تنقسم إلى العناصر الآتيه :
عناصر الثروة المرتبطة بالبحر الموارد الإقتصادية
منصات البترول والغاز– الثروة السمكية والمعدنية – السياحية البحرية - قناة السويس.
عناصر حماية الثروة المرتبطة بالبحر القوة العسكرية
( القوات البحرية ) .
عناصر إستغلال الثروةالمرتبطة بالبحر
( أسطول النقل التجارى وأسطول الصيد والسفن الخاصة بالأبحاث العلمية والمعدات البحرية التى تمكن من إستغلال الثروات الطبيعية الموجودة فى البحر )
عناصر دعم وتأمينالثروة المرتبطة بالبحر
(الموانئ البحرية – الترسانات والأحواض العائمة والجافة وورش الصيانة والإصلاح – مؤسسات إعداد الكوادر.... إلخ ) .
ويعود تاريخ مصر البحرى إلى الاف السنين إلى حتشبسوت ورحلتها الشهيره لبلاد بونت وللفرعون نخاو ذلك الفرعون المصرى الذى قام بالرحلات البحريه الطويله و تحمل أسمه أرفع جائزة تمنحها المنظمة البحريه الدوليه IMO للأنجازات المتميزه فى مجال الملاحه البحريه (ميداليه نخاو)، كذا لمحمد على باشا وجهوده التنمويه خاصة فى مجال الأهتمام بتنمية قوة مصر فى البحر، وللخديوى أسماعيل وأفتتاحه لقناة السويس وأعادة أنشاؤه للأسطول الحربى والتجارى وللعديد من الموانى والترسانات ومؤسسات أعداد الكوادر التى تعمل فى البحر.وللأحتلال البريطانى الذى عمد على تدمير قوة مصر فى البحر فألغى الأسطول الحربى وسرح رجاله كما ألغى الأسطول التجارى وأغلقت مكاتبه بالكامل فى العديد من الموانى والعواصم الأجنبيه، والتى كان يديرها مصريون. وبيعت بواخره لشركات بريطانيه وأحلوا الأجانب محل المصريين فى تسيير تلك البواخر كما ألغيت الترسانات البحريه وسرح عمالها المدربين.
ومؤخراً ....ما أفرزته نكسة1967 من تأثيراً سلبياً على قوة مصر فى البحر حيث أغلقت قناة السويس وفصلت المسطحات المائية المصرية والموانى بالبحر المتوسط عنها فى البحر الأحمر وأحتلت ابار البترول بخليج السويس ونهبت الثروات البتروليه به. كما هددت الموانى المصرية وأحتلت تلك التى فى شبه جزيرة سيناء . وبدأ الأسطول التجارى المصرى فى الضعف .
إلى أن جاءت أنتصارات أكتوبر المجيدة لتستعيد مصر بفضلها أراضيها وموانيها وأبار بترولها المحتلة وتتمكن من أعادة أفتتاح قناة السويس شريان الخير والرخاء. وتؤمن مياهها الأقتصاديه وتستغل ثرواتها الطبيعية وتطور موانيها وتبنى ترساناته البحرية وتتوسع فى إنشاء مؤسسات أعداد كوادرها التى تعمل فى البحر. وتعيد بناء وتفعيل قوتها فى البحر.
ولولا تلك الحرب وهؤلاء الرجال الشجعان الوطنيون وأرواح الشهداء ما كان هناك مشروعاً لتنمية منطقة قناة السويس الحلم المصرى العظيم الذى ينتظره العالم والذى سوف يجعل مصر تولد من جديد حاملة لحضارة أنسانيه تنمويه بيضاء تهدف لخير البشرية ، كبديل للحضارة الشرسه السوداء التى ظهرت خلال القرون الماضية والمبنية على القسوة والعنف والحروب والتدمير والدماء .
تحية واجبة لكل من شارك فى حرب أكتوبر 1973، تلك الحرب التى مكنت مصر مـــــن أستعادة وبناء قوتها فى البحر.
وتحيه للمصريين الذين يعملون من أجل بناء وتفعيل قوة مصر فى البحر، وللذين يعملون من أجل فتح أبواباً تنمويه وحضارية مصرية جديدة تهدف إلى صالح مصر ولخير البشريه.
حفظ الله مصر ورحم شهدائها وبارك فى أبنائها الأوفياء .