05 - 05 - 2025

ورد الجناين في الزنازين

ورد الجناين في الزنازين

"صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر" .. صباح الخير على يارا على دومة على سلطان ..

صباح الخير على "حراس الحرية" في مواجهة القمع ، و"الكرامة" في مواجهة الاستعباد العائد من كهوف ماقبل يناير .. صباح الخير على أبناء الميدان الذين انتقل مقرهم إلى فضاء الزنازين ، صباح الخير على مصر الأخرى التي لاتعرفها الفضائيات والصحف الملونة ، صباح الخير على طلاب العدالة الذين تضيق بهم قاعات المحاكم ولوريات السجناء .

صباح الخير على الثوار الذين لم تلوثهم الأطماع ، ولا مراكز التمويل ، ولا الأطماع المشبوهة لجماعات في ركوب دابة الثورة ، صباح الخير على من أشرقت في أرواحهم شمس الوطن وحده ، فارتضوا أن يكونوا حاضرين وملء السمع والبصر في صبح الوطن وليلة . على ضوء شمسه ونور قمره ، في الانتصارات والمحن ، في الزنازين وساحات الحرية .                       

صباح الخير على من يهتف باسمك يا بلدي طاهرا من الدنس والغواية ، من المصلحة الشخصية والرغبة في النجومية ، ممن يجعل كل حركاته وسكناته خالصا لوجه الله ولوجه الوطن . صباح الخير على من يواجه الإرهاب بكافة أشكاله وصنوفه ، ويواجه الاستبداد وعسف السلطة وبشاعة القوانين المطرزة خصيصا لقتل روح الثورة ووأد التغيير.

صباح الخير على كل من عاهد نفسه ألا ينسحق أمام الفساد ، وان يجهر بكل ما يطمئن إليه ضميره الوطني ، لا يرهب شيئا ولا يرغب في شيء.

لا نريد إلا وطنا نحيا فيه بعز يوازي عزه ، نرفع فيه رأسنا ، تصان فيه كرامتنا ، يحس الحاكم فيه أنه خادم لسيده الشعب ، ممتثل لأمره ، يحس بأوجاعه ، ويداوي جراحه . حاكم يكون حارسا للعدالة وحارسا للحرية وحارسا للكرامة وحارسا للتقدم ، حينها سيغنيه ذلك عن كل الحراس ، نريد حاكما حاشيته الناس وليس المتسلقين وأصحاب المصالح.

ماذا لو احاط السيسي نفسه بطلاب الحرية ، فأمر بمراجعة أوضاع المعتقلين ، وإطلاق سراح من لا يواجه تهما حقيقية ، ماذا لو تخلص من جوقة الإعلاميين التي تشارك في التزييف والخداع وقلب الحقائق وقرب الصادقين الذين لا تشغلهم النجومية والمصالح الشخصية عن مصلحة الوطن العليا ، ماذا لو أمر بمراجعة كل القوانين الصادرة في الشهور الأخيرة لجعلها متسقة مع روح الثورة وأحلام وتطلعات الشعب.

بقرارات بسيطة يمكن أن توضع البلاد على طريق الحرية والعدالة والتقدم .. بقرارات بسيطة تزول اشباح الاستبداد والفساد . وكل مسببات الغضب . لا يصح بعد 25 يناير أن يكون هناك بيت واحد في مصر يحس بمظلمة.

لا نريد غير الاستقرار ، الاستقرار النابت من حب الناس لبلدهم ، وليس من العصا المرفوعة في وجوههم . فالعصا استقرارها زائف ومخادع.

--------------

من المشهد الأسبوعي

غدا مع الباعة

##

مقالات اخرى للكاتب

ومتى يعتذر بقية الأحياء من تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام؟